وجّه زعيم التيّار الصدري، مقتدى الصدر، مساء اليوم الإثنين، كلمة متلفزة إلى الشعب العراقيّ، أعلن فيها عدّة نقاط للإصلاح السياسي، داعياً إلى "إنهاء المحاصصة الطائفيّة"، و"إعادة النظر ببعض قوانين الدستور".
وتأتي كلمة الصدر بعد ثلاثة أيّام على بدء أنصاره بالاعتصامات أمام بوابات المنطقة الخضراء وسط بغداد، بتوجيه منه على الرغم من رفض الحكومة لها، واعتبارها غير قانونيّة، وغير دستوريّة.
وألقى الصدر كلمته المتلفزة في وقت اتخذت فيه القوات الحكوميّة، إجراءات مكثّفة حول جموع المعتصمين، ونشرت القوات المشتركة عناصرها في عدّة خطوط لمنع أيّ محاولة لدخول الخضراء، في حال وجه الصدر أتباعه المعتصمين بذلك، فيما تجمّع المعتصمون وهم يستمعون لخطاب الصدر، رافعين الأعلام، ومرددين هتافات تؤكّد غضبهم على الحكومة وعلى إجراءاتها.
وقال الصدر في كلمته، إنّه "يدعو الى إلغاء المحاصصة السياسيّة والطائفيّة وإصلاح النظام السياسي في العراق"، مؤكّداً"استقلاليّة الهيئات المستقلّة، ومنها البنك المركزي وهيئة النزاهة ومفوضيّة الانتخابات، وتعزيز دور القضاء واستقلاليّته".
ودعا إلى "تفعيل الحوار في حل النزاعات السياسيّة، وضرورة كتابة ميثاق إعلامي وطني موحّد يمنع نشر الأفكار الطائفيّة والتي تنشر الكراهيّة ومبدأ التسقيط السياسي"، مطالباً بـ"تحديد سقف زمني لتشكيل حكومة التكنوقراط بكافة مفاصلها".
كما أكّد الاستمرار بالاعتصام، مشدّداً على المعتصمين بـ"بالالتزام بالتوصيات"، ومحذّراً من وقوع كارثة اقتصاديّة، في حال عدم الاستجابة لمطالب المعتصمين ومطالب الشعب".
واعتبر أيضاً أنّ "الرئاسات الثلاث والقيادات السياسيّة تجهل الواقع خلال اجتماعاتها الأخيرة"، مطالباً بـ"ملاحقة الفاسدين منذ العام 2003، وحظر الأحزاب الدكتاتوريّة".
وبحسب مراقبين لكلمة الصدر "لم تكن كما توقعها الشارع العراقي، الذي اعتاد على كلمات الصدر الناريّة، خصوصاً وأنّها خلت من أيّ لغة للتهديد أو التلميح بدخول المنطقة الخضراء".
وقال الخبير السياسي، مناف محمد، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "الكلمة تؤشر إلى لغة جديدة يتبعها الصدر مع العبادي، ولطرحه بعض نقاط الخلاف والمطالبات وأسلوب الحوار بحل الخلاف"، مبيناً أنّ "هذا التغيير بكلمة الصدر يؤكّد وجود حوار مع الحكومة، وأنّ ضغوط الصدر على العبادي أتت أُكلها من خلال التوصل لتفاهمات معيّنة".
وأكّد أيضاً أنّ "الكلمة لم تحو أيّ لغة للتهديد أو الوعيد، فقط أكّد استمرار الاعتصامات، في إشارة الى أنّ تلك الاعتصامات مستمرّة، حتى يحصل الصدر على ما يريده من الحكومة بشكل رسمي لا مجرّد وعود".
ويعتصم الآلاف من أنصار "التيار الصدري"، منذ يوم الجمعة الماضي، أمام بوابات المنطقة الخضراء، للمطالبة بالإصلاح، وتشكيل حكومة تكنوقراط، فيما رفضت اللجنة المنظمة للاعتصام، قرارات اجتماع الرئاسات الثلاث والقوى السياسية الذي عقد السبت الماضي، واعتبرتها "تسويفاً" لمطالب الشعب العراقي.
وتضع الاعتصامات حكومة العبادي على المحك، إذ تُعَدّ تجربة جديدة يمر بها العبادي واختباراً لمدى قدرته على احتواء الموقف، في وقت يسعى فيه لإحداث تغيير سياسي واستبدال الحكومة بحكومة تكنوقراط، الأمر الذي قلّب عليه كتل تحالفه الوطني، ومنها كتلة الصدر، التي ترى أنّ التغيير يضرب مصالحها بالصميم.
اقرأ أيضاً العراق: إجراءات أمنية مشددة في بغداد تحسبا لخطاب الصدر