سورية: المعارضة تتصدى للنظام بداريا وتتوحّد بالقلمون

سورية: المعارضة تتصدى للنظام بداريا وتتوحّد بالقلمون

04 نوفمبر 2015
قصف قوات النظام على حلب (إبراهيم أبو ليس/الأناضول)
+ الخط -
في إطار محاولاتها إحداث خرقٍ ميداني في جبهات العاصمة السورية، دمشق، شنت قوات النظام السوري صباح أمس، هجوماً واسعاً على أطراف مدينة داريا، لكنها مُنيت بخسائر بشرية ومادية، إذ تصدّت لها فصائل المعارضة بشراسة؛ الفصائل التي تنشط على عدّة جبهات في وقت واحد، إذ أعلنت عدّة تشكيلات عسكرية، في منطقة القلمون الشرقي، عن اندماجها في "الفرقة الثانية مشاة" التابعة للجيش السوري الحر.

اقرأ أيضاًقتلى للنظام بريف دمشق واندماج جديد بين فصائل معارضة

وقال المكتب الإعلامي لـ"لواء شهداء الإسلام" وهو من أبرز الفصائل العسكرية في داريا، إن مقاتليه، صدّوا محاولة تقدّم جديدة لقوات النظام، ما أدى لسقوط "قتلى بالعشرات في صفوف القوات المهاجمة، بعدما تمكّن الجيش الحر من إيقاعهم بكمين محكم نتج عنه جثث يعجز النظام عن سحبها حتى اللحظة".

من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" وائل علوان، بأن "محاولات الاقتحام بدأت من الصباح الباكر عند الجبهتين الغربية والشرقية في المدينة من طرف قوات النظام، التي لم تتعلم من كل محاولاتها الفاشلة السابقة".

وأضاف علوان، في حديثه لـ"العربي الجديد"، بأن المعارك "ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي مركّز استهدف جميع الجبهات والمحاور الرئيسية في المدينة، إضافة إلى المناطق السكنية الداخلية"، مؤكّداً أنّ "عدد قتلى النظام في محور واحد فقط على الجبهة الغربية بلغ 9 قتلى". كما "تجاوز مجموع القتلى العشرات على الجبهتين الغربية والشرقية"، بالإضافة إلى "تمكّن الجيش الحر من إعطاب عربة (بي إم بي) للنظام على الجبهة الشرقية وقتل طاقهما، واغتنم الثوار بعض الأسلحة الفردية من قتلى النظام".

وأشار المتحدث باسم الفصيل الذي ينشط في العديد من جبهات القتال بغوطتي دمشق الشرقية والغربية، إلى أن "النظام منع حركة المرور في الطرق القريبة من المدينة ليسمح لسيارات الإسعاف التي تنقل قتلاه وجرحاه بحرية الحركة"، مؤكداً أنّ "المعارك مستمرة على أشدّها مع استمرار القصف العنيف على المدينة".

ويحاول النظام، منذ أكثر من ثلاث سنوات، استعادة السيطرة على داريا الواقعة إلى الجنوب الغربي من وسط العاصمة دمشق بنحو سبعة كيلومترات، إذ إنّ لها أهمية استراتيجية كبيرة، باعتبارها متاخمة لمطار المزة العسكري، كما تقع على مقربة من المتحلق الجنوبي، الذي يعتبر شرياناً حيوياً لطرق إمدادات النظام، إذ يمتد من معبر جديدة يابوس على الحدود اللبنانية، إلى مناطق الغوطة الشرقية بدون المرور وسط العاصمة.

في المقابل، تتوسط داريا عدة مناطق تسيطر عليها المعارضة، إذ تقع معضمية الشام إلى الغرب منها، فيما تجاور من الشرق أحياء دمشق الجنوبية. وتعرضت في الأسابيع القليلة الماضية، لحملة قصفٍ غير مسبوقة بالبراميل المتفجرة، إذ استهدفتها المروحيات العسكرية بعشرات البراميل، بينما حاولت قوات النظام التقدم على أطراف المدينة عدة مرات، غير أنّ مقاومة الفصائل العسكرية أفشلت جميع المحاولات السابقة.

