الخرطوم تستدعي القائم بالأعمال الأميركي للاحتجاج على قرار ترامب

29 يناير 2017
عبّر من أعيدوا للخرطوم عن استيائهم من القرار(العربي الجديد)
+ الخط -
استدعت الخارجية السودانية، اليوم الأحد، القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم، ستيفن كوتسيوس، احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأخير القاضي بتقييد دخول السودانيين إلى أميركا ضمن سبع دول إسلامية لأخرى، وطالبته بإعادة النظر في القرار.


وكانت الجهات المختصة في الولايات المتحدة قد بدأت فعلياً في تنفيذ قرار ترامب وقامت بإعادة عدد من السودانيين من المطارات المختلفة ممن كانوا في طريقهم إلى أميركا.


وقالت الخارجية السودانية في تعميم لها، اليوم الأحد، إنها استدعت القائم بالأعمال الأميركي، ستيفين كوتسيوس، وأبلغته استياء الحكومة السودانية تجاه الإجراءات التي اتخذت ضد المواطنين السودانيين، ورؤيتها للخطوة باعتبارها رسالة سلبية في ظل التطورات الإيجابية في مسار علاقة البلدين، لا سيما بعد تعليق العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على السودان منذ عشرين عاماً، إلى جانب التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب.


وأبلغ وكيل الخارجية السوداني، عبدالغني النعيم، المسؤول الأميركي "حرص الخرطوم على الاستمرار في الحوار مع واشنطن والتعاون على كافة الأصعدة بما فيها التعاون في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك"، وأبلغه أن "الحكومة السودانية تنتظر الإسراع فوراً في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب".


واستقبل مطار الخرطوم الدولي اليوم وأمس عدداً من السودانيين الذين تمت إعادتهم من مطارات مختلفة عقب صدور القرار الأميركي، وعبّر العائدون عن سخطهم تجاه الخطوة باعتبارها انتهاكاً لحقوقهم، لا سيما أنهم أكملوا كافة الإجراءات التي على أساسها تم منحهم فيزا الدخول إلى الولايات المتحدة، مؤكدين أن "الخطوة بخلاف انعكاساتها المادية فإن أثرها المعنوي كان أشد وقعاً عليهم، بالنظر لما تم من عزل لهم من قائمة المسافرين ومفاجأتهم بالقرار، وهم في طريقهم للطائرة التي تقلهم إلى الولايات المتحدة".


وقال الترمزي صالح، وهو أحد المتضررين من القرار الجديد، لـ"العربي الجديد"، إنه "عاد للخرطوم بعد أن ظل في أميركا لنحو ثلاثة أعوام أكمل بها أحد التخصصات الطبية، ومع انتقاله لتخصص جديد بمشفى آخر كان عليه الخروج والعودة من جديد"، وأوضح أنه "بالفعل استكملت كافة الإجراءات ومنحت الفيزا من السفارة الأميركية وذهبت في رحلتي لإكمال دراستي ولكنني تفاجأت في مطار الدوحة بإخطاري بقرار التقييد"، وأضاف "عند لقائي بمسؤول السفارة الأميركية في الدوحة، والذي حرص على مقابلة الممنوعين من الدول المختلفة، ليخطرهم بالقرار، رفض تماماً السماح لي بركوب الطائرة التي ستذهب إلى الولايات المتحدة رغم أني شرحت له حساسية الموقف، ومن ثم تمت إعادتنا صباح اليوم التالي للخرطوم كما حجزت جوازاتنا ولم نستلمها إلا قبل نصف ساعة من إقلاع الطائرة إلى الخرطوم".


أما فاطمة ابوالقاسم فبدت غاضبة من إعادتها إلى الخرطوم، لا سيما أنها كانت في زيارة إلى واشنطن بغرض السياحة، وتساءلت في حديث لـ"العربي الجديد" عن الذنب الذي ارتكبته لتحرم من أن تختار السفر إلى الولايات المتحدة. 


وقد قالت "لا أفهم دولة تنادي بحقوق الإنسان وتمنعنا أن نمارس حقوقنا وبمالنا"، ووصفت القرار بـ"المجحف" وأكدت أن السفر كلفها نحو ثمانين ألف جنيه سوداني (نحو ستة آلاف دولار أميركي).


وبدأ عدد من العائدين السودانيين إجراءات لمقاضاة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بسبب الأضرار المادية والمعنوية التي تسبب لهم بها، مؤكدين أن أي قرار يفترض أن يأخذ مهلة قبل التنفيذ، باعتبار أن أية دولة لها الحق أن تتخذ ما تراه دون الإضرار بالآخرين، لا سيما أن سفارة الولايات المتحدة منحتهم إذن الدخول.

المساهمون