النظام يواصل القصف ويتحضر لإطلاق عملية عسكرية في الشمال السوري

05 سبتمبر 2018
مخاوف من كارثة إنسانية جديدة (زين الرفاعي/ فرانس برس)
+ الخط -


واصلت قوات النظام قصف مناطق مختلفة في الشمال السوري، وسط حالة استنفار وتحشيد في صفوفها، فيما يعتقد أنه استعداد لإعلان بدء عملية عسكرية واسعة، بالتزامن مع وصول قائد عمليات النظام لمعركة إدلب، العميد سهيل الحسن، وسط استعدادات مماثلة من جانب فصائل المعارضة.


وقد استهدفت قوات النظام ظهر اليوم قرى الزرزور وأم الخلاخيل والفرجة الواقعة في ريف إدلب الجنوبي، بالإضافة إلى قصف قريتي الحويجة وجسر بيت الراس بسهل الغاب، في ريف حماة الشمالي الغربي، وبلدة اللطامنة في الريف الشمالي لحماة، ما أسفر عن إصابة سيدة بجراح.

وكان قصف صباحي قد طاول جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، كما طاول بعد قرية بداما بريف جسر الشغور، وقرى بيت راس والتوينة والشريعة بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.

يأتي ذلك، بالتزامن مع زيادة حالة الاستنفار من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها، حيث تم وفق مصادر ميدانية استدعاء الضباط وقادة عمليات معركة إدلب تحضيراً لإعلان بدء العملية العسكرية بالتزامن مع وصول قائد عمليات النظام لمعركة إدلب العميد سهيل الحسن، ووصول مزيد من التعزيزات العسكرية من عناصر وعتاد إلى مواقع على طول خط الجبهة الممتد من جبال اللاذقية الشمالي إلى ريف حلب مروراً بسهل الغاب وريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي الشرقي، تزامناً مع مزيد من التحصينات.

من جهتها، وفي إطار تدعيم خطوط الدفاع في ريف حماة، قامت "الجبهة الوطنية للتحرير"، صباح اليوم الأربعاء، بتفجير الجسور التي تصل مناطق سيطرتها بمناطق سيطرة النظام.

وقالت مصادر محلية إن قوّات المعارضة فجرت الجسر المائي الذي يربط بين قريتي التوينة والحرة الفاصل بين مناطق سيطرة المعارضة وقوّات النظام، وذلك في سهل الغاب الواقع بريف حماة الغربي.

كذلك قامت "الجبهة الوطنية للتحرير" للمرة الثانية بتفجير الجسر المائي الذي يربط بين قرية جسر بيت الراس وقرية الجيد في سهل الغاب بريف حماة الغربي.

وعسكرياً، قالت الجبهة عبر معرفاتها الرسميّة إن مقاتليها استهدفوا دبابة نوع (T72) داخل معسكر جورين في سهل الغاب بصاروخ مضاد للدروع، ما أدى إلى تدميرها بالكامل.
كذلك سقطت قذيفتان صاروخيتان في محيط بلدة صلنفة بريف اللاذقية يعتقد أنه جرى إطلاقهما من قبل قوات المعارضة.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن 4 مقاتلات تابعة لها وجهت ضربات عالية الدقة، أمس الثلاثاء، إلى مواقع تابعة لما سمته تنظيم "جبهة النصرة" في إدلب، بعيداً عن القرى والمدن، بحسب تعبيرها.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، إن أربع قاذفات روسية أغارت من قاعدة حميميم الروسية على مواقع لتنظيم "جبهة النصرة" في محافظة إدلب، مستخدمة ذخيرة فائقة الدقة.

وتابع البيان أن "منظومة الدفاع الجوي في قاعدة حميميم دمرت أيضاً ليلاً طائرتين مسيرتين تابعتين للإرهابيين ليصل عدد الطائرات التي أسقطت خلال شهر إلى 47 طائرة".

وزعم كوناشينكوف أن الضربات وجهت إلى "مواقع الإرهابيين الواقعة خارج المناطق المأهولة، حيث كانوا يحتفظون بطائرات دون طيار، وإلى المناطق التي كانت تستخدم لإطلاق تلك الطائرات لتنفيذ الاعتداءات الإرهابية على قاعدة حميميم والمناطق السكنية في محافظتي حلب وحماة".

وكانت مصادر متطابقة قد أكدت سقوط 18 مدنياً على الأقل من جراء الغارات الروسية يوم أمس.
إلى ذلك، قالت الخارجية الروسية إنه من "المستحيل التوصل إلى تسوية في سورية مع بقاء مشكلة إدلب من دون حل".

وقالت إن موسكو تحرص "على خفض المخاطر المحتملة على المدنيين السوريين إلى حدها الأدنى".

وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في تصريحات صحافية، اليوم الأربعاء، أن "شركاءنا الغربيين يدركون تماماً أنه لا يمكن ترك هذه المنطقة السورية في قبضة التنظيمات الإرهابية دون تحريرها، كما يدركون جيداً أنه من دون حل هذه المشكلة تستحيل إعادة الأوضاع في سورية إلى مجراها الطبيعي".

ورداً على سؤال عن الضربات الجوية الروسية على إدلب، قال ريابكوف: "كما أكدنا مراراً، فإننا نتحرك بدقة وانتقائية، ونسعى لخفض المخاطر المحتملة على المدنيين إلى أدنى مستوى".
وكرر أن روسيا "تشعر بقلق إزاء احتمال قيام الإرهابيين باستفزاز كيميائي جديد، وتهديدات واشنطن وحلفائها بتوجيه ضربات على سورية".


وذكر ريابكوف أن الاتصالات بين موسكو وواشنطن بشأن إدلب مستمرة، وأن الوضع في سورية سيكون بين أولويات اللقاء المحتمل بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي، مايك بومبيو، مستدركاً مع ذلك أن تجربة الماضي تزيل عملياً أي ثقة بالشركاء الغربيين فيما يتعلق بمشكلة إدلب.