لبنان: عون ينصّب صهره رئيساً للتيار ويصطدم بمعارضة جديدة

20 اغسطس 2015
عون يعزز حظوظ أصهاره بالزعامة (فرانس برس)
+ الخط -
توصّل أمين سر تكتل التغيير والإصلاح (برئاسة النائب ميشال عون)، النائب إبراهيم كنعان، إلى تسوية بين كل من الوزير جبران باسيل (صهر ميشال عون) والنائب آلان عون في ما يخص الانتخابات التنظيمية للتيار الوطني الحرّ (الإطار التنظيمي الذي يرأسه أيضاً النائب ميشال عون) المقرر عقدها في سبتمبر/أيلول المقبل.

ومع فتح أبواب الترشح لانتخابات رئاسة التيار اليوم، وبعد جلسات طويلة جمعت ثلاثي كنعان - باسيل - آلان عون، اقتضت التسوية إعلان الأخير عدم ترشحه للانتخابات الأمر الذي يشرّع الأبواب، أمام تنصيب باسيل زعيماً للتيار الوطني الحر.

وأشارت معلومات من داخل التيار لـ"العربي الجديد" إلى أنّ كنعان سيحل نائباً للرئيس، في حين نجح النائب آلان عون ومن معه، في فرض تعديل بعض بنود النظام الداخلي وأبرزها: فرض انتخاب ستة أعضاء منتخبين في المكتب السياسي، وتعيين ثلاثة آخرين من قبل الرئيس، في حين كان النظام الداخلي ينص على تعيين الرئيس لكل أعضاء هذا المكتب، بالإضافة إلى تعديل النظام لجهة السماح لثلث المجلس الوطني بطرح الثقة بالرئيس، في حين كان النص القديم ينصّ على أنّ هذا الأمر يتطلّب الثلثين.

كما تضمّنت التسوية تصحيح أوضاع أصحاب مئات البطاقات الحزبية التي تمّ إدراجها على اللوائح التنظيمية قبل مدة بهدف المشاركة في الانتخابات، وهي بأغلبها تؤيد باسيل. 

اقرأ أيضاً: التعيينات الأمنية اللبنانية: هزيمة عونية تنقل الصراع للداخل الحزبي

وتمّت هذه التسوية بمباركة تامة من قبل رئيس التيار، ميشال عون، الذي وجد فيها مخرجاً لعدم تجرّع الكأس المرة، من خلال الانقسام الكبير الذي كان سيحصل، لو استمرّت المعركة الانتخابية.

إلا أنّ هذه التسوية اصطدمت بمجموعة من القياديين والناشطين العونيين، على رأسهم النائب زياد أسود والمسؤول في التيار زياد عبس، وتدرس هذه المجموعة إمكانية ترشيح أحد الأسماء بوجه باسيل، الأمر الذي يجهض مساعي تنصيب باسيل زعيماً على التيار.

ويقول هؤلاء الناشطون لـ"العربي الجديد" إنّ الفريق المعترض على باسيل، برئاسة آلان عون، توجّه إلى التسوية "من دون العودة إلى القاعدة والناس، وبالتالي فإنّ هذه القاعدة لا تزال على موقفها، ويمكن ان تشكّل صوتاً معترضاً على التسوية التي نسفت الانتخابات التنظيمية".

وبحسب هؤلاء، "فحتى بعض الناشطين الذين يدعمون باسيل يحتجّون أيضاً على فكرة إلغاء الانتخابات واستبدالها بالتزكية".

ويؤكد الناشطون أنّ خطوتهم من المفترض ان تمنع إعلان فوز باسيل بالتزكية، وهي الخطوة التي كان يدرس ميشال عون إمكانية إعلانها بغضون ساعات، على الرغم من أنّ النظام الداخلي للتيار حدّد 28 أغسطس/آب الجاري، موعداً لإقفال باب الترشح لانتخابات الرئاسة.

وبالتالي فإنّ المعركة لم تنته في تنظيم التيار الوطني الحرّ، والتسوية لن تمنع الكثير من الأصوات المعترضة على ما آلت إليه الأمور على المستوى التنظيمي، فيرفع من تبقى من المعارضين ثلاثة عناوين رئيسية: "الشراكة، الحق الديمقراطي والحق بالانتخابات، بالإضافة إلى رفض الوراثة السياسية"، باعتبار أنّ باسيل صهر عون والنائب آلان عون ابن شقيقته أيضاً.

دلالات