خرقت زيارة النائب المستقبلي السابق غطاس خوري، إلى رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، الجمود الحاصل بين الطرفين على المستوى العلني. فحضر خوري، مستشار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، إلى معراب (مقرّ إقامة جعجع، شمالي بيروت) بعد انقطاع بين الطرفين، تخلّلته بعض اللقاءات على المستوى النيابي، خصوصاً بعدما أشيع أنّ التوتّر بين الحريري وجعجع وصل إلى حدّ إقفال الأخير الهاتف بوجه الأول بعد التباين في المواقف نتيجة الملف الرئاسي.
وأشارت مصادر المجتمعين لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "اللقاء تخلّله استعراض لمجمل الملفات المطروحة، أولاً في الشأن الرئاسي وثانياً على مستوى القانون الانتخابي والأزمة الحكومية"، مشيرةً إلى أنّ "التباين لا يزال قائماً في ما يخص الرئاسة حيث لا أفق للحلّ"، في حين ثمة "توافق تام حول ملف قانون الانتخابات النيابية".
وتابعت المصادر أنّ "الأجواء إيجابية بين الطرفين، ومن المفترض أن يجتمع الحريري بجعجع في لقاء واضح وصريح فور عودة الأول إلى بيروت"، إذ من المنتظر أن يعود الحريري إلى لبنان بغضون أيام، بحسب ما أشارت مصادر من تيار المستقبل لـ"العربي الجديد".
وفي ما يخص تعطّل الحوار وهيئة الحوار الوطني، فلا تجد القوات اللبنانية نفسها معنية بهذا التعطيل على اعتبار أنها غير مشاركة في الحكومة ولا في الحوار بسبب عدم التزام "حزب الله" بالمقررات السابقة للحوار وعدم انسحابه من سورية. إلا أنّ مصادر متابعة أكدت لـ"العربي الجديد"، أنّ "جعجع يقوم بدور مهمّ في ما يخص ملف التمديد لقائد الجيش، جان قهوجي، خصوصاً لجهة محاولة إقناع رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون".
وأكد مسؤولون من القوات أنّ "التنسيق مستمرّ مع العماد عون حول هذا الملف، ونحن مع خيار التمديد وسبق وبلّغنا المعنيين بهذا الموضوع"، مع العلم أنّ موضوع التمديد لقهوجي هو أحد الذرائع التي يتمسّك بها عون لتعطيل الحكومة ومنها يستمدّ شعار "الميثاقية" والذي من خلاله أعلن مقاطعته جلسات هيئة الحوار الوطني والتي علّق رئيس البرلمان نبيه بري عقدها بانتظار الاتصالات السياسية وإقناع عون بالمشاركة فيها.
وعلى مستوى هذه الاتصالات المستمرة منذ تعطيل الحوار والحكومة، نقل عدد من النواب عن بري، خلال لقاء الأربعاء النيابي (اللقاء الأسبوعي الذي يجمع رئيس البرلمان بالنواب)، قوله إنّ "الاتصالات التي حصلت في الأيام الماضية لم تأت بنتيجة بعد، وننتظر استكمال هذه الاتصالات ونعلّق الأمل على نجاحها".
وبعد الاجتماع مع بري، قال عضو كتلة التنمية والتحرير (التي يرأسها بري)، النائب قاسم هاشم، إنّ "لا اتصالات جديدة بشأن الأزمة السياسية، وما تم من اتصالات حتى الآن لم يؤد إلى نتيجة، ولا جديد لدى الرئيس بري في الملف السياسي على أن يكون الحوار إذا عاد والتأم فسيكون وفق قواعد جديدة".