منشقون عن العمال الكردستاني يكشفون خسائره ضد تركيا

منشقون عن العمال الكردستاني يكشفون خسائره ضد تركيا

20 نوفمبر 2015
استُهدفت 65% من مقرّات الكردستاني (الأناضول)
+ الخط -
خلافاً لما يعلنه قادة حزب "العمال" الكردستاني المعارض لأنقرة من عدم تأثر قوة الحزب بالغارات التركية، وعمليات التطهير التي تنفّذها وحدات خاصة من الجيش التركي، على طول الحدود المشتركة مع العراق، كشفت عناصر وقيادات رفيعة في الحزب، أعلنت انشقاقها عنه يوم الثلاثاء، أن "خسائر الكردستاني كبيرة، كما باتت تحرك قيادته المصالح الإيرانية، التي تهدف للإضرار بالنظام والأمن في تركيا".

ويكشف أحد الكوادر المنشقة في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "الحزب تكبّد خسائر كبيرة في صفوفه نتيجة الغارات الجوية، التي تشنّها الطائرات الحربية التركية على معاقل الحزب في داخل الأراضي العراقية، منذ 24 أغسطس/آب الماضي، أو العمليات البرية التي ينفّذها الجيش التركي داخل أراضيه لتعّقبهم". القيادي المتواجد مع بقية العناصر المنشقة حالياً في أربيل، عاصمة اقليم كردستان العراق، يُبيّن أن "65 في المائة من معاقل الحزب، تمّ استهدافها بالغارات، وأوقعت 378 قتيلاً و611 جريحاً لغاية الآن".

ويؤكد عنصر آخر أن "العمال دفن قتلاه في 13 مقبرة سرية، فيما قام بتوزيع جرحاه على مستشفيات ميدانية تابعة له، وأخرى في مناطق بإقليم كردستان العراق، أما الحالات الحرجة فيقوم بنقلها الى مستشفيات في مدينة أورمية الإيرانية المجاورة".

وعلمت "العربي الجديد"، أن "سلطات إقليم كردستان العراق وافقت على قبول طلب لجوء القيادات والعناصر المنشقة من الحزب، والانضمام للحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة رئيس الإقليم مسعود البرزاني". ودائماً ما يقول "العمال" الكردستاني في بياناتٍ يُصدرها حول سير المعارك بين عناصره والقوات التركية، إن "خسائره قليلة ومحدودة"، فيما يقوم بإبراز خسائر الجانب التركي، كما لم يذكر الحزب معلومات عن خسائر تكبّدها نتيجة القصف الجوي التركي.

واندلعت الاشتباكات بين عناصر "الكردستاني" والجيش التركي بعد هدنة دامت أكثر من سنتين، في أغسطس الماضي، بعد تبنّي الحزب هجمات استهدفت عناصر الشرطة التركية في عدد من المناطق، ردّت عليها القوات التركية بعمليات عسكرية، قبل أن تبدأ المقاتلات التابعة لسلاح الجو التركي بشنّ غارات على معاقل "الكردستاني" في شمال العراق وشمال سورية.

اقرأ أيضاً: انهيار الهدنة بين المليشيات والبشمركة بدفع إيراني

ويُتهم "الكردستاني" من قبل حكومة إقليم كردستان العراق ورئاسة الإقليم، بـ"محاولة إثارة المشاكل في الإقليم، ومنها الاضطرابات التي شهدتها محافظة السليمانية، ومناطق تابعة لها منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ونتج عنها مهاجمة مقرات تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يقوده مسعود البرزاني". كما يُتهم الحزب بـ"منع العمل السياسي على أحزاب كردية سورية، ومنع قوات تابعة لتلك الأحزاب من القتال هناك ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)". ووُجّهت آخر الانتقادات لـ"الكردستاني"، لموقفه من معركة استعادة مدينة سنجار، شمالي العراق، إذ اتُهم عناصر الحزب بـ"محاولة التدخل لتنفيذ أجندته في سنجار بعد إنهاء سيطرة المسلحين فيها".

ويُعدّ "الكردستاني" ووفق المراقبين، من أهم التنظيمات المسلّحة المرتبطة بقوة بإيران، التي ترغب بتوجيهه لتنفيذ أجندتها في كل من كردستان العراق، وسورية، وتركيا. وقد حققت تلك الجماعة الكثير من أهداف طهران، التي تتضح بشدة في المناطق الكردية السورية، التي أخضعها الكردستاني بالقوة، لنفوذ جناحه السوري، حزب "الاتحاد الديمقراطي".

أما في إقليم كردستان العراق، فيسيطر "الكردستاني"، وبالقوة، على شريطٍ حدودي بين الإقليم وإيران، يمتد من محافظة السليمانية وصولاً إلى أربيل ثم إلى دهوك. ويضمّ الشريط الحدودي أكثر من 200 قرية، تمنع سيطرة "الكردستاني"، حكومة الإقليم إيصال الخدمات إليها. وقد عمل "الكردستاني" خلال العام الماضي، على توسيع نفوذه، عندما نقل العشرات من عناصره إلى جبل سنجار، الذي يفصل بين العراق وسورية، في محاولة للتحكّم بالحدود في النقطة التي تُعدّ "استراتيجية".

في سياق متصل، وبسبب ارتباط "الكردستاني" بإيران، فقد افتُتحت قناة تواصل بين الحزب والحكومة العراقية، تحديداً مع رئيس الحكومة السابق نوري المالكي. ويقول مسؤولون في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البرزاني، إن "العمال الكردستاني يقوم بتشكيل جماعات مسلحة عديدة، يربط بعضها به وبجناحه حزب الاتحاد الديمقراطي، وأخرى بالحشد الشعبي في بغداد، الذي يدفع رواتب ما يزيد على ألف عنصر مسلّح، قام الكردستاني بتجنيدهم لصالح مليشيات الحشد. ويهدف في ذلك إلى توتير الأجواء في المنطقة، وصولاً إلى تصادم تلك الجماعات مع قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان".

في السياق ذاته، أكدت مصادر داخل الحزب في محافظة شرناخ التركية الحدودية مع العراق، أن "الكردستاني يتعرّض لعملية تصدّع داخلية، تسبّبت بانشقاقات كثيرة". ويشير أحد وجهاء المنطقة سعيد خوجي آغا، وهو من الأكراد المقرّبين من الحزب، إلى أن "الانشقاقات جاءت بسبب مشاكل واختلاف وجهات النظر بين القيادات واختراق إيران للحزب". ويُضيف آغا في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "بعض القيادات المسلّحة في الحزب انحرفوا، وما كان يجب أن تُزهق الأرواح في الحرب الأخيرة مع الحكومة، التي كانت عبثية وجاءت تلبية لرغبة جهات خارجية". ويتابع قائلاً إن "مئات من المقاتلين والمقاتلات قتلوا بالقصف، ولا يُمكن إلا أن نسأل من الذي فجّر الحرب أولاً. لم يكن الأتراك، بل مجموعة داخل الحزب هي من حركت الفتنة، وكان على قيادة الحزب طردها لا أن تعطيها مهام إضافية في هذه الحرب".

اقرأ أيضاً: مسؤول كردي يتهم "غرباء" في سنجار بإثارة الفتنة

المساهمون