هدوءٌ حذر بالفوعة.. و"جيش الفتح": النظام يعبث بأمن مؤيديه

27 سبتمبر 2015
خرق الهدنة فسره بعضهم بعدم رضى نظام الأسد عنها(الأناضول)
+ الخط -

يسود هدوءٌ حذر منذ صباح اليوم الأحد، على جبهات كفريا والفوعة بريف إدلب، بعد ‏أن شهدت ليلة أمس، تصعيداً عسكرياً بدأ ‏بخرق النظام للهدنة المتفق عليها، إذ ألقت ‏مروحياته براميل متفجرة، أدت لسقوط خمسة قتلى مدنيين في بلدة تفتناز، الأمر الذي ‏‏دفع "جيش الفتح" لـ "الرد بالمثل، وقصف قوات النظام وحزب اللات في كفريا ‏والفوعة"، بحسب بيان صدر عنه فجر اليوم.‏


وأكد الناشط الإعلامي محمد قدور، مدير "تنسيقية مدينة بنش"، أن "الهدوء عاد منذ ‏نحو الثالثة فجراً لجبهات كفريا والفوعة، بعد أن ‏قصفها جيش الفتح بمختلف أنواع ‏المدفعية والقذائف المحلية الصنع، في أعقاب إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة ‏أدت لسقوط ‏شهداء وجرحى في تفتناز".‏

وقال قدور الموجود في بنش (أقرب بلدة تسيطر عليها المعارضة على تخوم الفوعة ‏وكفريا) لـ"العربي الجديد" إن "الكلام الذي ‏سمعناه من قيادي في جيش الفتح يشير إلى ‏أن قصف الفوعة وكفريا، هو رد على استهداف النظام لتفتناز، ولا يعني انهيار ‏‏الاتفاق الذي تم التوصل إليه سابقاً". ‏

وكان "جيش الفتح" أصدر فجر اليوم، بياناً حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، ‏وجاء فيه: "قامت قوات النظام الأسدي ‏المجرم مساء يوم السبت 26/ 9/ 2015 ‏بقصف مدينة تفتناز في ريف إدلب، بستة براميل متفجرة، أدت إلى استشهاد وجرح ‏‏العشرات من المدنيين الآمنين في بيوتهم".‏

وأضاف البيان أنه "في ظل هذا الاعتداء السافر الذي سبقه قصف النظام لمدينة ‏سراقب، وارتكابه مجزرة في حي الوعر ‏الحمصي بقصفه مدينة ملاهٍ راح ضحيتها ‏عشرات الأطفال والنساء بين شهيد وجريح، فقد قام جيش الفتح بالرد بالمثل وقصف ‏‏قوات النظام وحزب اللات في الفوعة وكفريا".‏

وختم البيان الذي أصدرته "اللجنة العليا بجيش الفتح" أن الخرق الذي جرى أمس ‏‏"أظهر عدم اكتراث النظام لأمن مؤيديه وتفريطه ‏بهم، وعجزه عن الالتزام بأي اتفاق ‏أو عهد".‏

اقرأ أيضا: حزب "الجمهورية" يحذر من هدنة الفوعة - الزبداني

وفي حين شهدت جبهات ريف إدلب هذا التصعيد من قبل النظام، والذي دفع ‏المعارضة للرد عليه، فإن جبهات الزبداني ومضايا ‏بريف دمشق احتفظت بالهدوء ‏الساري هناك، منذ ظهيرة الأحد الماضي، حين دخلت هدنة مؤقتة ليومين حيز التنفيذ، ‏وتم ‏تمديدها حتى ظهر أمس السبت، واستمرت خلالها المحادثات بين مسؤولين ‏إيرانيين مع ممثلين من المعارضة السورية المسلحة، ‏بهدف وضع بنود تنفيذية للاتفاق ‏الذي تم التوصل إليه بحسب كل المعلومات المتطابقة.‏

ومن المفترض، بحسب ما علمت "العربي الجديد" من عدة مصادر معارضة، أن يكون ‏‏"الاتفاق على مرحلتين، لستة أشهر، ويبدأ ‏بوقف كامل للعمليات العسكرية وإطلاق ‏النار من داخل مناطق التهدئة إلى خارجها والعكس، فضلاً عن وقف تحليق الطيران ‏‏الحربي والمروحي، بما في ذلك إلقاء المساعدات من الطيران المروحي للفوعة ‏وكفريا، والتوقف عن تحصين الدشم والمقرات ‏على الخط الأول من الجبهات. كذلك ‏يشمل الاتفاق وقف أي تقدم في المناطق الفاصلة على خطوط التماس.‏

وتشير المصادر نفسها إلى أنّ المرحلة الأولى تبدأ بانسحاب مقاتلي المعارضة مع ‏عائلاتهم باتجاه إدلب، مقابل خروج معظم ‏المدنيين في الفوعة وكفريا، بضمان ‏وإشراف وحضور الأمم المتحدة، لتبدأ بعدها المرحلة الثانية من خلال إجلاء ما تبقى ‏من ‏مدنيين ومقاتلين في الفوعة وكفريا، مقابل خروج فصائل المعارضة من مضايا ‏ووادي بردى، وإطلاق سراح 500 معتقل ‏ومعتقلة من سجون النظام السوري، على ‏أن يرتبط تنفيذ المرحلة الثانية بنجاح المرحلة الأولى، والتي سيترقب كل طرف فيها ‏‏حسن نوايا الطرف الآخر، والتزامه بتنفيذ البنود المتفق عليها.‏

وكان من المتوقع أن يبدأ تنفيذ أولى البنود (إخلاء الجرحى من قبل الهلال الأحمر ‏بإشراف أممي) يوم أمس أو فجر اليوم، إلا ‏أن قصف النظام المفاجئ لبلدة تفتناز ‏الليلة الماضية جاء ليضع العصي في عجلة التنفيذ، وهو ما فسره بعض المحللين ‏بعدم رضى ‏النظام عن الاتفاق، خاصة أن طهران قادت المحادثات نيابة عنه، و لم ‏يكن له أي تمثيل خلال المفاوضات.‏

اقرأ أيضا: اعتراف عراقي بالتعاون مع روسيا وإيران وسورية لمحاربة "داعش"