وأوضح الشيخ مشعل في مقال له نُشر في صحيفة واشنطن بوست، أمس الخميس، أن "السعودية والإمارات وصفتا حملتهما المناهضة لقطر بأنها محاولة لإجبارها على التخلي عن (دعمها للإرهابيين)، على الرغم من أنهما تعرفان أننا لا نؤيد الإرهاب ولن نؤيده أبدا. وهم يعرفون أن الإرهاب يشكل تهديدا لقطر كما هو الحال بالنسبة للسعودية والإمارات العربية المتحدة وكل دولة أخرى".
وتتجلى الكذبة الثانية الكبيرة حسب السفير في حملة التشويه هذه، في أن قطر حليف سري لإيران، مبيناً أن السعودية والإمارات وكل حكومات الخليج لديها علاقات دبلوماسية وتجارية معها، والواقع أن أكبر شريك تجاري لإيران هو الإمارات، الدولة التي تتزعم الحصار ضد قطر، مبيناً أن الأهم من ذلك هو أن قطر كانت تقدم دعما حيويا للمعارضة في سورية، التي تقاتل ضد القوات الحكومية المتحالفة مع إيران.
ورأى الشيخ مشعل أن الدول المحاصرة لقطر تسعى بهذا التمويه إلى عزلها ومعاقبتها على استقلالها، والثأر منها لدعمها التطلعات الحقيقية للشعوب ضد الطغاة والمستبدين.
ونبّه السفير القطري إلى ضرورة أن يكون هناك دائما مدخل لإنهاء الخلاف، مشيرا إلى أنّ "قطر كانت تؤمن دائماً بأنّ الحوار والتفاوض والتفاهم هي حلول للعنف والصراع، وقد عزّزنا تلك المناقشات من خلال سياسة خارجية مفتوحة الباب طوال تاريخنا".
وبيّن أن هذه السياسة المنفتحة تتيح لقطر التوسط نيابة عن الحكومات، مثل أميركا، التي تحتاج من حين لآخر إلى الانخراط ولكن ليست لديها قنوات الاتصال الخاصة بها، كما أن قطر كانت منذ فترة طويلة تمثل طاولة المفاوضات المركزية في المنطقة، ولن تأسف على ذلك.
وأضاف آل ثاني أنّ الدول المحاصرة تسعى بوضوح إلى دق إسفين بين قطر والولايات المتحدة لتحقيق مكاسب سياسية خاصة بها، وإذا نجحت في ذلك فستكون لهذا الأمر آثار سلبية عميقة على جهود مكافحة تنظيم "داعش"، وغيرها من التهديدات في المنطقة وحول العالم.
ولفت إلى أنه "وكما أوضحت الحكومة الأميركية، فإن المسؤولين الأميركيين يعرفون أن قطر حليف موثوق به وشريك قوي للولايات المتحدة في الأوقات الجيدة والسيئة، وهم يعرفون أننا شريك نشط في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، وأننا نعمل عن كثب مع أجهزة الأمن الأميركية لتحديد هوية الإرهابيين المشتبه فيهم ومنع مصادر تمويل الإرهاب، كما يعترفون بالدور المهم الذي لعبته قطر في استضافة قاعدة العديد الجوية، في وقت رفضت فيه دول أخرى في الشرق الأوسط وجودا عسكريا على أراضيها".
وقال السفير في ختام المقال إن "سياسات قطر رشيدة وأخلاقية وعادلة وسوف تؤدي جهودها الرامية لتعزيز الحوار ومعارضة الطغيان إلى مستقبل أفضل ليس فقط لشعبنا فحسب بل للعالم أيضا، وقطر لها الحق في رسم مسارها الخاص دون تدخل من دول أخرى، وهذا ما يمكننا القيام به وما سنفعله، وسيبقى باب طاولة المفاوضات مفتوحا".
(العربي الجديد)