أمراض بين منكوبي فيضانات باكستان

22 سبتمبر 2022
الحاجة إلى المزيد من المساعدات كبيرة (فداء حسين/ فرانس برس)
+ الخط -

يُكافح الأطباء والعاملون في القطاع الطبي في باكستان والمنظمات الإغاثية والصحية لاحتواء تفشي الأمراض المنقولة عن طريق المياه كالملاريا، وأمراض أخرى كحمى الضنك، بين مئات الآلاف من الناجين الذين يعيشون الآن في خيام في إقليم السند جنوبي البلاد. وأثّرت الأمطار الموسمية والفيضانات غير المسبوقة، التي يعزوها العديد من الخبراء إلى تغير المناخ، على 33 مليون شخص، وتسبّبت في مقتل نحو 1569 شخصاً في جميع أنحاء البلاد، منذ منتصف يونيو/حزيران الماضي.
وتتضاعف معاناة العالقين في المناطق النائية، حيث يصعب وصول الفرق الطبية، بالمقارنة مع أولئك المتواجدين في المخيمات وعلى مقربة من المدن الرئيسية.
وأعلنت السلطات الباكستانية أن حالات الإصابة بالملاريا تتفشى في المناطق التي اجتاحتها الفيضانات في البلاد، ووصل عدد الوفيات بسبب الأمراض إلى 324، مضيفة أن الوضع قد يخرج عن السيطرة إذا لم تصل المساعدات المطلوبة قريباً. ويعيش مئات آلاف النازحين بسبب الفيضانات في العراء، وقد أدت مياه الفيضانات الراكدة على مسافة تقدر بمئات الكيلومترات والتي قد يستغرق انحسارها من شهرين إلى ستة أشهر، إلى انتشار حالات التهابات الجلد والعين والإسهال والملاريا وحمى التيفوئيد وحمى الضنك.
وقالت السلطات وموظفو الإغاثة إن هناك حاجة لمزيد من المساعدات للأسر النازحة المهددة من أسراب البعوض وغيرها من المخاطر مثل لدغات الثعابين وعضات الكلاب، خصوصاً الإمدادات الغذائية والمأوى والمساعدات الطبية والأدوية. ويشكو كثيرون عدم وصول تلك المساعدات إليهم رغم جهود الحكومة ومنظمات الإغاثة المحلية والأجنبية.
ومع ضعف النظام الصحي في باكستان ونقص الدعم، تشكو الأسر النازحة من أنها أصبحت مضطرة لاستخدام مياه غير صالحة في الشرب والطهي. وقالت حكومة إقليم السند إن المرافق الصحية المؤقتة والخيام المتنقلة في المناطق التي غمرتها الفيضانات عالجت أكثر من 78 ألف مريض في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وأكثر من مليوني شخص منذ الأول من يوليو/تموز الماضي، وقد توفي ستة منهم.

وحذّرت الأمم المتحدة من أن حالات الملاريا والتيفوئيد والإسهال تنتشر بسرعة كبيرة، مضيفة أنه تم تسجيل 44 ألف حالة إصابة بالملاريا هذا الأسبوع في المناطق الجنوبية. وقالت وزارة المالية الباكستانية إنها وافقت على منح وكالة مكافحة الكوارث عشرة مليارات روبية (42 مليون دولار) لاستخدامها في شراء إمدادات غذائية وغيرها من الإمدادات الضرورية.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الصحة في الحكومة المركزية في بيان إن الوضع متفاقم للغاية، وركود المياه في المناطق المنكوبة ضاعف المعاناة، وأدى إلى إصابة المتضررين من جراء الفيضانات بأمراض مختلفة. وتسعى الحكومة، بالإضافة إلى منظمات صحية محلية ودولية، إلى توفير الرعاية الصحية لجميع المتضررين، إلا أن حجم الكارثة أكبر بكثير من الوسائل المتوفرة. لذلك، فإن الوضع صعب للغاية.
أضافت: "من بين الأمراض التي تنتشر بسرعة كبيرة للغاية، حمى الضنك والملاريا بسبب كثرة وجود الذباب في الأماكن حيث تكثر المياه الراكدة"، موضحة أن "الوزارة وبالتنسيق مع الإدارات المحلية المعنية، تستخدم كل الوسائل الموجودة من أجل تقديم خدمات صحية بشكل جيد لجميع المتضررين".

وجاء في البيان أن الوزارة، وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، قد أقامت أكثر من 1200 مستوصف ومخيم صحي في المناطق المنكوبة، وهي توصل كل أنواع الأدوية التي تحتاج إليها تلك المستوصفات والمخيمات الصحية. أضافت أن ملف الصحة يتعلق بالحكومات الإقليمية، إلا أن الحكومة المركزية تسعى إلى استخدام كل الوسائل وبالتنسيق مع المنظمات المحلية والدولية، لتكون إلى جانب الحكومات المحلية في هذا الوقت العصيب.
كما قالت وزيرة الصحة عذراء بيجوهو، إن المياه الراكدة في المناطق المنكوبة تتسبب في أمراض كثيرة، خصوصاً حمى الضنك والملاريا والأمراض الجلدية. من هنا، فإن هذا الواقع يعد تحدياً كبيراً تواجهه الحكومة. وأكدت أن تأثيرات الفيضانات لا تقتصر على تفشي الأمراض، بل تسببت في تدمير 888 مستوصفاً وعيادة ومستشفى في إقليم السند وحده. كما أن الضرر الذي لحق بالبنية التحتية يؤثر على الوصول إلى المتضررين وتقديم الخدمات اللازمة.
(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون