تسريبات خطة تركية: الأسد في مرحلة انتقالية لـ6 أشهر

20 أكتوبر 2015
تفيد التسريبات بأن أردوغان ناقش الخطة مع بوتين (Getty)
+ الخط -
عادت التسريبات حول "أفكار" للحلّ السياسي في سورية، من بوابة تركية هذه المرة، مع نشر وسائل إعلام تركية ووكالات أنباء عالمية، ما قالت إنها تسريبات من مسؤولين أتراك في وزارة الخارجية، مفادها أن أنقرة مستعدة لقبول انتقال سياسي في سورية يظل بموجبه الرئيس بشار الأسد، في السلطة بشكل رمزي لمدة ستة أشهر قبل تنحيه.

وقال أحد المسؤولين لوكالة "رويترز" إن "العمل على خطة لرحيل الأسد جار. يمكن أن يبقى ستة أشهر، ونقبل بذلك لأنه سيكون هناك ضمان لرحيله". كما استطرد قائلاً "تحركنا قدماً في هذه القضية لدرجة معينة مع الولايات المتحدة وحلفائنا الآخرين. لا يوجد توافق محدد في الآراء بشأن متى ستبدأ فترة الستة أشهر هذه، لكننا نعتقد أن الأمر لن يستغرق طويلاً". 

تسريبات مشابهة وردت في وسائل إعلام تركية موالية وأخرى معارضة، منها "يني شفق" و"حرييت" و"جمهورييت"، كشفت بعض التفاصيل حول وجود "مسودة خطة لحل الأزمة السورية، لاقت تأييد عدد من الدول المتواجدة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بما في ذلك واشنطن وتركيا". وبحسب التسريبات، فإن الخطة التركية المكونة من 5 إلى 6 بنود لا تتضمن الرحيل الفوري للأسد، ولكنها تقبل ببقائه في منصبه لمدة ستة أشهر كفترة انتقالية، حيث يتحول المنصب، بموجب الخطة، إلى منصب رمزي، مع إنشاء هيئة انتقالية للحكم، يتم بموجبها نزع صلاحيات الأسد المتعلقة بإدارة أجهزة الاستخبارات ووزارة الدفاع، وسلاح الجو، مع التأكيد على وحدة الأراضي السورية التي يجب أن تكون دولة علمانية ديمقراطية".

اقرأ أيضا: فرنسا تستدعي السفير الروسي احتجاجاً على اتهامات "مغلوطة"

وتشير التسريبات عينها، إلى أن تركيا سعت إلى إقناع موسكو بالخطة الجديدة، خلال اللقاء الذي انعقد بين كل من وزير الخارجية التركية، فريدون سينير أوغلو، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، في مدينة سوتشي الروسية، وأيضاً خلال الزيارة التي قام بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى العاصمة الروسية موسكو، الشهر الماضي، للمشاركة في إعادة افتتاح مسجد موسكو الكبير، وتلتها تصريحات أردوغان التي أثارت جدلاً كبيراً فيما يخص القبول بمرحلة انتقالية مع أو بدون الأسد، مع تأكيد مصادر تركية أن الإدارة الروسية أبدت موافقتها المبدئية على التعاون ورغبتها بالعمل مع تركيا.

وبعد نقل الخطة إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وافقت تسع دول معنية بالأزمة السورية، بما فيها كل من تركيا والولايات المتحدة، على الخطة التي نقلها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيرُه الأميركي باراك أوباما خلال الاجتماع الذي جمعهما في 28 سبتمبر/أيلول الماضي، ولم تقم موسكو بأي رد على الخطة بشكل واضح. لكن ذهب عدد من كتاب الأعمدة في الصحف التركية الرئيسية إلى التشكيك بالموافقة الروسية، معتبرين أن الردّ الروسي الحقيقي على الفكرة التركية جاء بعد يوم واحد من طرحها، أي عند إطلاق روسيا تدخلها العسكري الجوي في سورية.

وبعد اللقاء الذي جمع كلاً من بوتين وأوباما، أكد المتحدث باسم الخارجية الاميركية، مارك تونر حينها، أن "اللقاء كان بنّاءً وجرى بشكل جيد جداً، حيث تم التفاهم على بقاء سورية بلداً موحداً، ولكن الصعوبات تمثلت في عملية الانتقال السياسي"، مضيفاً: "نحن لا نقول بأن على الأسد أن يرحل غداً، ولكن في النهاية لن يكون هناك أي مكان له في العملية السياسية". وتؤكد التسريبات أن الخارجية التركية لا ترى في هذه الخطة تراجعاً عن مطالبها برحيل الأسد، ولكنها تسعى من خلالها إلى دعم وتسريع عملية الانتقال السياسي.

وتتحدث التسريبات التركية نفسها عن خروج آمن للأسد، حيث دار النقاش حول تفاصيل ضمان استقالته وخروجه في الفترة الانتقالية، وأيضاً حول آليات ضمان عدم محاكمته، بينما ترفض روسيا أن تكون ملجأ للأسد بعد خروجه، حتى لا يصبح مادة للنقاش مع الدول الغربية.

اللافت هو تزامن التسريبات التركية مع اقتراب موعد اللقاء الرباعي الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول سورية، الذي يفترض أن يجمع الولايات المتحدة والأردن وتركيا وروسيا والسعودية، على الأرجح في عاصمة إحدى الدول الأوروبية.

اقرأ أيضا: روسيا ــ سورية: سقوط الكذبة
المساهمون