الوسيط الألماني فولكر بيرتس أمام المهمة السورية الصعبة

22 يناير 2016
يرفض استخدام مصطلح "الربيع العربي" (رسم/ أنس عوض)
+ الخط -


لم يأت اختيار الالماني، فولكر بيرتس لتولي ادارة المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة المتوقعة في نهاية الشهر الحالي في جنيف من فراغ. فهو الدبلوماسي الذي يتمتّع بخبرة طويلة في هذا المجال. وكان قد تنقّل في مناصب عدّة وعمل كاستاذ محاضر في عدد من الجامعات، ولا يزال.

ويشغل بيرتس اليوم، إضافة الى كونه مساعدا للمبعوث الدولي الى سورية، ستيفان دي ميستورا، منصب مدير المعهد الالماني للشؤون الدولية والأمنية منذ العام 2005، ويترأس حالياً فريق أبحاث متخصص بشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين، التابع لمؤسسة العلوم والسياسة (SWP)، الذي كان قد التحق به عام 1992. وتتركز مهمة مؤسسة العلوم والسياسة في تقديم المشورة للبرلمان والحكومة الألمانيتين فيما يتعلق بالشؤون الدولية.

ولد بيرتس عام 1958، وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعـة ديسبورغ بألمانيا عام 1990. وعمل أستاذاً مساعداً بالجامعة الأميركية في بيروت بين عامي (1991 و1993)، ومارس مهنة التدريس في جامعات ديسبورغ ومونستر وميونخ، ويعمل حالياً محاضراً غير متفرغ في جامعة هومبولدت ببرلين، وكان قد تبوأ وحتى العام 2005 منصب مدير قسم الابحاث في الشرق الاوسط وافريقيا .

لبيرتس، ابحاث عدة في مجالات مختلفة، ولا سيما تلك المتعلقة بالتحديات السياسية الخارجية والأمنية لألمانيا والاتحاد الاوروبي والحوكمة العالمية والمنظمات الدولية والديناميات الاقليمية والتغيير السياسي في الشرق الاوسط.

يعرف بيرتس بالمامه بقضايا الشرق الأوسط، ورفضه استخدام مصطلح "الربيع العربي" الذي برأيه، "لا يعبّر عن التفكير في التزام استراتيجي طويل الامد كون العملية سوف تستغرق سنوات طويلة".

كما يعتبر انه على الرغم من أن الاسلام يشكل جزءا من المكون السياسي في بلدان الثورات العربية لا يمكن ان تقوم دولة دينية في اي من دول الربيع العربي، ويشكك كذلك بالتزام الجماعات السياسية الاسلامية بأسس الديمقراطية.

ويرى أيضاً أن النموذج الديمقراطي للغرب هو الذي سينتصر في الثورات العربية، وليس الأنظمة القمعية انطلاقا من أن الناس خرجت للمطالبة بالعدالة الاجتماعية. وبيرتس نفسه صاحب قول يفيد بأن "الجماعات الجهادية أمثال "الدولة الإسلامية" (داعش)، يتّبعون أجندتهم العدمية الخاصة التي لا علاقة لها بمستقبل سورية. والنظام لا يقوم بمحاربتهم بل يستفيد من وجودهم بقدر ما يضعفون المعارضة وينشرون الذعر في صفوف الأكثرية الساحقة من السوريين".

وكان لبيرتس أن كتب تصوره للحل السوري ونشر في صحيفة "هاندلسبلات" الالمانية، خلال شهر سبتمبر 2015، عبر مبادرة من الأمم المتحدة.

واعتبر في هذا التصور، انه "سيكون من السابق لأوانه الدعوة الى مؤتمر سلام كبير في سورية، إنما يمكن التركيز على خطة بديلة تقوم على إنشاء مجموعات للعمل على القضايا العسكرية والانسانية، وعن نظام ما بعد الحرب، على أن تدار مفاوضات بمشاركة ممثلين عن الحكومة الحالية والمعارضة. هذه النقاشات من الممكن أن تكون مقدمة لمؤتمر سوري أكبر في سورية".

ورأى الخبير الألماني أن "سورية بحاجة أولا لوقف اطلاق نار، وربما لمسلسل من اتفاقات وقف اطلاق النار للسماح بوصول المساعدات الانسانية. لكن المحادثات بشأن مستقبل البلاد لا يمكن ان تنتظر التهدئة. ولا بد للمتصارعين البدأ بالتحدث الى بعضهم البعض كما وتبديد خوف المعارضة نتيجة عدم الثقة الموجودة حاليا وتوقف والاستفزازات والنكسات.

والمطلوب ايضاً، بحسب بيرتس، "ترك الحديث عن جرائم الحرب معلقة من اجل وضع حد للحرب اولا، كما والحديث عن انتقال سياسي بدلا من اعلان الحرب على الاسد، وعدم الحديث عن تركه للسلطة قبل صد داعش"، مشيرا كذلك الى "دور بعثة حفظ السلام الدولية حتى في حال التوصل الى اتفاق بين الجانبين".

وطبقاً للدبلوماسي الألماني، فإن "التوصل الى حل سياسي مرض في سورية يتطلب اجراء محادثات مكثفة، على أن يتم التواصل اولا مع جميع المنظمات ذات الصلة الاقليمية والدولية والجهات المحلية الفاعلية التي هي على استعداد لتكون جزءا من الحل الذي يستند على مبدأ تقاسم السلطة".

المساهمون