توجّه رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة السعودية الرياض، في زيارة رسمية لعقد مباحثات مع المسؤولين هناك، تتناول العلاقات الثنائية، والأزمة الخليجية الناجمة عن حصار قطر.
وقال يلدريم، في مؤتمر صحافي، بالعاصمة أنقرة، قبيل مغادرته إلى السعودية، في زيارة تستغرق يومين، إنّه يزور المملكة لأول مرة بصفته رئيساً للوزراء، مشيراً إلى أنّه سيلتقي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.
وشدّد يلدريم، على "أهمية العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين؛ نظراً إلى الروابط التاريخية والدينية التي تربط بينهما".
وأضاف "سأبحث مع المسؤولين السعوديين تعزيز التعاون القائم بيننا في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وسبل تعزيز التجارة والاستثمارات المتبادلة بين الطرفين، إلى جانب مسائل إقليمية ذات اهتمام مشترك بيننا".
ولفت إلى أنّه سيناقش أيضاً، عمل مجلس التعاون الخليجي، وكيفية تعزيز علاقات تركيا معه، فضلاً عن "الخلاف الحاصل بين قطر وعدد من الدول العربية، منذ أكثر من 6 أشهر".
وفي هذا الإطار، أوضح أنّ تركيا أيّدت منذ البداية "حلّ هذا الخلاف عن طريق الحوار بين الأشقاء"، مؤكداً أنّ بلاده "تبذل جهوداً في هذا السياق على اعتبار أنّها رئيسة الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي".
ونجمت الأزمة الخليجية، بعدما أقدمت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، على قطع علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو/حزيران الماضي، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً، إثر حملة افتراءات، قبل أن تقدّم ليل 22 ــ 23 من الشهر نفسه، عبر الوسيط الكويتي، إلى قطر، قائمة مطالب تضمنت 13 بنداً تمسّ جوهر سيادة واستقلاليّة الدوحة.
العلاقات بين تركيا والسعودية
إلى ذلك، أشار رئيس الوزراء التركي إلى أن "الزيارات المتبادلة التي جرت بين تركيا والسعودية، خلال الفترة الأخيرة، عزّزت مستوى العلاقات".
كما اعتبر أنّ مجلس التنسيق التركي السعودي، الذي تمّ التوقيع على تأسيسه خلال زيارة الملك سلمان الأخيرة إلى تركيا، العام الماضي، "يُعتبر انطلاقة لمرحلة جديدة في العلاقات بين الجانبين".
وذكر يلدريم، أنّ الاجتماع الأول لمجلس التنسيق التركي السعودي، جرى في 28 فبراير/شباط الماضي، بإشراف وزيري خارجية البلدين، وتناول الجانبان خلاله مسائل عدة منها السياسة الخارجية والثقافة والاقتصاد والدفاع.
وأشار إلى أنّ الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق التركي السعودي، سينعقد في تركيا، خلال الفترة القادمة، من دون أن يحدّد موعداً لذلك.
قضية القدس
كما أكّد رئيس الوزراء التركي، أنّه سيبحث مع السعوديين، تداعيات إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقدس عاصمة لإسرائيل.
وفي هذا الصدد، أعرب عن أمله، في أن "يعمّ السلام في المنطقة بأسرع وقت ممكن"، لا سيما عقب رفض الجمعية العامة للأمم المتحدة، تبنّي القرار الأميركي خلال التصويت الذي جرى في 21 ديسمبر/كانون الثاني الجاري.
وفي 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلن ترامب اعتراف بلاده رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إليها، وسط احتجاجات وتحرّكات فلسطينية، وتنديد عربي ودولي واسع.
ويرافق يلدريم في زيارته إلى السعودية، نائبه هاكان جاويش أوغلو، ووزيرة العمل والضمان الاجتماعي جوليدة صاري أر أوغلو، ووزير الصحة أحمد دميرجان.
(الأناضول, العربي الجديد)