وفي دوما بغوطة دمشق الشرقية، واصل النظام أمس، استهدافه للمدينة، براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، ما أدى لـ"مقتل عدد من المدنيين نتيجة القصف على الأحياء السكنية"، بحسب ما أفاد ناشطون محليون.

وأضاف الناشطون أن "اشتباكات عنيفة تدور في السلسلة الجبلية المحاذية لدوما بين الثوار وقوات النظام، وسط تحليق كثيف لطائرات الاستطلاع منذ ساعات الصباح الأولى في سماء الغوطة".

إلى ذلك، وفي تطور لافت بمناطق القلمون الشرقي، أعلنت عدة ألوية في المعارضة السورية اندماجها ضمن "الفرقة الثانية مشاة" التي يقودها العميد المنشق عن قوات النظام، هاني الجاعور. وظهر في بيان مصورعلى شبكة الإنترنت، قادة ألوية "أهل الشام، الصديق، جند القلمون، بركان القلمون" ليعلنوا عن اندماج مقاتليهم في "الفرقة الثانية مشاة". كما أعلنت الفصائل نفسها عن تشكيل كتائب جديدة فيها هي"الدبابات، المدفعية، مضادات الدبابات، الدفاع الجوي".

في غضون ذلك، قتل وأصيب مدنيون في مدينة الرقة معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سورية، بقصف الطيران الروسي الذي دمّر أهم الجسور على نهر الفرات في المحافظة.

وذكر مكتب الرقة الإعلامي أن "الطيران الروسي شنّ أكثر من عشر غارات على المدينة، أدّت إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين"، مشيراً إلى أنّ "عائلة نازحة من تدمر (شرق حمص) إلى الرقة، قتلت في الغارات التي استهدفت مواقع بالقرب من المستشفى الوطني، وبالقرب من مدرسة معاوية بالمنطقة التوسعية في المدينة".

واستهدفت إحدى الغارات، بحسب المصادر، الجسر الجديد في الرقة، وعطلته، وهو من أهم الجسور التي تربط (الشامية)؛ التسمية المحلية للمنطقة التي تقع جنوب نهر الفرات، بمنطقة الجزيرة التي تقع شمال النهر، كما ويعد طريقاً حيوياً، إذ يعتمد عليه غالبية سكان جنوب وغرب المحافظة في نقل بضائعهم من وإلى المدينة.

وكان طيران التحالف الدولي دمّر مطلع يوليو/تموز الماضي، غالبية الجسور حول المدينة، ومنها السباهية، والأسدية، والفروسية، والرقة السمرة، وحمرة ناصر، والحصيوة،  وجسر بالقرب من الفرقة 17.

وفي محافظة حمص، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى سماع "دوي انفجار عند أطراف بلدة صدد، التي تقطنها غالبية من أتباع الديانة المسيحية بريف حمص الجنوبي الشرقي، يعتقد أنه ناجم عن تفجير عناصر تنظيم (داعش) لعربة مفخخة في المنطقة، وسط استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر التنظيم من جهة ثانية، في محيط البلدة وأطرافها الشرقية".  كما أشار المرصد إلى "تجدد الاشتباكات العنيفة بين الطرفين، في محيط منطقة مطار التيفور العسكري بريف حمص الشرقي، وسط معلومات عن تقدم للتنظيم وسيطرته على مركزين لقوات النظام في المنطقة، وخسائر بشرية في صفوفهما".

وسيطر مسلّحو "داعش" على بلدة مهين بريف حمص الجنوبي، في الأول من الشهر الحالي، بعد تفجير سيارتين مفخختين عند حاجز الأعلاف التابع لقوات النظام بمحيط القرية.

اقرأ أيضاً: الائتلاف السوري: النظام لم يوقف استخدام البراميل المتفجرة 

المساهمون