الاحتلال يتحايل على إضراب الأسير علان وصدامات أمام المستشفى

17 اغسطس 2015
إضراب علان يدخل شهره الثالث (getty)
+ الخط -

جرت صدامات مساء أمس، الأحد، أمام المستشفى الإسرائيلي، حيث أدخل الأسير الفلسطيني محمد علان، الذي دخل في غيبوبة يوم الجمعة  الماضي، بعد إضراب عن الطعام مستمر منذ شهرين ووضع تحت التنفس الاصطناعي في مستشفى "عسقلان" في جنوب إسرائيل.

وقالت الشرطة إنها أوقفت أكثر من عشرة يهود وعرب إسرائيليين، إضافة إلى فلسطينيين من القدس الشرقية المحتلة، بداعي رمي الحجارة على ضباط والإخلال بالنظام العام في عسقلان. وكان متظاهرون من عرب إسرائيل وفلسطينيين، قد قرروا التجمع أمام المستشفى، لكن واجههم يمينيون يهود قدموا لرفع شعارات عنصرية والدعوة لموت علان.

وجرت صدامات أمام المستشفى وتبادل الفريقان التراشق بالحجارة. وحطم اليمينيون اليهود زجاج سيارة تابعة لقناة فلسطينية. وتواصلت الصدامات في حين بدأت الشرطة نقل المتظاهرين العرب إلى مدخل المدينة، لمنع التصعيد بين الجانبين. كما منعت الشرطة وصول متظاهرين جدد قدموا بسيارات، بحسب مراسل وكالة "فرانس برس". وتجمع مئات المتظاهرين من الجانبين، ورفع العرب الأعلام الفلسطينية، ورددوا شعارات دعم لعلان وللدعوة لإخلاء سبيله.

وقالت متحدثة باسم المستشفى، إن "علان لا يزال في غيبوبة لكن وضعه مستقر". وأضافت: "في حال خرج من الغيبوبة واستمر في رفض الغذاء، سيكون على الحكومة الإسرائيلية تقرير إن كانت ستستخدم قانوناً اعتمد في تموز/يوليو، يسمح بإجبار المضربين عن الطعام على تناول الغذاء إذا كانت حياتهم في خطر".

وكان رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، قد حذر من قيام الاحتلال الإسرائيلي بالتحايل على قرار الأسير، محمد علان، بالإضراب المفتوح عن الطعام عبر تنويمه المستمر، وبالتالي باتت السوائل والتغذية التي تضخ إلى جسده، وهو منوم، خارج إرادته وقراره.

وقال فارس في تصريحات لـ "العربي الجديد" إن "التنويم المستمر خارج إرادة الأسير علان، وكذلك التغذية باتت خارج إرادته".

وتابع: "هناك تفهم للتدخل الطبي الذي جرى يوم الجمعة لإنقاذ حياته من موت محقق، عندما دخل في غيبوبة، لكن الاستمرار في تنويمه يعتبر تحايلا على الإضراب، وعلى قرار الأسير علان المستقل بإضرابه المفتوح عن الطعام لنيل حريته، ولا يوجد مبرر للاستمرار في ذلك".

يذكر أن علان دخل في غيبوبة صباح يوم الجمعة الماضي، حسب المصادر الإسرائيلية، وتم إخضاعه لقانون حقوق المريض، الذي ينص على إنقاذ حياة المريض بعد توصية لجنة طبية مختصة، وتم ذلك بعلم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، لكن بعد مرور نحو ثلاثة أيام على هذه الغيبوبة، ما زالت المخابرات الإسرائيلية ومصلحة السجون والأطباء المشرفون على وضع علان الصحي في مستشفى "برزلاي" الإسرائيلي، لا يقدمون معلومات واضحة وصريحة حول وضع علان،" ثم لماذا يستمرون في تنويمه كل هذه الفترة، بل ويرفضون معاينته من قبل أي طبيب فلسطيني؟ كما جرى اليوم وتم منع الطبيب الفلسطيني ووزير الصحة الأسبق، هاني عابدين، من معاينته بعد وصوله المستشفى".

وحول ما أشيع عن مفاوضات لإطلاق سراح علان، أوضح فارس:"لا توجد مفاوضات، وما يجري لا يرتقي لمستوى المفاوضات إطلاقا، بل هو مجرد حديث استكشافي جرى من بعض المستويات الإسرائيلية بمثابة بالونات اختبار، ومضمون هذا الحديث بأن الأسير علان يشكل خطرا أكبر من خضر عدنان، ولذلك يجب الإبقاء عليه معتقلا لمدة سنتين في السجن على الأقل".

وتابع: "وعندما لم يتم التعاطي مع هذا العرض، الذي رفضه علان الأسبوع الماضي بشكل قاطع، بدأت ذات المستويات الإسرائيلية (رفض فارس تسميتها) في حديث استكشافي آخر مفاده:أنه في حال تم إطلاق سراح علان، فهو بحاجة إلى العلاج لفترات طويلة، والمستشفيات الفلسطينية غير مجهزة لعلاج مثل هذه الحالة، وإسرائيل ستكون حريصة على منع حصوله على أي تصريح للعلاج سواء في مستشفياتها داخل الأراضي المحتلة عام 1948 أو داخل مشافي القدس، لذلك سيكون الخيار الوحيد أمامه هو العلاج في الأردن، ولذلك سيكون هناك اشتراط بأن يمضي في الأردن فترة العامين التي يجب أن يمضيها في المعتقل الإسرائيلي".

وقال: "هذه كلها إشارات لشكل من أشكال الإبعاد غير المباشر للأسير علان، وهي مرفوضة جملة وتفصيلا".

يذكر أن الأسير علان، وهو محام محسوب على حركة "الجهاد الإسلامي"، دخل في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 16 يونيو/حزيران، رفضاً لاعتقاله الإداري دون تهمة.

اقرأ أيضاً: 
الفلسطينيون في يوم الغضب يتظاهرون تضامناً مع الأسير علان
الأسير محمد علان على أبواب الحرية أو... الشهادة
تظاهرة أمام القنصلية البريطانية بالقدس دعماً للأسير علان