"ديدان خارقة" تستهلك البوليسترين أداة لإعادة تدوير البلاستيك

10 يونيو 2022
البلاستيك أحد أخطر مصادر التلوث عالمياً (خوان أوردونيز/فرانس برس)
+ الخط -

اكتشف علماء أن الديدان يمكن أن تكون أداة مفيدة في التخلّص من البوليسترين، أحد أنواع البلاستيك الأكثر شيوعاً في عدد من المنتجات الاستهلاكية، كالتغليف وأدوات المائدة ذات الاستخدام الواحد، تفادياً لما يسببه من تلوث للمحيطات وتهديد للحياة البحرية، أو لدفنه في مطامر النفايات.

بفضل أنزيماتها المعوية، يمكن أن تشكّل يرقات الخنفساء "زوفوباس موريو" وسيلة لتحقيق معدل أعلى لإعادة تدوير البلاستيك، وفقأً لباحثين من جامعة كوينزلاند الأسترالية.

وقال كريس رينكي، الذي أدار الدراسة التي نُشرت الخميس في مجلة "مايكروبيال جينوميكس"، إن بحثاً سابقاً أظهر أن ديدان الشمع والدقيق الصغيرة، وهي أيضاً يرقات خنفساء، معروفة بكونها تستهلك البلاستيك، وأضاف "لذلك افترضنا أن الديدان الخارقة الأكبر حجماً يمكن أن تأكل المزيد".

ويمكن أن يبلغ حجم الديدان الخارقة بعد نموها خمسة سنتيمترات، وتتم تربيتها كمصدر غذاء للزواحف والطيور، أو حتى للبشر في بعض الدول كتايلاند والمكسيك. ووفّر رينكي وفريقه للديدان أنواعاً غذائية مختلفة لمدة ثلاثة أسابيع، فأعطي بعضها البوليسترين، والبعض الآخر النخالة.

وأتاح ذلك للباحثين التأكد من أن تلك الديدان يمكن أن تعتاش من نظام غذائي يقوم على البوليسترين وحده، حتى أنها تكتسب بعض الوزن مقارنة بمجموعة الديدان الأخرى.

ومع أن الديدان التي غذيت بالبوليسترين أكملت دورة حياتها، وأصبحت خنافس بالغة، بيّنت الاختبارات أن أحشاءها تفتقر إلى التنوع الميكروبي، وأنها تحوي عناصر قد تسبب الأمراض، وتعني هذه النتائج أن الحشرات يمكن أن تكتفي بالتغذي على البوليسترين، لكنّ هذا النظام الغذائي ليس مغذياً، وقد يؤثر على صحتها.

ولجأ الفريق في المرحلة التالية إلى التقنية الميتاجينومية لتحليل التنوع الميكروبي في القناة الهضمية، ومعرفة أي نوع من الأنزيمات المشفرة جينياً يتولى التكسير الحيوي للبلاستيك.

وتتمثل إحدى طرق استخدام النتائج في تزويد الديدان الخارقة بنفايات الطعام، أو المنتجات الحيوية الزراعية لتستهلكها إلى جانب البوليسترين. وقال رينكي إنها "قد تكون وسيلة لتحسين صحة الديدان، وحل مشكلة الكميات الكبيرة من نفايات الطعام في الدول الغربية".

ومع أن تربية المزيد من الديدان تشكّل أحد الخيارات الممكنة لتحقيق هذا الهدف، يطرح رينكي حلاً آخر يقوم على إنشاء مصانع إعادة تدوير تقلّد ما تفعله اليرقات، وهو تمزيق البلاستيك أولاً ثم التخلص منه.

وقال الباحث، الذي يعتزم إجراء أبحاث إضافية لتحديد الأنزيمات الأكثر فاعلية، ثم العمل على تحسينها من خلال هندسة الأنزيمات: "ما نريده في النهاية هو الاستغناء عن الديدان الخارقة من المعادلة".

(فرانس برس)

المساهمون