وفي اليوم الأخير للمهلة التي منحها متظاهرو مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) للسلطات العراقية للاستجابة لجميع مطالب المتظاهرين، توسعت رقعة الاحتجاجات في بغداد لتشمل مناطق جديدة قريبة من ساحة التحرير هي ساحتا الطيران وقرطبة، وتجمعات التظاهر السابقة في ساحتي الوثبة والخلاني، وجسري الجمهورية والسنك.
وقطع المتظاهرون طريق محمد القاسم الذي يعد الطريق الرئيس الذي يربط مناطق شرقي بغداد، كما أحرقوا إطارات السيارات في عدد من الطرق الفرعية والتقاطعات، على الرغم من استخدام القوات العراقية الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، إلا أنها لم تتمكن من فض الاحتجاجات التي تسببت بشلل في حركة السيارات بمناطق وسط العاصمة.
وقال ناشطون باحتجاجات بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن "15 متظاهرا أُصيبوا جراء قمع القوات العراقية، موضحين أن الساعات القليلة المقبلة ستشهد مزيدا من التصعيد في مظاهر الاحتجاج.
وفي السياق، أكدت مفوضية حقوق الإنسان العراقية تلقيها معلومات عن اختطاف ناشط في احتجاجات بغداد.
وقال عضو المفوضية فاضل الغراوي إن عمليات الخطف والاغتيال بحق الناشطين والمدونين مستمرة وتمثل انتهاكا كبيرا لحقوق الإنسان، مبينا، في حديث لراديو محلي، أن المفوضية ستصدر تقريرا في وقت قريب يتضمن أرقاما تتعلق بعمليات الخطف والاغتيال وغيرها أثناء الاحتجاجات.
وقطع متظاهرو النجف أغلب الطرق والساحات والتقاطعات الرئيسية، وأوضحت مصادر محلية لـ "العربي الجديد"، أن أبرز المناطق التي قُطعت هي تقاطعات ثورة العشرين والرحمة والزهراء ومستشفى ابن بلال وجسر الإسكان، بالإضافة إلى شوارع أبو صخير والإسكان والغدير والمطار.
وبينت أن أغلب مؤسسات الدولة والمدارس والجامعات لم تفتح أبوابها بعد أن أُغلقت الليلة الماضية بأقفال حديدية ولحام من قبل المتظاهرين، مشيرة إلى أن سُحب الدخان ما تزال تنتشر في النجف بسبب الإحراق الواسع لإطارات السيارات في الشوارع.
وتجمع الآلاف في مدينة العمارة (مركز محافظة ميسان)، معلنين إضرابهم عن الدوام لحين تحقيق المطالب، بينما قطع متظاهرو بابل الجسور والطرق الرئيسية، ما أدى إلى توقف الحركة في مدينة الحلة (مركز محافظة بابل)، كما قطعوا الطرق التي تربط بابل ببقية المحافظات.
وقُطعت جميع الجسور والطرق الرئيسية في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار مع اكتظاظ ساحة الحبوبي بالآف المتظاهرين.
وفي الديوانية (مركز محافظة القادسية)، أطلق مدنيون يستقلون سيارات مجهولة النار على المتظاهرين الذين كانوا يتجمعون أمام شركة توزيع المنتجات النفطية للمطالبة بإقالة مديرها فلاح الزاملي، بينما حاولت قوة أمنية رسمية فض التظاهرة من خلال إطلاق الرصاص الحي في الهواء.
وبرر محافظ القادسية زهير الشعلان، الانتشار الأمني المكثف في الديوانية بأنه محاولة لضمان عدم خروج التظاهرات عن سلميتها، معتبرا في تصريح صحافي، أن وجود القوات العراقية بالقرب من التظاهرات من أجل سد الثغرات.
وكانت مصادر أمنية في القادسية قد تحدثت في وقت سابق اليوم الأحد عن دخول القوات العراقية حالة استنفار قصوى، بالتزامن مع التصعيد في مظاهر الاحتجاج.
كما أغلق متظاهرون بوابة مديرية التربية في محافظة البصرة ومؤسسات حكومية أخرى، بينما جابت تظاهرات واسعة الشوارع للمطالبة بمحاكمات عادلة لقتلة المتظاهرين، وتشكيل حكومة جديدة مستقلة بعيدة عن هيمنة الأحزاب.
وفي مدينة الكوت (مركز محافظة واسط)، تظاهر الآلاف وسط إضراب الجامعات والمدارس والدوائر الحكومية عن الدوام، في حين قطع متظاهرون الطريق الذي يربط واسط بجنوب العراق.