خلاصات إحياء 25 يناير: الثورة باقية في الميدان

خلاصات إحياء 25 يناير: الثورة باقية في الميدان

26 يناير 2016
الهاجس الأمني يسيطر على النظام (العربي الجديد)
+ الخط -

اعتبر سياسيون وخبراء مصريون أن المظاهرات الرافضة للانقلاب، في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، أمس الإثنين، حققت عدداً من أهدافها، حيث جعلت الثورة باقية في الميدان، وأعادت طرح علامة استفهام حول النظام القائم ومدى نجاحه، في الانتقال بمصر على الأقل إلى ما هو أفضل من عصر الرئيس المخلوع، حسني مبارك.

ورصد مراقبو مظاهرات الأمس إصرار رافضي الانقلاب على الخروج رغم القمع والقتل وسوء الأحوال الجوية، مما اعتبره بعضهم مؤشراً يؤكد إلى أي مدى رفض الشارع النظام، بحيث بات هناك اقتناع لدى النسبة الأكبر من الشعب، بمن فيهم الذين لم يخرجوا للتظاهر، بأن ثمة ضرورة لاستمرار الثورة، معتبرين أن تمترس النظام حول الآلة العسكرية وزيادة الحشود الأمنية والعسكرية، يؤكدان أن النظام لم يعد يثق بأحد، وأنه يعتمد فقط العصا الأمنية لإسكات الشعب.

واعتبر خبراء أن الصمت وعدم خروج حركات وقوى محسوبة على ثورة يناير، في حد ذاته تعبير عن الرفض مثلما حدث من عزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية، مؤكدين تزايد أعداد الرافضين للحكم العسكري، وأن القناعات بدأت تزداد من جانب معظم القوى الثورية بضرورة التغيير.

ويقول أستاذ العلوم السياسية، في جامعة القاهرة، حسن نافعة، إن "الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير جاء الرفض فيها للنظام بطريقة الصمت، على غرار رفض مشاركة الشباب في الانتخابات البرلمانية، وهو ما يعني أن الشعب المصري يتعامل بذكاء مع الواقع، الذي يشهد ارتفاع وتيرة المواجهات الأمنية والقتل والترويع، إلا أن الملاحظ بشكل قوي هو زيادة عدد معارضي الانقلاب العسكري، والذين يرون أنه يسرف في استخدام الأمن كعلاج، كما أنه زاد من عدد المعارضين له، خاصة من التيارات المدنية".




اقرأ أيضاً:"لساها ثورة يناير" شعار سناء سيف بمسيرتها المنفردة لـ"التحرير"

ويشير إلى أن "الأزمة الحقيقية تأتي من أمرين؛ الأول عدم قدرة القوى المدنية على التوافق نحو الديمقراطية، والأمر الآخر إسراف النظام في استخدام العصا الأمنية، فهناك حالة من الخوف وهناك في نفس الوقت غياب للهدف، الذي ينبغي أن تلتف الجماهير حوله، ولكن يمكن القول إن النظام حتى الآن فشل في إقناع القوى المدنية، التي تذرعت بالقوى الإسلامية، وخسر الجانبين معا".

ومن جانبه يرى اللواء، عباس القلا، أن "اعتماد الأداة الأمنية سيزيد من حدة الأزمة في مصر، لا سيما أن هذه الحشود الهائلة، التي تم حشدها لمواجهة التظاهرات المتوقعة تدفع باتجاه تخصيص مزيد من الميزانيات، واقتطاع جزء من ميزانية البلاد المهدرة لمواجهة أية مخاوف أمنية"، معتبرا أن "الدلائل لم تكن تشير إلى توقعات بارتفاع وتيرة التظاهر، التي تستوجب هذه الحشود، ولكن الهاجس الأمني أصبح يسيطر على القائمين على النظام، كما أنه مبرر للاستمرار في هذه السياسات، التي تنتقص كل يوم ممن كانوا يؤيدون الانقلاب من قبل".

من جهته، قال خبير في مجال الحريات في مركز الأهرام للدراسات: "أعتقد أن يوم أمس حقق أهدافه، حيث جعل الثورة باقية في الميدان، فهناك علامة استفهام حول النظام القائم ومدى نجاحه، في الانتقال بمصر على الأقل إلى ما هو أفضل من عصر حسني مبارك، بل هناك شعور سائد بأن مصر عادت إلى الوراء كثيرا، وهو ما يمثل الوقود الحقيقي لتطلع الشعب المصري نحو التغيير".

اقرأ أيضاً:الأمن المصري يصفي ثلاثة من رافضي الانقلاب بذكرى الثورة

المساهمون