سيطرت قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات مختلفة وطائرات حربيّة روسية، مساء أمس الثلاثاء، على بلدة سلمى الاستراتيجية في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشماليّ.
وأكّد الصحافي، سليم العمر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "قوات النظام اقتحمت من أربعة محاور مساء اليوم، بلدة سلمى في جبل الأكراد شمال اللاذقية، قبل أن تستطيع فرض سيطرتها على كامل المنطقة بمساندة غطاء جويّ روسيّ تمثّل بنحو 150 غارة".
وجاء ذلك، وفق العمر، بعد ساعات من تقدّم النظام ومليشياته في الجهة الشرقية للبلدة وسيطرتهم على بلدة حسيكو وهي إحدى ضواحي سلمى الشرقية.
من جهته، أوضح الناشط الإعلاميّ حسام الجبلاوي، أنّ أهمية بلدة سلمى التي لُقّبت سابقاً بـ"مدينة المليون برميل"، بسبب كثافة قصف النظام عليها، تأتي من جوانب عدة، فهي تعدّ مركز قوات المعارضة في ريف اللاذقية وأكبر المناطق التي كانت تسيطر عليها فضلاً عن كونها مركز جبل الأكراد وسقوطها يعني سيطرة النظام بنسبة كبيرة على هذا الجبل.
اقرأ أيضاً: مسؤول أممي: شاهدت بمضايا أطفالاً أشبه بهياكل عظمية
كما أن بلدة سلمى تشرف على مساحات واسعة من ريف ادلب المحرر ومناطق سيطرة النظام في ريف اللاذقية، حيث تبعد عن صلنفة 13 كيلومتراً فقط وارتفاعها 900 متراً، فيما تعتبر معنوياً من أوائل المناطق التي سيطرت عليها قوات المعارضة في ريف اللاذقية عام 2012 ومنها امتدت سيطرتها على مناطق أخرى.
وبحسب الجبلاويّ، فإنّ النظام يسعى منذ أكثر من ثلاثة أشهر للسيطرة على بلدتي سلمى وربيعة مركزي جبلي الأكراد والتركمان، في ظل محاولاته المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات لاقتحامهما.
وأظهرت مقاطع مصوّرة بثها ناشطون سوريون اليوم، تواجد جنود وضباط روس في مواقع المواجهات مع قوات النظام بريف اللاذقية، فيما أظهرت صور تناقلتها مواقع إعلامية موالية للنظام، وصول قائد مليشيا "أسد الله الغالب" العراقية المدعو "عقيل الموسوي"، لقيادة العمليات العسكرية ضد بلدة سلمى.
بدوره، قال العميد المنشق أحمد رحال والخبير العسكري لـ"العربي الجديد"، إن "النظام يقوم بعمل خطط جديدة لدخول القرى والبلدات المحررة، إذ أنه بعد 93 يوماً من القتال المدعوم بخطط روسية وقوات إيرانية ودعم جوي استطاع السيطرة على بلدة سلمى ليتجه نظره في الوقت الحالي إلى جبل التركمان، مع محاولته المتكررة السيطرة على ربيعة، ما يجعله أيضاً مسيطراً على المنطقة المطلة على جسر الشغور".
وبرر رحال، هجوم النظام وطريقة السيطرة على التلال الحاكمة للمنطقة، باتباعه سياسة الأرض المحروقة والقضم البطيء ومن ثم التقدم مع التغطية الجوية الواضحة، وكل ذلك يتم بمخططات خبراء عسكريين من خلال دول (روسيا – إيران – سوريا)، فيما قيادات الثورة والفصائل العسكرية تنتظر الهجوم القادم، معتبراً أن زخم المعارك في الوقت الحالي آتٍ من السياسة الروسية لتغيير الموازيين في مراحل المفاوضات القادمة، ومشيراً إلى أن النظام في عامي 2013 – 2014 أفشل المفاوضات وأنهاها وحينما كان موقفه ضعيفاً، فكيف الآن وهو يشعر بالقوة على الأرض.
وذكر الخبير العسكري، أن النظام يقود المعارك في المناطق الإستراتيجية، مقسماً أرض المعركة للمناطق التالية، الأولى جبل الأكراد والتركمان وفي حال السيطرة الكاملة له سيرجع للنظام طريق اللاذقية – حلب وستصبح له اليد العليا في تلك المنطقة، والثانية خان طومان، وفي حال سيطرته عليها أيضاً سيكون طريق حمص – حلب بيده، أما الثالثة فهي مدينة الشيخ مسكين والتي تجعله مسيطراً على اوستراد دمشق – درعا، وفي تلك الحال تصبح سيطرة النظام على المناطق الإستراتيجية فعلية، وبهذه الطريقة يفتت المناطق المحررة ما يزرع الضعف بين الفصائل المقاتلة، ويقطع طرق التمويل عليهم.
ورأى العميد المنشق أن الحل السياسي السابق والذي لم يكن يرضي الثورة السورية، يتم صناعته بالقوة العسكرية لفرض الحل السياسي الذي تريده القوة الدولية.
اقرأ أيضاً: ثمانية قتلى قرب دمشق ومعارك مستمرة في المرج