محاولات روسية لاحتواء مفاعيل التمدد سورياً

11 سبتمبر 2015
لافروف أقر بنقل مساعدات إنسانية وتجهيزات عسكرية لسورية (الأناضول)
+ الخط -

سعت روسيا إلى التخفيف من الضجة التي أثيرت حول دورها في دعم النظام السوري، بعد المعلومات عن إنشائها "جسراً جوياً"، لإمداد النظام بشحنات تموينية وعسكرية، إضافة إلى إيفاد عشرات الاستشاريين والخبراء العسكريين، لمساعدة قواته.

وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، شدد، أمس، على أن بلاده لم تتخذ "إجراءات إضافية" لتعزيز وجودها العسكري في سورية، معلناً في مؤتمر صحافي أن "خبراء عسكريين روس يعملون في سورية، ويساعدون الجيش السوري على تعلم كيفية استخدام أسلحتنا، ولكن روسيا لم تتخذ أي إجراء إضافي" لتعزيز وجودها.

ولكن لافروف أقر أن الطائرات الروسية المتجهة الى سورية والتي منعتها بلغاريا من عبور مجالها الجوي، تنقل مساعدات إنسانية وتجهيزات عسكرية أيضاً، غير أنه لفت إلى أن "نقل تجهيزات عسكرية يتم بموجب عقود قائمة (موقّعة مع دمشق)".

وجاء موقف الوزير الروسي بعدما أحجم المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، عن التعليق على ما إذا كانت قوات بلاده تشارك في القتال بسورية، معتبراً أن "القوة الوحيدة القادرة على مقاومة تهديد "داعش" هي القوات المسلحة السورية".

ويأتي ذلك فيما كشفت صحيفة "كومرسانت" الروسية، أمس الخميس، أن روسيا تمد الجيش السوري بعتاد يشمل أسلحة صغيرة وقاذفات قنابل وناقلات جنود مدرعة من طراز "بي.تي.آر-82إيه" وشاحنات "كاماز" العسكرية. ونقلت الصحيفة عن مصادر في قطاع الصادرات الدفاعية، أن سورية كانت قد دفعت لموسكو أقساطاً مسبقة لشراء أنظمة دفاع جوي متطورة من طراز "إس-300، ولكن موسكو قررت لاحقاً عدم تسليم الأنظمة الصاروخية لدمشق في الوقت الحالي وأن تقدم لها أسلحة أخرى بدلاً من ذلك.

اقرأ أيضاً: روسيا تتمدّد في سورية... وتؤهّل نظام الأسد عسكريّاً ونفطيّاً

ويرى العميد أحمد رحال، المنشق عن قوات النظام السوري، أن الحكومة الروسية تهدف من كل ذلك إلى تثبيت موطئ قدم حقيقية لها في سورية للحفاظ على مصالحها الاقتصادية وممارسة ضغط سياسي على بقية الأطراف الفاعلة في القضية السورية، مستبعداً "أن تكون لمحاربة تنظيم "داعش" أي أولوية لدى الروس، ذلك أن النظام السوري لا يحارب داعش بشكل جدي أصلاً، وقام بتسليم مدينة تدمر للتنظيم، وهو يؤازر قوات داعش التي تحاول التقدّم على حساب المعارضة السورية في ريف حلب من خلال قصف قوات المعارضة من الجو، في الوقت الذي تتصدى فيه هذه القوات للتنظيم".

ويعتبر رحال، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنه "يستحيل على الروس إعادة تأهيل قوات النظام السوري التي أشرفت على الانهيار بشكل كامل، ذلك أن القوات التابعة للجيش السوري المتبقية على الأرض لا يتجاور عددها في أعلى التقديرات حالياً الخمسين ألف مقاتل فقط، والروس يعلمون جيداً أن انسحاب قوات حزب الله اللبناني والمليشيات العراقية والإيرانية والأفغانية التي تقاتل إلى جانب النظام، سيعني انهياره بشكل كامل خلال أقل من ثماني وأربعين ساعة".

ويوضح العميد المنشق أن "غرض الروس من توسيع دورهم في سورية ليس في الواقع لدعم الجيش السوري أو محاربة داعش، وإنما الحفاظ على مصالحهم الاقتصادية والسياسية في سورية نظراً لزيادة ضغط أزمة تدفق مئات آلاف اللاجئين السوريين على الدول الأوروبية وزيادة الحديث عن تشكيل مناطق آمنة في سورية، وربما دخول قوات عربية أو إقليمية إلى سورية، الأمر الذي قد يفرض حلاً للأزمة السياسية العسكرية بمعزل عن الروس، وبالتالي سيشكل ذلك تهديداً مباشراً غير مسبوق لمصالح موسكو في دمشق".

وبحسب رحال "تريد روسيا من خلال إرسال الشحنات الإغاثية والتموينية للنظام السوري، أن تخفي بينها شحنات أسلحة ترسلها إلى النظام السوري، وهو الأمر الذي دفع اليونان وبلغاريا إلى إغلاق أجوائهما في وجه الطيران الروسي المتوجه إلى سورية". ويعتبر أن هدف روسيا الأول هو حماية مصالحها الاقتصادية في سورية والتي تتمثل في حقول غاز في المياه الإقليمية السورية يصل مخزونها 700 مليار متر مكعب من الغاز، وحقل غاز في منطقة قارة في ريف دمشق يصل مخزونه 437 مليار متر مكعب تم التعاقد مع شركات روسية على استثمارها.

اقرأ أيضاً: قلق أميركي "بالغ" من دعم الأسد بطائرات عسكرية روسية

المساهمون