خلاف أوباما ونتنياهو لا ينعكس على مشروع "إنهاء الاحتلال"

02 مايو 2015
شعث: نؤيد الدور الفرنسي والأوروبي (بلال خالد/الأناضول)
+ الخط -
لم يتبلور مشروع القرار الفرنسي حول إنهاء الاحتلال لفلسطين المحتلّة بعد، وفقاً لمصادر فلسطينية مُطّلعة، كشفت عن "ضغوط أميركية لعدم استكماله". وأفادت المصادر القريبة من الرئاسة الفلسطينية، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، بأنه "لم تُبلّغ القيادة الفلسطينية رسمياً، حتى الآن، بمسودة المشروع الفرنسي، غير أن معطيات عدة تُفيد بأن الولايات المتحدة طلبت تأجيل أي مشروع قرار إلى حين انتهاء مفاوضاتها حول الملف النووي الإيراني نهاية يونيو/حزيران المقبل".

وكشفت أن "واشنطن أشارت إلى أن الحكومة الاسرائيلية لم تُشكّل بعد، لتكون جاهزة لأي نقاش حول حلّ الدولتين". وأكدت المصادر "أن الإدارة الأميركية أظهرت مؤشرات لتقديم مسودة مشروع لإنهاء الاحتلال، فور الانتهاء من المفاوضات مع إيران".

وذكرت المصادر أنه "على الرغم من الانتقادات التي وجهتها الإدارة الأميركية أخيراً لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي أعلن صراحة في حملته الانتخابية رفضه لحلّ الدولتين، لم يتغير سقف الإدارة الأميركية تجاه الفلسطينيين". وتابعت "تريد واشنطن مشروع قرار فارغاً من مضمونه، ولا يستند إلى أي سقف زمني، ويضع مصطلحات فضفاضة لحدود الدولة الفلسطينية المستقلة، ويتضمن يهودية الدولة".

من جهته، رأى مفوّض العلاقات الدولية في حركة "فتح" وعضو مركزيتها نبيل شعث، أن "المشروع الفرنسي لم يتبلور بعد، وهناك تفكير ومفاوضات بين الفرنسيين واللجنة السداسية التي شكّلتها القمة العربية أخيراً، لدراسة مضمون المشروع". وحول مشاركة الجانب الفلسطيني في المفاوضات حول المشروع الفرنسي، كشف شعث في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنه "لا يوجد مشاركة فلسطينية كبيرة في هذا السياق".

وعن أسباب ذلك، قال "يعود جزء منه إلى إدراكنا بأن الولايات المتحدة لن تسمح بأي شيء مناسب للفلسطينيين، ولا نريد قراراً سخيفاً لا يُقدّم الحدّ الأدنى من الحقوق، وفي الوقت عينه لا نريد إحباط فرنسا، علماً أن الولايات المتحدة ترفض محاولة فرنسا وتدخّلها في القضية الفلسطينية".

اقرأ أيضاً بنسودا: لمحكمة الجنايات صلاحية التحقيق بالجرائم في فلسطين

وأضاف "سمعنا أن الإدارة الأميركية طلبت من فرنسا تأجيل أي مشروع قرار لحين إنهاء مفاوضاتها مع إيران، وحتى انتهاء تشكيل حكومة الاحتلال، ولم يصل للقيادة الفلسطينية أي شيء رسمي بهذا الخصوص، على الرغم من علمنا أن كل ما سبق غير مجد". وحسب شعث فإن "القيادة الفلسطينية تنظر بايجابية لأي تدخل أوروبي تقوده فرنسا". وتساءل "هل سيؤدي هذا لحصول الفلسطينيين على القرار الذي نريده؟ لا أعتقد ذلك".

وأكد أن "الشروط والمحددات الفلسطينية في ما يتعلق بأي مشروع قرار لإنهاء الاحتلال، واضحة ولن يتم خفض سقفها، وتنتظر القيادة الفلسطينية لترى إن كانت هذه المحددات موجودة في أي مسودة سيتم تقديمها". وتابع "القيادة الفلسطينية متمسكة بشروطها، وهي دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإشراف دولي على المفاوضات، وموعد نهائي لانسحاب قوات الاحتلال، ووقف كامل وشامل للاستيطان، وأن تتوقف قوات الاحتلال عن جرائمها في الضفة الغربية والقطاع".

وأكد أن "مجلس الأمن مهم لنا من أجل تثبيت موقف، لكنه لا يوجد لدينا أمل كبير في أي قرار يصدر عنه في هذه المرحلة، خصوصاً بعد تجربتنا في قرارنا الأخير، الذي لم يحصل على تسعة أصوات بسبب الضغوط الأميركية، ومع ذلك لا نستطيع أن نقول لفرنسا بألا تجرب، بل على العكس نحن ننتظر فرنسا، على أمل أن تسفر محاولتها عن شيء مفيد".

وحول الاقتراح الأميركي لتقديم مشروع قرار إنهاء الاحتلال، أفاد شعث بأن "من الممكن أن يكون هناك مشروع قرار أميركي لإنهاء الاحتلال، لكنه سيكون عاماً، وسيكرر المقولة الأميركية السابقة عن حلّ الدولتين، ولا يتضمن موعداً لانسحاب الاحتلال أو وقف الاستيطان، أي أنه لن يؤدي إلى موقف أميركي جديد".

وأوضح "نرى أن مجلس الأمن في النهاية خاضع للنفوذ الأميركي، حتى لو نجح الفلسطينيون بالحصول على 14 صوتاً لازماً لاستصدار قرار من مجلس الأمن، لأن الولايات المتحدة تستطيع إيقاف أي مشروع عبر استخدام حق النقض" (الفيتو). ولفت إلى أنه "حتى إذا عبر القرار من دون فيتو أميركي، فستقوم الولايات المتحدة لاحقاً بوضع فيتو ضد إلحاق القرار بالمادة السابعة، التي تجيز لمجلس الأمن استخدام القوة لتنفيذ قراره".

اقرأ أيضاً: لا مشاورات حول مشروع قرار فرنسي لإنهاء الاحتلال

المساهمون