ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات في السودان... والتظاهرات تمتد إلى الخرطوم

20 ديسمبر 2018
نجمت الاحتجاجات عن أزمات معيشية خانقة (تويتر)
+ الخط -
سقط ثمانية قتلى اليوم الخميس، في الاحتجاجات الشعبية في السودان، التي اتسعت رقعتها بعدما انطلقت أمس بمدن عطبرة وبورتسودان والنهود والدامر، لتصل إلى العاصمة الخرطوم، فيما فرضت السلطات حظر تجوال على مدينتي القضارف وعطبرة.

وقال معتمد القضارف، (شرق السودان) الطيب الامين طه، لمحطة تلفزيون "سودانية 24" المستقلة "سقط ستة قتلى وعدد من الجرحى"، كما سقط قتيل في مدينة بربر وآخر في مدينة كريمة شمال السودان.

إلى ذلك، قالت مصادر حكومية، إن لجنة أمن محلية القضارف أعلنت حالة الطوارئ بالمدينة، وحظرت التجوال من الساعة السادسة مساءً حتى الساعة السادسة صباحاً، بعد الاحتجاجات الشعبية العنيفة التي شهدتها المدينة اليوم، والتي أدت لسقوط قتلى وجرحى.

وأفاد عمار الضو، وهو صحافي مقيم في القضارف في اتصال مع "العربي الجديد"، بأن الهدوء الحذر بدأ يعود تدريجياً للمدينة، وأن المواطنين شيعوا اثنين من الضحايا، مشيراً إلى أن قوات الدفاع المدني بدأت في إخماد النيران التي اشتعلت في عدد من المقارّ الحكومية.

وسار المتظاهرون من منطقة سوق جاكسون بوسط الخرطوم إلى منطقة شارع الجمهورية،  أشهر شوارع العاصمة الخرطوم. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين لجأوا لشوارع فرعية، والذين أصيب بعضهم بحالات اختناق.

وقال فيصل عبد اللطيف، أحد سكان مدينة القضارف شرق البلاد لـ"العربي الجديد"، إن ابن خاله الطالب في المرحلة الثانوية، مؤيد أحمد محمود عبد القادر، قُتل خلال احتجاجات اليوم التي شهدتها المدينة، رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

كما أكد مصدر طبي في مستشفى القضارف لـ"العربي الجديد"، مقتل أحد عمال مستشفى المدينة برصاص طائش أثناء الاحتجاجات، فيما سقط قتيل ثالث في بربر شمالاً، ومتظاهرين آخرين، دون تفاصيل حوله مقتلهما حتى الآن.

وأضرم محتجون النار في مقرّ هيئة المياه بالقضارف، وحاولوا اقتحام مقرّ مصرف السودان، منددين بالأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار.

وأفاد شاهد عيان في اتصال مع "العربي الجديد"، بأن "ألسنة اللهب تتصاعد في عدد من الأمكنة"، وأنه سمع دويّاً لإطلاق نار لكن لم يتأكد من إصابة أحد، مع انتشار الغاز المسيل للدموع في كل أنحاء السوق الرئيسية بالمدينة".

وفي هذا الإطار، قال معتمد بلدية القضارف حسب وكالة "رويترز"، إن السلطات فرضت حظر تجول في القضارف من السادسة مساء إلى السادسة صباحا.

وبثّ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عدداً كبيراً من مقاطع فيديو، لاحتجاجات في كل من القضارف وبربر وسنار وبورتسودان، ومدن أخرى لم يتم التأكد منها بالكامل، فيما كان بارزاً وصولها إلى العاصمة الخرطوم، حيث خرج طلاب جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بتظاهرة، إضافة إلى خروج تظاهرة بحي الديم جنوب الخرطوم، ومدينة سنار جنوب شرق الخرطوم.

كما أفاد شهود عيان من مدينة دنقلا شمال السودان، في اتصال مع "العربي الجديد"، بأن المدينة شهدت تظاهرات شارك فيها مئات الأشخاص مطالبين بسقوط النظام، وحاصروا مقرّ حزب المؤتمر الوطني الحاكم محاولين إحراقه، قبل أن تتدخل الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع، لتتوقف الحياة في المدينة لعدة ساعات.



وفي مدينة عطبرة، حيث بداية شرارة الاحتجاجات، قال والي ولاية نهر النيل في تصريح صحافي، إن الهدوء عاد إلى المدينة بعد وصول كميات من الدقيق وزّعت على مخابز المدينة، على أن يباع سعر الخبز بما كان عليه قبل اندلاع التظاهرات بواقع جنيه واحد لقطعة الخبز، غير أن ذلك لم يمنع السلطات من فرض حظر تجوال كذلك.

وفي الوقت نفسه، أصدر حزب المؤتمر الوطني الحاكم بولاية نهر النيل، بياناً قال فيه إن البلاد تعيش ظروفاً يعلمها الجميع، تتخللها بعض الصعوبات والمعاناة التي تولدت عنها احتجاجات، استغلّها البعض لإحداث نوع من التخريب والنهب في الممتلكات العامّة والخاصّة.

وأكد البيان أن الحزب "لا ينفصل عن مواطنيه ولا ينعزل عنهم ويعاني ما يعانونه من أزمات، وأن ما فقد من أثاث وسيارات ومبانٍ في الحريق الذي تعرض له مقر الحزب بعطبرة، لن يشغله عن مواصلة تنفيذ البرنامج المحدد سلفاً لمؤتمرات البناء".