بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة...ترقب مغربي مع وجود الملك محمد السادس في الغابون

07 يناير 2019
علاقات قوية تجمع البلدين (عزوز بوقلوش/ فرانس برس)
+ الخط -

يراقب المغرب عن كثب تطورات الوضعَين السياسي والأمني في الغابون، رغم البعد الجغرافي الكبير بين البلدين الأفريقيين، لعدة اعتبارات رئيسية، منها جودة العلاقات الثنائية منذ سنوات طويلة، والصداقة الشخصية التي تجمع زعيمي البلدين الملك محمد السادس والرئيس علي بونغو، ثم المصالح الاقتصادية بين البلدين، حيث توجد استثمارات مغربية عدة في الغابون.


ويوجد العاهل المغربي في الغابون منذ أيام خلت، حيث قضى ليلة رأس السنة مثلما فعل خلال السنة الماضية، بينما يوجد الرئيس الغابوني في فترة نقاهة في العاصمة الرباط محاطا باهتمام ملكي كبير، كما أنه ألقى خطاب العام الجديد موجها إلى الغابونيين انطلاقا من الرباط.

وفي وقتٍ تم الإعلان عن فشل محاولة الانقلاب في الغابون من طرف بعض الضباط، واعتقال أربعة من خمسة ضباط بالجيش نفذوا محاولة انقلاب في المحطة الإذاعية التي سيطروا عليها لبعض الوقت، لم يصدر بعد موقف رسمي من المملكة أو من الرئيس الغابوني المريض حيال هذا المستجد.

وأفاد مصدر حكومي، رفض الكشف عن هويته، "العربيَّ الجديد"، بأنه من المرتقب والبديهي أن تدين الرباط محاولة الانقلاب الفاشلة و"سعي شرذمة من العسكريين لإشاعة الفوضى في البلاد في غياب بونغو"، مبرزا أن الرباط تسانده بلا شروط، وتأمل استعادة عافيته قريبا وعودته إلى بلاده سالما ليباشر مهامه، كما أعلن هو بنفسه ذلك في خطابه الأخير.


وكان بونغو قد خاطب مواطنيه من مكان إقامته الصحية في العاصمة المغربية، بمناسبة حلول عام 2019، قائلا لهم إنه يشعر بأن صحته تتحسن بشكل أفضل، مضيفا: "كما تشاهدون أشعر بتحسن وأستعد للقائكم قريبا".
وسوغ الضباط الغاضبون محاولة الانقلاب والاستيلاء على الحكم في الغابون، برغبتهم في "إنقاذ البلاد من الفوضى"، وقال الملازم كيلي أوندو أوبيانغ، في تصريح له: "حان وقت وضع مصيرنا في أيدينا، لقد جاء اليوم المنتظر، هذا اليوم الذي قرر فيه الجيش الوقوف في صف الشعب لإنقاذ الغابون من الفوضى".

ووصف "قائد الانقلاب"، الذي قدم نفسه على أنه نائب قائد الحرس الجمهوري، بونغو بأنه "رجل مريض لا يمتلك الكثير من القدرات البدنية والذهنية"، في وقت اعتبر الانقلابيون أن "خطاب العام الجديد عزز الشكوك في قدرة علي بونغو على الاستمرار في السلطة".

ويراهن المغرب، بالنظر إلى علاقاته الدبلوماسية والاقتصادية، وحتى على صعيد العلاقات الشخصية بين زعماء البلدين منذ الملك الراحل الحسن الثاني، على استتباب الأمن والاستقرار في هذا البلد الأفريقي، واستمرار "الشرعية السياسية" في بقاء بونغو رئيسا للبلاد.



وتضع الرباط استثمارات اقتصادية هائلة في مجالات التعمير والسكن والزراعة والاتصالات والصيد البحري في الغابون، حيث تتيح تشغيل آلاف الشباب الغابوني، وفي المقابل، ليبروفيل تواجه هذا "السخاء" المغربي بمواقف سياسية صلبة لدعم مصالح المملكة، وعلى رأسها الصحراء المغربية في المحافل الأفريقية والدولية.