يوم البرلمان المصري... عرض هزلي متواصل

يوم البرلمان المصري... عرض هزلي متواصل

01 مارس 2016
علّق نواب من المعارضة حضورهم (الأناضول)
+ الخط -
مشادات، وانسحابات، واتهامات متبادلة، في مشهد يبدو أقرب للسيرك منه للمجلس النيابي، هكذا هي حال البرلمان المصري، الذي عُقد من نحو الشهرين، من دون أن ينجز شيئاً ملموساً، إذ لا يزال يناقش مواد لائحته الداخلية، المُعدلة وفقا لأحكام الدستور، وسط عرض مستمر من الفوضى بين نوابه.
وقد شهدت جلسة أمس الاثنين، إعلان نواب محسوبين على المعارضة عن تعليق حضورهم الجلسات، اعتراضاً على إدارة رئيس المجلس، علي عبد العال، وانحيازه لمواقف ومقترحات ائتلاف "دعم مصر"، الذي اُنتخب على قوائمه.

كما ثارت حالة من الهياج، والمشادات الكلامية الحادة بين النواب، عقب تعديل المادة 97 من اللائحة الداخلية، وقصر تكوين الائتلافات على نسبة 25 في المئة من إجمالي الأعضاء، بواقع 150 نائباً، موزعين على 15 محافظة.

واتهم نواب معارضون رئيس المجلس بـ"تفصيل المادة على مقاس ائتلافه السابق"، ومنع تشكيل أي ائتلاف مواز، وانسحب من الجلسة نحو 100 عضو، ضمن عدة كتل برلمانية، شملت أحزاب "المصريين الأحرار"، و"الوفد"، و"المحافظين"، ومجموعة من الأعضاء المستقلين.

وكان عبد العال، قد أصرّ على عدم مناقشة أية اقتراحات من الأعضاء بشأن المادة، عدا المقدّمة من "دعم مصر"، الذي أخذ التصويت عليها برفع الأيدي، وسط تصفيق نواب الائتلاف لإثارة المعارضين، ووقوف أحد نوابه مخرجا لسانه لإغاظتهم.

وذهب النائب علي بدر إلى عبد العال، وضرب بيديه على منصته، فيما صرخ هيثم الحريري، قائلا: "دي لا ديمقراطية، ولا حوار. انتوا كده بترجعوا الحزب الوطني"، ما دفع عبد العال إلى رفع الجلسة على خلفية اشتباك النواب.

اقرأ أيضاً مصر: احتجاج 100 برلماني بتعليق حضورهم جلسات البرلمان 

وأعلن النواب المنسحبون تعليق حضورهم الجلسات، واعتصموا ببهو مجلس الشورى (الملغي دستورياً)، لمتابعة فعاليات الجلسة المسائية عبر الشاشات الداخلية، والتي طرد خلال عبد العال، النائب أحمد الطنطاوي، إثر اعتراضه على إدارته للجلسة.

وقال طنطاوي في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "رئيس المجلس اعتاد انتهاك مواد الدستور والقانون واللائحة، وكان لا بدّ للنواب من إبراء أنفسهم أمام جموع ناخبيهم، أمام السلوك المعيب الذي تُدار به الجلسات"، مؤكداً أن "عبد العال يُمرر فقط المواد التي على هوى دعم مصر".

كما طرد النائب محمد عمارة، عقاباً على تشكيكه في نتائج التصويت الإلكتروني، بعد الموافقة على أحد المواد بأغلبية أكثر من 300 عضو، في حين صرخ النائب قائلاً إن "هناك وجود تلاعب في التصويت، وإجمالي الحاضرين في القاعة لا يتعدّى مائتي نائب".

وجمع النواب توقيعات لتقديم مذكرة لرئيس المجلس، لإخطاره بتعليقهم حضورهم الجلسات، لحين سماع أقواله في مدى التزامه بالدستور واللائحة في طريقة إدارة الجلسات، مطالبين بإعادة مناقشة عدد من مواد اللائحة، خاصة المادة المتعلقة بتكوين الائتلافات.

وخاطب عبد العال، النواب المنسحبون، قائلاً "هؤلاء الناس مجموعة خارجة عن القيم الديمقراطية، ويحاولون اللجوء للغة الابتزاز لتحقيق أهدافهم، وأن ما يفعلونه يصب في مصلحة أعداء الوطن، سواء بحسن أو سوء نية"، بحد قوله، مدعياً حرصه على إدارة المجلس بـ"ديمقراطية تامة"، وأن على المعارضة الانصياع إلى الأغلبية.

وكان المجلس قد عاقب عضوه، توفيق عكاشة، بالحرمان من حضور 10 جلسات، على خلفية واقعة إهانته لرئيس المجلس، في جلسة 22 فبراير/شباط الماضي، والذي قال فيها لرئيس البرلمان "انت جيت مكانك بالغلط أساساً".

وأعلن عبد العال عن تشكيل لجنة للتحقيق مع عكاشة، للتحقيق معه على خلفية لقائه السفير الإسرائيلي بالقاهرة، حاييم كورين، ولجنة أخرى للتحقيق مع النائب كمال أحمد، في واقعة ضربه عكاشة، بالحذاء على رأسه.
وقال كمال في تصريح خاص، إنه "غير نادم على الواقعة، ومستعد لأي عقاب توقعه لجنة التحقيق، حتى لو وصل إلى إسقاط عضويته"، مضيفاً أن "فعلته جاءت بهدف دعم القضية الفلسطينية، وسدّ أي ثغرة صهيونية داخل البرلمان"، بحد قوله.

اقرأ أيضاً مصر: حرمان عكاشة من 10 جلسات ونائب "الحذاء" حاضر

دلالات

المساهمون