مائة جهادي فرنسي قُتلوا في سورية والعراق

03 مايو 2015
آخر قتيل نفذ هجوماً عند الحدود العراقية الأردنية(العربي الجديد)
+ الخط -
تجاوز عدد الجهاديين الفرنسيين الذين قتلوا في سورية والعراق المائة قتيل، بحسب ما أفاد مصدر في أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية. 

وبلغت أعداد الجهاديين الفرنسيين القتلى الذين تم التعرف على هوياتهم 104، بينهم مراهقان يبلغان من العمر 12 و14 عاماً غادرا فرنسا قبل عامين مع والدتهما، وهي امرأة من منطقة تولوز (جنوب غرب) اعتنقت الفكر المتطرف، بحسب ما أشار المصدر، من دون مزيد من التفاصيل بشأن هويتهما.

ولفت المصدر إلى أن "هذا العدد من القتلى يمثل نسبة وفيات مرتفعة في صفوف الجهاديين الفرنسيين"، مذكراً بأن "هناك 800 جهادي فرنسي توجهوا إلى سورية والعراق، بينهم حوالى 450 ما زالوا هناك، و260 غادروا المنطقة".

وإذا ما أضيف إلى هؤلاء أولئك الذين كانوا يرغبون في السفر إلى سورية والعراق للالتحاق بالجهاديين وأولئك الذين غادروا فرنسا بالفعل متوجهين إلى هذين البلدين، فإن عدد المرتبطين في فرنسا بشبكات جهادية يرتفع عندها إلى 1600 شخص.

والقاصران اللذان يتحدران من تولوز ظهرا في أشرطة فيديو دعائية، يعتقد أن أحدهما قتل خلال معارك قرب الحدود السورية التركية في مارس/آذار، بحسب ما أشار المصدر نفسه.

اقرأ أيضاً: المقاتلون الأجانب في سورية والعراق: قنبلة موقوتة لبلدانهم

وبين القتلى شقيقان آخران، بالغان، يتحدران من منطقة باريس من عائلة معروفة. ووفقاً للمصدر، فإن أحد الشقيقين غادر فرنسا عام 2013، بينما التحق به الآخر في 2014. كما اعتقل شخص من أقاربهما مؤخرا خلال عملية لمكافحة الإرهاب، بحسب المصدر.

ومن بين القتلى الذين تم التعرف عليهم مؤخراً أيضاً، شاب من بلدة هيرو الصغيرة في جنوب فرنسا والتي غادرها ما بين 10 إلى 20 شاباً تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما للالتحاق بالجهاديين، بينهم سبعة فقدوا حياتهم.

وأوضح المصدر أن "آخر قتيل تم إحصاؤه في هذا التعداد هو أحد منفذي الاعتداء الانتحاري الثلاثي في منطقة طريبيل الحدودية بين العراق والأردن، والذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص من الجانب العراقي".

ورغم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات الفرنسية للحد من تقاطر الجهاديين الفرنسيين على مناطق القتال في سورية والعراق، فإن هذه الظاهرة تتسع، وهذا ما سجله تقرير نشرته مؤخراً لجنة من مجلس الشيوخ الفرنسي، أكد أن فرنسا صارت أول مصدر للجهاديين الأوربيين إلى مناطق القتال.

وبحسب أرقام أخرى نشرتها الداخلية الفرنسية، فقد رصدت الأجهزة المختصة في الأشهر الأخيرة 3142 شخصاً معنياً بالهجرة الجهادية من بينهم أربعون في المائة من الفرنسيين المعتنقين للإسلام، وخمسة وثلاثون في المائة منهم نساء مع وجود عدد كبير من القاصرين بينهم.

وتمس هذه الظاهرة مختلف الأقاليم الفرنسية وتطال شرائح مختلفة وليست حكراً فقط على الضواحي التي تقطنها الجاليات العربية والإسلامية مثلما هو حال بلدة "لونيل" الصغيرة، وسط فرنسا، والتي انطلق منها نحو عشرين شخصاً للقتال في سورية.

وتعتبر السجون الفرنسية تربة خصبة للاستقطاب ونقل عدوى الأفكار الجهادية، حيث ينشط المتطرفون في استمالة العشرات من الشبان المنحرفين الذين غالباً ما يكونون معتقلين بتهم السرقة والاتجار في المدخرات، وتوجيههم نحو الشبكات المتطرفة.  

اقرأ أيضاً: فرنسا "المُصدِّر الرئيسي" للجهاديين إلى سورية والعراق

ويشكل هؤلاء الجهاديون الذين تمرسوا في ساحات القتال في سورية والعراق كابوساً يقض مضجع أجهزة الاستخبارات التي تلاحقهم عند عودتهم للاشتباه في تخطيطهم للقيام بعمليات إرهابية في التراب الفرنسي. وقد قامت السلطات بإحالة 122 منهم للقضاء وحكم على 96 منهم بالسجن النافذ في حين وضع 26 شخصاً تحت المراقبة القضائية.  

وكان رئيس الوزراء، مانويل فالس، قد أعلن، في اختتام اللقاء الدولي حول مكافحة الإرهاب الذي انعقد في 27 أبريل/ نيسان الماضي، بمشاركة عربية لافتة، عن إنشاء مؤسسة ستتكلف بالاهتمام بالشبان العائدين من جبهات القتال الجهادية، خصوصاً أولئك الذين لم تتم إدانتهم من طرف القضاء. وذلك لتسهيل إعادة اندماجهم في المجتمع وثنيهم عن الانغماس في الفكر الجهادي، وهي مبادرة تستلهم تجارب أوروبية في هذا المجال، خاصة في الدنمارك وبريطانيا.    

دلالات
المساهمون