تصعيد للنظام وروسيا بريف حماة رغم انتشار القوات التركية

تصعيد للنظام وروسيا بريف حماة رغم انتشار القوات التركية

12 ابريل 2018
القصف رسالة واضحة بعدم مبالاة النظام وروسيا (Getty)
+ الخط -

مع الانتشار الأخير للجيش التركي في مورك بريف حماة في سورية، السبت الماضي، بدأ بتوزيع نقاطه على عدد من المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة بريف حماة، إلّا أنّ ذلك لم يوقف عمليات قصف النظام والغارات الجوية الروسية، رغم الوجود التركي.

وأفاد فادي العبد الله، من مركز حماة الإعلامي، بأن الرتل التركي توزّع على ثلاث نقاط، الأولى في قرية لطمين شمالي غربي اللطامنة، وأخرى في قرية لحايا، والثالثة في منطقة تل بزام في النقطة الخامسة جنوبي شرقي مدينة مورك شمالي حماة.

وأوضح أن هذه النقاط الثلاث تبعد عن الحدود التركية نحو 90 كيلومتراً، فيما تبعد عن أقرب نقطة من نقاط سيطرة النظام نحو 2 كيلومتر، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك نحو مئتي جندي، تم توزيعهم على النقاط الثلاث المنتشرة في ريف حماة، على أن يتم إدخال عناصر آخرين إلى النقاط التي ستقام لاحقاً في الريف الغربي لحماة.

وقد قام وفد تركي، برفقة عناصر من المعارضة السورية المسلّحة، بجولات استطلاعية، تركّزت على منطقة التنمية في بلدة الزيارة، التي من المرجّح إقامة نقطة مراقبة تركية فيها.

وعزا ناشطون ميدانيون في ريف حماة دخول الجيش التركي ريف حماة وإنشاء نقاط مراقبة فيه إلى أن لهذه المناطق أهمية استراتيجية كبيرة، إذ إن ريف حماة الشمالي ومورك يعتبران بوابة مدينة إدلب، المعقل الأكبر للمعارضة السورية المسلحة، التي باتت أنظار النظام وحلفائه تتوجّه إليها، بعد انتهاء عملياته العسكرية في دوما. كما أن مناطق المعارضة بريف حماة، وخاصة الريف الغربي، تطل على معظم قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، ومنع النظام من التقدّم لمناطق ريف حماة سيمنعه من الاقتراب من أي منطقة في إدلب وريفها التي تتاخم بموقعها الجغرافي الحدود التركية.

بدوره، رأى المحلل العسكري السوري ياسين الحميدي، في تصريحٍ لـ"العربي الجديد"، أن خطوة توزيع انتشار الجيش التركي لثلاث نقاط شمالي حماة، تأتي بهدف حماية حدود محافظة إدلب التي تعتبر صلة الوصل بين السوريين وتركيا. وأشار إلى أن "اقتراب النظام إلى هذه النقاط سينعكس سلباً على تركيا، من جهة عدد المدنيين الذين لن يجدوا سوى تركيا ملاذاً لهم ويقدّر عددهم بأكثر من ثلاثة ملايين نسمة، لما تحتويه إدلب من أعداد هائلة من المدنيين".

وأضاف "من جهة أخرى سينعكس ذلك عسكرياً على تركيا، لأن النظام سيصبح على بعد مئات الأمتار من حدود قواته التركية، هذا ما يعني استنفاراً وخوفاً دائماً من أي عملية عسكرية قد تقام ضده في الأيام المقبلة".

وفي السياق ذاته، أكّد المحلل أن "وجود الضامن التركي في أراضي ريف حماة ليس كفيلاً بمنع النظام وروسيا من عمليات القصف تجاه مناطق المدنيين، أو وقف العمليات العسكرية من قبل النظام، فتركيا ستكون مسؤولة عن قوات المعارضة فقط تجاه أي خرق، وهذا غير كافٍ، فتلك المناطق بحاجة إلى ضامن حقيقي يكبح خروق النظام الدائمة لأي اتفاق".

وتختلف آراء المدنيين في مناطق ريف حماة بين مؤمن بأن هذه النقاط ستقوم بحمايتهم حقاً من القصف السوري والروسي، وبأنها سيتكون سبيلاً لضمان وقف العمليات العسكرية وعودة الحياة إلى طبيعتها، بعيداً عن سيطرة النظام، فيما يجد آخرون أن لا جدوى منها، والدليل أن النظام وروسيا بقصفهما ليلة دخول الجيش التركي إلى ريف حماة، أرادا أن يوصلا رسالة واضحة بأنهما لا يأبهان لهذه النقاط ولا للقائمين عليها، واعتبروا أن هذه النقاط ستقتصر مهامها على عمليات توثيق القصف وليس إيقافها.