هل يلتقي السبسي والسيسي وبوتفليقة؟

22 ديسمبر 2016
لقاء ثلاثي بين رؤساء تونس والجزائر ومصر محتمل (الأناضول)
+ الخط -

تشير تحركات وزير الخارجية التونسية، خميّس الجهيناوي، الى أن بعض المبادرات التونسية بخصوص الأزمة الليبية بصدد التبلور، خصوصاً السعي لجمع الفرقاء الليبيين وإنهاء حالة الانقسام الشديدة التي تزايدت في الفترة الأخيرة، ووصلت إلى الغرب الليبي والعاصمة طرابلس، وهو ما يمثل موضوع انزعاج كبير لتونس، وللجزائر أيضا.

وكان لقاء السبسي ببوتفليقة في الجزائر، وتصريحاته خلال زيارته إلى باريس وبروكسيل، رجحت الإعداد للقاء ثلاثي بين رؤساء تونس والجزائر ومصر، لأن السبسي يعتقد أن هكذا لقاء قد يسهم في حل الملف الليبي.

وتكفلت الجزائر بفض عقدة حفتر، مع أن تسريبات خاصة لمسؤولين في تونس، قالت لـ"العربي الجديد" منذ فترة، إن لقاء بين قيادات تونسية وخليفة حفتر غير مستبعد، لكسر هذا الحاجز الأخير، لأن تونس تلتقي وتتحاور تقريبا مع كل الفرقاء الليبيين باستثناء حفتر، في حين أنها تؤمن بوجوب جمع كل الحساسيات الليبية دون استثناء.

وبموازاة تحول حفتر إلى الجزائر، تكفلت تونس بإقناع مصر بجدوى التنسيق الثلاثي لحل الأزمة اللليبية، وتحول وزير الخارجية، خميس الجهيناوي إلى القاهرة، و التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وبعد عودته إلى تونس، التقى الجهيناوي، اليوم الخميس، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، و قال إنه "قدّم لرئيس الدولة عرضا حول نتائج مباحثاته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مؤكدا عزم قيادتي البلدين على مزيد من التشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، ودعم علاقات التعاون الثنائي والإعداد للمواعيد القادمة، وخاصة اجتماع اللجنة العليا المشتركة ولجنة التشاور السياسي بين تونس ومصر".

وتحمل "المواعيد المقبلة" إشارة محتملة إلى اللقاء الثلاثي المذكور. ولكنها تؤكد في الوقت نفسه أن مصر تحبذ "مزيداً من التشاور"، وهو ما يعكس بعض التباين في وجهات النظر.

التقى  الجهيناوي أيضا، أمس الأربعاء، المبعوث الأميركي إلى ليبيا جوناثان واينر، وتناول اللقاء آخر مستجدات الوضع في ليبيا والسبل الكفيلة للتوصل إلى حل سياسي سلمي للخروج من الأزمة.

وجدد الجهيناوي التأكيد على موقف تونس الداعم لحكومة الوفاق الوطني، باعتبارها حكومة شرعية تتمتع بإجماع دولي، ومساندتها لكل الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي للأزمة الليبية في إطار الحوار بين مختلف الأطراف الليبية، تحت مظلة الأمم المتحدة.

وأكد حرص تونس على جمع الليبيين وتشجيعهم على الحوار للتوصل إلى توافق دون التدخل في شؤونهم الداخلية، مجددا دعوة المجتمع الدولي ليتحمل مسؤولياته في الدفع نحو حل شامل في ليبيا، يجنب هذا البلد مزيدا من الانزلاق نحو الفوضى ويعيد له الأمن والاستقرار.

من جهته أكد الدبلوماسي الأميركي دعم الإدارة الأميركية لجهود تونس للمّ شمل الليبيين وحرصها على تجنب استمرار الأزمة في هذا البلد والحفاظ على وحدته واسترجاع أمنه واستقراره.

وشدد على موقف الإدارة الأمريكية الداعم للشرعية الدولية في ليبيا وللاتفاق السياسي في الصخيرات والمؤسسات المنبثقة عنه، وخاصة حكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج، مع دعمها للمبادرات الهادفة إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة في هذا البلد والانطلاق في إعادة الإعمار.

و تحيل تفاصيل هذا اللقاء الهام إلى التأكيد على مسائل ثلاث، أولها دعم الحكومة للوفاق، والثاني دعم جهود تونس لحل الأزمة الليبية، والثالث فكرة المصالحة الشاملة، التي لا يمكن أن تتم الا بإقناع من يحرك خيوط اللعبة في ليبيا، دوليا وإقليميا.