تعثر المفاوضات في ريف حمص الشمالي والنظام يحاول التقدم عسكرياً

22 ابريل 2018
انسحاب لجنة المفاوضات من الاجتماع الحاسم(العربي الجديد)
+ الخط -
انسحبت لجنة المفاوضات عن ريف حمص الشمالي من الاجتماع الحاسم الذي كان مقرراً أن يعقد، اليوم الأحد، مع الجانب الروسي، بينما هاجم النظام السوري والمليشيات المساندة له، في ساعات متأخرة من الليلة الماضية، المنطقة.

وأكّدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ وفد المعارضة انسحب من جلسة المفاوضات بسبب إصرار الوفد الروسي على نقل مكان الاجتماع إلى مناطق سيطرة النظام.

وعقدت مفاوضات غير حاسمة بين الطرفين قبل أيام في معبر الدار الكبيرة، رغم طلب الوفد الروسي نقل مكان الاجتماع إلى فندق سفير حمص أو إلى مناطق سيطرة النظام.

وقال بيان للجنة التفاوض في حينه، إنّ المفاوضات تناولت وضع المنطقة الحالي والمستقبلي، حيث تم الاتفاق على وقف إطلاق النار حتى الاجتماع المقرر، يوم الأحد، على أن يُلزم الجانب الروسي النظام بوقف إطلاق النار. وتقول فصائل المنطقة إنها تؤيد أي مفاوضات جادة لا تؤدي إلى تهجير الأهالي وتدمير المنطقة.

غير أن النظام لم يلتزم بوقف إطلاق النار، وواصل خلال الأيام الماضية استهداف مناطق ريف حمص الشمالي بالقصف الجوي والمدفعي، في حين حاول في ساعة متأخرة من يوم أمس التقدم من أحد الحواجز القريبة من قريتي عين الدنانير، الغاصبية باتجاه نقاط محور عين حسين.

وقالت فصائل المعارضة إنه تم نصب كمين للعناصر المتقدمة وإحباط محاولتهم بعد تكبيدهم خسائر في العتاد والأفراد.

كما تحاول قوات النظام المدعومة بمليشيات محلية في ريف السلمية الغربي التقدم على محاور مختلفة باتجاه قرى وبلدات سليم والحمرات وعزالدين، واستعادة النقاط التي تقدمت إليها المعارضة باتجاه بلدة تلدرة التي كانت نقطة لتحرك مليشيات "نسور الزوبعة" الموالية للنظام.

ويخضع ريف حمص الشمالي لاتفاق "خفض التصعيد" منذ أغسطس/آب الماضي، دون التزام من النظام بإيقاف القصف. وشكلت الفصائل العسكرية العاملة هناك قيادة عسكرية واحدة، كممثل وحيد للقرار السياسي والعسكري، مطلع إبريل/نيسان الحالي، في خطوة استباقية لأي عمل عسكري من جانب قوات النظام.

على صعيد آخر، هاجم تنظيم "داعش"، اليوم الأحد، مواقع قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها في ريف دير الزور الشرقي، في حين عثر على المزيد من المقابر الجماعية في مدينة الرقة وريفها.

وقالت مصادر محلية، إنّ "داعش" هاجم قوات النظام متنكراً في زيها، وتمكن من قتل وأسر عدد من عناصر مليشيات الدفاع الوطني، التابعة للنظام، على أطراف مدينة الميادين شرقي دير الزور، ومحيط بلدة الدوير وأطراف قرية الغبرة بريف البوكمال الغربي. كما هاجم مواقع تلك القوات في قرية الحسرات على الضفة الغربية لنهر الفرات.

بالتزامن، شنّ الطيران الحربي السوري غارات على بادية الميادين، فيما استهدف طيران التحالف الدولي بلدة أبو الحسن الخاضعة لسيطرة "داعش" شرقي المحافظة.

وتمركز "داعش"، في الآونة الأخيرة، على طريق بادية مدينة الميادين، وهو ما ساعده على تكثيف عملياته ضد نقاط تمركز قوات النظام، فيما يسعى التنظيم إلى توسيع نطاق عملياته العسكرية في البادية لتشمل أطراف مدينتي الميادين والبوكمال.

وبحسب تقارير إعلامية، فقد قتل نحو 37 عنصراً من قوات النظام خلال مواجهات مع تنظيم "داعش"، خلال شهر إبريل/نيسان الجاري، في ريف دير الزور الشرقي.



في غضون ذلك، أعلنت وسائل إعلام النظام أنّه عثر على مقبرة جماعية تضم رفات 82 جندياً من جيش النظام السوري، كان أعدمهم تنظيم "داعش" في قرية حلوعبد شمال الرقة.

وأعلن، أمس السبت، عن العثور على عشرات الجثث العائدة إلى عناصر من تنظيم "داعش" ومدنيين داخل مقبرة جماعية في الرقة، المعقل السابق للتنظيم.

وقال رئيس لجنة إعادة الإعمار في مجلس الرقة المدني، التابع لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، عبدالله العريان، إنّ "عشرات الجثث تم رفعها من المقبرة الجماعية، التي كانت تحتوي على ما بين 150 و200 جثة عائدة إلى مدنيين وعناصر من "داعش".

ولفت إلى أن "عناصر التنظيم تحصنوا داخل المستشفى الوطني مع بعض المدنيين خلال الحملة على المدينة العام الماضي".

وتقع المقبرة الجماعية تحت ملعب لكرة القدم بالقرب من مستشفى، كان التنظيم قد تحصن فيه قبل أن يخسر معركة الرقة، وكان هذا المكان الوحيد المتاح كما يبدو للدفن، وفق العريان.

وأعلنت قوات النظام، في منتصف شباط/فبراير المنصرم، أنّها عثرت على مقبرة جماعية في محافظة الرقة تضم جثث 34 شخصاً قتلهم تنظيم "داعش".

وفي نهاية ديسمبر/كانون الأول، عثر أيضاً على مقبرتين جماعيتين في منطقة يسيطر عليها النظام في ريف الرقة الغربي.

المساهمون