جرت صباح اليوم الجمعة، في القصر الرئاسي بلفيو في برلين، تسمية زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي نائب المستشارة ووزير الاقتصاد، زيغمار غابريال، وزيراً للخارجية خلفاً لفرانك فالتر شتاينماير، الذي من المرجّح أنه سينتخب في 12 فبراير/شباط المقبل، رئيساً جديداً لجمهورية ألمانيا الاتحادية، في وقت عهدت وزارة الاقتصاد إلى القيادية في حزبه ووكيلته في الوزراة بريغيته تسيبريس.
وكان قرار غابريال قد شكل مفاجأة للرأي العام الألماني بعدم خوض السباق على منصب المستشار خلال الانتخابات القادمة، المقررة في خريف هذا العام، ومنافسة المستشارة أنجيلا ميركل مرشحة الحزب المسيحي الديمقراطي، وتزكيته لزميله في الحزب، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، مارتن شولتس، لهذا المنصب ولزعامة الحزب.
ويأتي عدول غابريال عن خوض المنافسة مع ميركل، بحسب المراقبين، نتيجة الانتكاسات التي تعرض لها وحزبه خلال السنوات الأخيرة، وخسارة أعداد كبيرة من المحزبين والمناصرين، والهدف يكمن في إحداث صدمة إيجابية على مستوى حزبه، وإعادة لم الشمل. علماً أن غابريال معروف ببراغماتيته، وبمحافظته على الثوابت ودعم الجناح الاقتصادي في حزبه على حساب اليسار، وتنقصه كوزير للخارجية بعض الدبلوماسية التي يتمتع بها سلفه شتاينماير. وهذا ما لم يخجل في البوح به غابريال بنفسه، إذ قال، أمس الخميس، في كلمته أمام البرلمان الألماني، إنّ صديقه نصحه بالمزيد من الدبلوماسية.
وغابريال، الذي بدأ حياته السياسية في سن الـ17، في منظمة الشباب، وكعضو في صفوف الحزب الاشتراكي بعد ثلاث سنوات، وانتخب في العام 1990 نائباً عن ولاية سكسونيا السفلى، معروف بقدرته على التكيف سريعاً مع المواقع والمسؤوليات، وبشخصية واضحة وصريحة، من الممكن أن تسبب له ولبلده بعض المشاكل.
وبيّنت استطلاعات الرأي خلال اليومين الماضيين تحسناً في شعبية الحزب الاشتراكي، وأبرزت قناة "اي ار دي" أنه وبالمقارنة مع الاستطلاع الذي أجري بداية الشهر الحالي، وبعد التداول باسم مارتن شولتز لخوض السباق على منصب المستشار، ارتفعت أرقام الحزب الاشتراكي الديمقراطي ثلاث نقاط مئوية، لتصل إلى 23%، فيما تقارب أرقام المسيحي الديمقراطي 35%، واليمين الشعبوي 14%، بينما تقترب أرقام الخضر من 9% واليسار من 8%.