تركيا: داود أوغلو يحيّد أردوغان عن الحملات الانتخابية

23 سبتمبر 2015
دعا داود أوغلو إلى عدم مهاجمة رئيس الجمهورية(مراد كيناك/الأناضول)
+ الخط -
لم تبدأ الحملات الانتخابية لمختلف الأحزاب التركية بعد، على الرغم من بقاء أقل من أربعين يوماً على موعد إقامة الانتخابات البرلمانية العامة المقرّرة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، باستثناء إقامة حزب "العدالة والتنمية" حفلا تعريفيا بقائمة مرشحيه في العاصمة أنقرة، دعا خلاله رئيس الوزراء، زعيم الحزب، أحمد داود أوغلو، جميع الأحزاب السياسية التركية المعارضة إلى إجراء حملاتها الانتخابية ضمن الآداب السياسية، والابتعاد عن استخدام الهجوم على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كأداة دعاية انتخابية.

وفي خطوة هامة، حاول داود أوغلو إبعاد أردوغان عن النقاشات السياسية، وهو الذي كان محور جميع الحملات الانتخابية المعارضة في الانتخابات السابقة، وبالذات لحزب "الشعوب الديمقراطي" (ذو الغالبية الكردية)، إذ دعا داود أوغلو المعارضة إلى إجراء حملاتها الانتخابية ضمن الآداب السياسية، مقترحاً عدداً من النقاط، منها تقليل مصاريف الحملات عبر رفع أعلام الأحزاب في شوارع المنطقة المحيطة بمكاتب الأحزاب فقط. ولتخفيف التلوث السمعي، دعا إلى منع تجوّل العربات التي تروّج لها عبر مكبّرات الصوت في المدن، مشترطاً موافقة الأحزاب المعارضة الثلاثة الكبرى على الدعوة ليلتزم حزبه بها.

لكن الأبرز في دعوته، كان المطالبة بإبعاد الرئيس التركي عن النقاشات الانتخابية، قائلاً: "تعالوا ندير منافسة سياسية ضمن قواعد الآداب السياسية، لنقوم بانتقاد بعضنا من دون شتائم، فلنبعد العائلة والحياة الخاصة عن المنافسة السياسية، وبالذات فلنبعد المكتب الرئاسي، الذي يمثّل الأمة كلها، عن النقاشات السياسية". وتعهّد داود أوغلو بالدفاع عن رئاسة الجمهورية، موجّهاً كلامه للمعارضة بالقول "عليهم أن يعلموا أن أنصار العدالة والتنمية مصمّمون على الدفاع عن رأس الدولة والمكتب الأهم للأمة في وجه أي هجمات أو شتائم".

اقرأ أيضاً قوائم مرشحي الانتخابية التركية: انتفاضات و"ستاتيكو" 

وبينما لم تُجب الأحزاب التركية الأخرى على دعوة داود أوغلو، استجاب زعيم حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة)، كمال كلجدار أوغلو للدعوة بالموافقة، مشترطاً ابتعاد أردوغان عن الانتخابات والتزامه بالحياد الذي يشترطه الدستور، مشيراً إلى أنه "ليس لدينا أي مشاكل مع الرئاسة، طالما أن الرئيس يلتزم بالموقف الحيادي الذي اشترطه عليه الدستور، إذ أصبح الرئيس موضعاً لتوجيه الانتقادات، لأنّه تخلى عن حيادية منصبه، وقام بالمشاركة في الحملات الانتخابية لمصلحة أحد الأحزاب"، في إشارة إلى "العدالة والتنمية".

وبدا تأثير هجمات حزب "العمال الكردستاني" واضحاً على توزيع مراكز الاقتراع في الولاية الشرقية ذات الغالبية الكردية، إذ أعلن مجلس الانتخابات في مدينة جيزرة (جزيرة بوطان) في ولاية شرناق، التي شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن التركية وعناصر "الكردستاني" بداية الشهر الحالي، أنّه "لن يكون هناك أي مراكز اقتراع في ثلاثة من أحياء المدينة، وهي كل من حي نور وجودي وسور"، معلّلاً القرار بالخوف من احتمال قيام "الكردستاني" بتفجيرات في المنطقة، خصوصاً أنّ عدداً من الحواجز والخنادق التي كان "الكردستاني" قد حفرها في شوارع الأحياء الثلاثة أثناء الاشتباكات، لا تزال في مكانها. إلى ذلك، اقترح والي ولاية بيتليس (شرق البلاد)، على المسؤولين عن الانتخابات، نقل صناديق الاقتراع من ريف الولاية إلى مركزها، بسبب المخاوف الأمنية.

ومن المتوقع أن تبدأ الحملات الانتخابية بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى (24 و25 من الشهر الحالي)، إذ أعلن نائب رئيس الوزراء، نعمان كورتولموش، أنّ "العدالة والتنمية" يكشف عن برنامجه الانتخابي في 4 أكتوبر/تشرين الأول المقبل. ويعتبر مراقبون أنّ هذه الانتخابات تضع البلاد أمام سيناريوهين رئيسيين، إمّا يتمكّن "العدالة والتنمية" من استعادة الغالبية البرلمانية التي تخوّله بالتفرد بالحكومة، أو أن تعود البلاد إلى المشهد السياسي الحالي، ويضطر "العدالة والتنمية" إلى تشكيل ائتلاف حكومي. وفي هذه الحالة، يرجّح المراقبون أنفسهم، أن يكون التحالف بين "العدالة والتنمية" و"الشعب الجمهوري"، خصوصاً بعد التقارب الواضح بين قيادات الحزبين إثر المحادثات التي أجروها لتشكيل الائتلاف الحكومي الشهر الماضي، على الرغم من فشلها.

اقرأ أيضاً تركيا: نجاح مأسسة "العدالة والتنمية"... والانتخابات المقبلة الامتحان الأكبر

المساهمون