السودان: المعارضة تحشد إيذاناً بالعصيان والحكومة تستشعر "الخطر"
وحسمت "الجبهة الثورية" (تحالف يضم الحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة في دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان) أمرها في الحوار، وأعلنت أن سقفها للحوار سيكون تنحي الرئيس البشير، وتسليم السلطة للشعب.
وأهابت، في بيانها، بكافة جماهيرها في الولايات المختلفة للمشاركة الفاعلة في العصيان، داعيةً الأطراف المعارضة للاتفاق حول رؤية موحدة لإسقاط نظام الخرطوم، وإقامة نظام ديمقراطي يحافظ على أمن وسلامة البلاد.
وشكل حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان غرفة طوارئ لمواجهة العصيان المدني، وتأتي خطوة الحزب الحاكم في ظل الحراك الكبير الذي تشهده أوساط القوى المنادية بالعصيان المدني لجهة تكثيف الدعوات والتنظيم عبر تكوين لجان بالأحياء والمناطق المختلفة في العاصمة والولايات في محاولة لإنجاح العصيان ولتحقيق أهدافها في إسقاط النظام في الخرطوم.
وعقد حزب المؤتمر الوطني، يوم السبت، اجتماعاً ضم رؤساء شعب الجزب في أحياء العاصمة، حيث صدرت توجيهات للعمل بهدف الحد من العصيان المدني المعلن أخيراً.
وطالب نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني، وهو مساعد الرئيس السوداني، إبراهيم محمود، المجتمعين بـ"مواجهة التحدي الذي يجابه البلاد وتجاهل مروجي الشائعات والراغبين في الاعتصام باعتبارهم شخصيات لا وجود لها على الأرض"، وأشار محمود إلى "تعرض البلاد لاستهداف داخلي وخارجي فضلاً عن حملة جائرة لاستغلال موارده وثرواته".
إلى ذلك، أيّد حزب الأمة المعارض بقيادة الصادق المهدي، يوم السبت، رسمياً دعوات العصيان المدني، وطالب كل قياداته وكوادره بالانخراط في لجان العصيان المختلفة والمشاركة بفعالية لإنجاح الاعتصام.
وقالت الأمين العام لحزب الأمة، سارة نقد، في بيان اليوم، إن "حزب المؤتمر الوطني أصبح حزباً منتهيّ الصلاحية ولا يمكن إصلاحه"، مشددة على "ضرورة تقديم رموزة للمحاسبة للجرائم السياسية والجنائية التي ارتكبوها بحق الوطن والمواطن وذلك لتحقيق الاستقرار والأمن بالبلاد"، وطالبت نقد "القوى المعارضة والتنظيمات المختلفة ببلورة موقف موحد داعم للعصيان فضلاً عن برنامج مشترك لاستمرار مقاومة ومناهضة سيسات النظام".
وبدأت الأحزاب المعارضة، ليل السبت، في بث منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للعصيان وتشجع عليه حاملة جملة من المبررات للخطوة، وكان من بينها حزب الأمة والحزب الشيوعي والمؤتمر السوداني.
في المقابل دعت جهات حكومية لعدة حفلات في العاصمة الخرطوم بالتزامن مع يوم العصيان في محاولة لإفشال العصيان.
ودعا الحزب، في بيانه، للانطلاق نحو الثورة والتغيير، بعد تعنّت النظام في الاستجابة للتسوية السياسية. ولكنه تحاشى التأييد صراحة لدعوة العصيان المعلنة، لا سيما وأن الحزب منح الحكومة فرصة حتى يناير/كانون الثاني المقبل للاستجابة للحوار وفقًا لشروط المعارضة.
واقترح بعضهم القياديَّ في "حزب الأمة" المعارض، مبارك الفاضل، الذي خالف حزبه وانضم للحوار، لمنصب رئيس الوزراء، بالنظر لعلاقاته بالحركات المسلحة، برغم فتورها، فضلًا عن علاقاته الخارجية، باعتبار أن اختياره من شأنه أن يربك المعارضة ويخمد دعوات التظاهر والعصيان المدني.