وأشارت الصحيفة، في تقرير اليوم السبت، إلى أنّ التدخل العسكري لروسيا في سورية، وبعد مرور عام كامل على بدء أولى ضرباتها دعماً للنظام، حقّق هدفين أساسيين حتى الآن لموسكو.
وذكرت أنّ رئيس النظام بشار الأسد لم يعد يواجه تحدياً عسكرياً في مركز القوة في العاصمة دمشق بعد خمس سنوات من الثورة التي خرجت ضد حكمه، لافتة أيضاً إلى أنّ روسيا حققت هدفها بفرض نفسها لاعباً أساسياً وقوة إقليمية في المنطقة.
وبحسب الصحيفة، فإن هدفاً ثالثاً للتدخل الروسي في سورية، لم يتحقق حتى الآن، مشيرة في المقابل إلى أنّ الدعم العسكري لنظام الأسد لم يثبت فعاليته في إلحاق هزيمة بالثوار المعارضين، ولا في فرض تسوية وفق شروط موسكو.
ورغم ذلك، لا توجد، وفق الصحيفة، إشارات إلى أنّ روسيا غارقة في "المستنقع" كما توقع أوباما مع بداية التدخل العسكري قبل عام، ولا دلالات على أنّ موسكو منهكة بسببه. بل على العكس، ترى "واشنطن بوست"، أنّ موسكو تبدو في وارد مضاعفة دعمها العسكري للأسد، ولا سيما مع تصاعد أعمال العنف وسط انسداد أفق الحل، وذلك بعد انهيار اتفاق الهدنة بين الجانبين الأميركي والروسي، وازدياد الشكوك حول إمكانية توصل التعاون بينهما إلى مخرج للأزمة.
ويأتي ذلك في وقت تدعم الطائرات الروسية "هجوماً شرساً" لقوات النظام بهدف استعادة شرق حلب، "مركز الزلزال الدامي" للصراع من أجل السيطرة على سورية، بحسب الصحيفة، مع تأكيد الكرملين عدم وضعه إطاراً زمنياً لإنهاء التدخل.
وفي هذا السياق، قال السفير الأميركي السابق في سورية، روبرت فورد، والباحث حالياً في معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن، للصحيفة إنّ "اعتقاد روسيا بأنّها لا تستطيع كسب الحرب وستتفاوض بالتالي على إيجاد حل، أصبح الآن جدياً محط شكوك".
وأضاف فورد أنّ "اللحظة التي تحدثت عنها إدارة أوباما بأنّ روسيا سوف تعلق في سورية ولن تتمكّن من الخروج منها، يبدو أنها لم تحن حتى الآن".
ولا تزال "بصمات" التدخل الروسي في سورية ضعيفة نسبياً، بحسب الصحيفة، إذ تركّز على الضربات الجوية، مع أنّها تتضمن مستشارين على الأرض، وتكلّف الكرملين ما مجموعه ثلاثة ملايين دولار يومياً، وهو جزء يسير من ميزانية الدفاع السنوية التي تصل إلى 55 مليار دولار. وعلى الرغم من أنّ سورية قد تتحوّل إلى مستنقع فعلاً، لكنّه "مستنقع مستدام" كما أوردت الصحيفة عن فورد.
ورأى المستشار المشارك في المفاوضات من الدرجة الثانية بين النظام والثوار، سلمان شيخ، للصحيفة أنّ روسيا تنوي باستمرار تدخلها العسكري السيطرة على مدينة حلب على الأقل، قبيل الدخول في مفاوضات جدية مع الولايات المتحدة.
"فخسارة الثوار حلب، قد تشكل ضربة قاصمة لهم، وحرمانهم من موطئ قدم في أي مدينة سورية كبرى"، كما قال شيخ للصحيفة، لافتاً إلى أنّ "روسيا ستكون حينها في موقع يسمح لها بالتفاوض من أجل التوصّل إلى حل أكثر مواتاة للأسد مع الولايات المتحدة وحلفائها في المعارضة... ربما مع تولي الإدارة الجديدة مهامها في واشنطن"، بحسب قوله.