استفاقت لندن، صباح اليوم السبت، على علم فلسطين وقد اعتلى إحدى واجهات مبنى مجلسي النواب واللوردات البريطاني. وظهر العلم الفلسطيني على مساحة واسعة من الجدار على شكل صورة مضيئة أرسلت من جهاز عرض الكتروني "بروجكتر". وكتبت على الجدار عبارات "فلسطين حرة" و"ارفعوا الحصار الآن" و"أوقفوا المجازر".
وقالت حملة "التضامن مع الشعب الفلسطيني" (PSC)، إنها قامت بوضع العلم الفلسطيني على جدار مباني السلطة التشريعية البريطانية للمطالبة بوقف العدوان على غزة ووقف إراقة الدماء هناك.
ونقلت صحيفة "ذا اندبندنت" البريطانية، اليوم السبت، عن "PSC"، أنها لجأت الى هذه الخطوة غير المسبوقة والمفاجئة في محاولة للضغط على الحكومة البريطانية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت الصحيفة، إن رفع العلم الفلسطيني على جدار البرلمان البريطاني أثار غضب اليهود البريطانيين، الذين وصفوه بـ"الهجوم على الرأي العام البريطاني"، واتهموا "حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني" بنشر "الكراهية ضد إسرائيل".
ونقلت صحيفة "ذا اندبندنت" عن رئيس حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني، هيو لنينغ، قوله إن حملته رفعت العلم الفلسطيني على مباني البرلمان للتعبير عن غضب الرأي العام البريطاني من وقوف الحكومة الى جانب اسرائيل في حين يذبح الفلسطينيون. وأشار إلى أن "رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، فشل في الاستماع إلى أصوات المئات والآلاف من الشعب البريطاني الذين نزلوا إلى الشوارع. وفشل، أيضاً، في الدفاع عن شعب محتل يقتل بلا رحمة من قبل قوة محتلة". وأضاف "لقد أيد رئيس الوزراء الضعيف موقف الولايات المتحدة، وهو تماماً ما يتناقض مع المزاج العام في بريطانيا، لقد حان الوقت للعمل بما يتفق مع القانون الدولي".
وتطالب حملة "التضامن مع الشعب الفلسطيني" البريطانية، كاميرون بوضع حد لسفك الدماء في غزة، وفرض حظر على الأسلحة وعقوبات على اسرائيل.
وقال لنينغ، إن "الناس غاضبون حقاً من هذا الظلم المستمر، على الرغم من قدرتنا كأمة على الضغط على إسرائيل لإنهاء الهجمات. يجب على الحكومة ألا تتأخر في الاستجابة للمطالب الأخلاقية والعامة التي تواجهها".
وقد زادت الضغوط على الحكومة البريطانية، بعدما طالب الكثير من المجالس البلدية والمحلية الحكومة بإتخاذ خطوات حاسمة ضد إسرائيل. وناقش الكثير من هذه المجالس فكرة رفع العلم الفلسطيني فوق المقرات البلدية اقتداءً بما فعله رئيس مجلس بلدية تاور هاملت شرقي لندن، رحمن لاتفر. وبالفعل فقد اقتدى عدد من البلديات في مدن برادفور، بريستون، ودنبارتنشير، ورفعوا العلم الفلسطيني على المباني البلدية.
وكان لاتفر، عاد ورفع العلم الفلسطيني على مبنى البلدية للمرة الثانية بعد سرقة العلم الذي رفعه الاسبوع الماضي، حسب قوله. واثار تصرف رئيس البلدية المسلم عاصفة من الاحتجاجات، يوم الاربعاء الماضي، عندما رفع العلم فوق مبنى البلدية اظهاراً للتضامن مع غزة.