روحاني: سنبقى في الاتفاق النووي من دون أميركا ولكن بشروط

04 يوليو 2018
روحاني وصف الاتفاق بـ"الإنجاز الدبلوماسي" لكل الأطراف (الأناضول)
+ الخط -
قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن بلاده لا تمانع استمرار العمل بالاتفاق النووي دون وجود أميركا طرفًا فيه، شرط أن تستطيع حصد مكتسباتها من الاتفاق، وأن تضمن الأطراف الباقية فيه ذلك، واصفًا الاتفاق بـ"الإنجاز الدبلوماسي" الذي يصب لمصلحة الجميع.

وخلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره النمساوي، اليوم الأربعاء، أشار روحاني إلى أن بلاده تأمل في أن يكون لدى هذه الأطراف الإرادة السياسية والاقتصادية الحقيقية، بما يساهم في حلحلة العراقيل، لافتاً إلى أن الاتفاق النووي هام لإيران وللاتحاد الأوروبي، وأن أميركا التي انسحبت منه "خرقت قرارًا أمميًا، وهو ما لن يصب في مصلحتها".

وأوضح أنه بحث في النمسا مسألة رفض الإملاءات الأميركية، معتبرًا أنه "لا يمكن لواشنطن أن تتخذ قرارات أحادية الجانب، كما لا يمكن قبول أن تملي أي دولة ما تريد على أي دولة ثانية، فهذا يعني انتهاكًا للمواثيق الدولية"، مشيدًا بنتائج محادثاته في هذا البلد وفي سويسرا، التي غادرها أمس الثلاثاء، واصفًا إياها بـ"الإيجابية".

وفي سياق آخر، أكد الرئيس الإيراني أنه بحث مع المسؤولين الأوروبيين "عناوين تتعلق بقضايا المنطقة، ومنها ما يرتبط بالحرب على الإرهاب في سورية والعراق، والتطورات في اليمن، ودور أميركا والكيان الصهيوني وبعض دول المنطقة في لعب دور مخرب فيها"، بحسب تعبيره.

كما أشار روحاني إلى أن بلاده تخوض حوارًا مع أربع دول أوروبية حول اليمن، معتبرًا أن حل أزمة هذا البلد يكون بعدم مساعدة السعودية، وجعلها تشعر بأن السلام والحل السياسي هما الخيار الوحيد لإنهاء المشكلة.

ونقل اهتمام طهران بتطوير علاقاتها التجارية والاقتصادية مع النمسا وسويسرا، بشكل خاص، واللتين ولد منهما الاتفاق النووي، إذ استقبلتا جولات عدة من المفاوضات النووية في سنوات سابقة، فضلًا عن اهتمام إيران بتعزيز علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي بشكل عام.


ويبدو واضحًا أن الرئيس الإيراني يحاول مواجهة الولايات المتحدة الأميركية، التي انسحبت من الاتفاق في مايو/أيار الماضي، واستغلال رغبة أوروبا في الحفاظ على الاتفاق النووي، في محاولة للصمود بوجه الحرب الاقتصادية الأميركية المرتقبة، إذ ستعود العقوبات إلى طهران عبر حزمتين؛ إحداهما ستدخل حيز التنفيذ العملي في أغسطس/آب القادم، والثانية في نوفمبر/تشرين الثاني، وهي التي تستهدف الصادرات النفطية الإيرانية بشكل خاص.

وكان روحاني قد هدد، أمس الثلاثاء، في تصريحات صادرة عن سويسرا، بأنه في حال منعت أميركا بلاده من تصدير النفط؛ فإن إيران ستمنع خروج نفط كل المنطقة، ملوحًا بإمكانية إغلاق مضيق هرمز الذي تمر عبره ناقلات نفطية لعدة بلدان نحو العالم.

سليماني يشيد بروحاني

من جهةٍ أخرى، أرسل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، رسالة للرئيس الإيراني، أشاد فيها بتصريحاته، واعتبر أنها "تبعث على الفخر"، وخص سليماني بالذكر التصريحات المتعلقة بالتهديدات النفطية، والأخرى التي رفض خلالها روحاني الاعتراف بإسرائيل.

وقال سليماني، في الرسالة التي نشرتها مواقع إيرانية، إن "هذا هو روحاني الذي عرفناه ونعرفه"، واصفا خطواته الأخيرة بالحكيمة والتي تقف بوجه الإملاءات الأميركية المستمرة.



نفي التفاوض مع أميركا

في سياق متصل، نفت وكالة "إيسنا"، نقلًا عن مصدر في الرئاسة الإيرانية، أن يكون مساعد وزير الخارجية الإيراني، ومسؤول الدائرة الأوروبية والأميركية فيها، مجيد تخت روانجي، قد أجرى محادثات سرية مع مسؤولين من الإدارة الأميركية.

وأضاف المصدر أن "أي أحد على صلة بالمسائل الدولية يعلم أن هذا الأمر محض كذب، وأن نشر هذا النوع من الأنباء يصب لمصلحة مجموعات بعينها في الداخل، وهو ما يحقق رغبات أميركا وإسرائيل بالنتيجة"، بحسب تعبيره.


من جهته، طالب النائب البرلماني الإصلاحي مصطفى كواكبيان الجهاز الدبلوماسي الإيراني بأن يرضى بأي خيارات تطرح خلال الحوار مع أوروبا، من شأنها تحصيل الحد الأدنى من حقوق الإيرانيين، ورفضها بحال كانت ستضر بهم، وجاء هذا خلال جلسة برلمانية علنية عقدت اليوم الأربعاء، وهو ما انتقدته بعض الجهات التي ترى أن المطلوب ليس الحد الأدنى وحسب.

إلى ذلك، يجتمع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بنظرائه من دول 4+1 الباقين في الاتفاق النووي في فيينا يوم الجمعة، بحضور منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، وستستضيف طهران بعد ذلك اجتماعًا على مستوى الخبراء بين الدول ذاتها، وكل ذلك لبحث العناوين المتعلقة بالنووي، وحزمة المقترحات الاقتصادية التي من المفترض تقديمها من قبل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا لإيران خلال أيام، لتقرر بعد ذلك البقاء في الاتفاق أو الانسحاب منه.