"وول ستريت جورنال": روسيا كثفت استخدام الغاز السام في حرب أوكرانيا

23 مايو 2024
جنود أوكرانيون يستعدون لتنفيذ هجوم في منطقة خاركيف، 20 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وول ستريت جورنال تكشف عن استخدام القوات الروسية لغاز سام محظور ضد الجنود الأوكرانيين، مع تأكيد أوكرانيا على وقوع 1891 هجومًا كيميائيًا حتى مايو 2023.
- الهجمات تشمل إلقاء طائرات مسيرة روسية قنابل يدوية تحتوي على غازات سامة مثل الكلوربكرين، مما أدى إلى إصابات بالسعال وصعوبة في التنفس لدى الجنود الأوكرانيين.
- الولايات المتحدة تفرض عقوبات على الشركات الروسية المشاركة في تصنيع وتوريد الأسلحة الكيميائية، بينما تنفي موسكو استخدامها لهذه الأسلحة، وتعتبر الاتهامات الأميركية عارية من الصحة.

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، اليوم الخميس، إن القوات الروسية استخدمت غازًا سامًا محظورًا ضد العسكريين الأوكرانيين، في وقت أكدت فيه أوكرانيا وقوع 1891 هجومًا من هذا النوع منها 444 منها في إبريل/نيسان، مع اشتداد المعارك بين الجانبين ومحاولة موسكو الاستيلاء على أكبر قدر من الأراضي.

وتنقل الصحيفة عن حادثة وقعت بالقرب من مدينة أفدييفكا الشهر الماضي عندما ألقت طائرات روسية مسيّرة قنابل يدوية على جنود أوكرانيين متحصنين في مخبأ على الخطوط الأمامية، قبل أن تملأ رائحة الكلور القوية المكان، ويصاب الجنود بالسعال ووخز بالجلد وشعور بالاختناق. وأكد أوليسكي بوزكو وهو طبيب متطوع قام فريقه بفحص الجنود الأوكرانيين، أنهم تعرضوا لغاز الكلوربكرين، بناء على الأعراض التي مروا بها، إضافة إلى وصفهم للرائحة. وقال بوزكو: "هذا السلاح يصيب بالشلل والقتل، وهو عشوائي".

وتحولت الحرب في أوكرانيا إلى صراع يبحث فيه كل طرف عن ميزة دفاعية، كما تقول الصحيفة، إذ واصلت القوات الروسية الضغط على عدة جبهات مستخدمة القنابل الجوية الموجهة لتدمير المواقع الأوكرانية، مشيرة في هذا السياق، إلى أن الغازات السامة يمكنها أن تضعف القوات الأوكرانية وتجبرها على الانسحاب من المواقع المحصنة، وهو ما تزايد مع تكثيف موسكو الهجمات للاستيلاء على أكبر مساحة من الأراضي الأوكرانية.

وأعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر فرض عقوبات على الشركات الروسية والهيئات الحكومية المشاركة في تصنيع وتوريد الأسلحة الكيميائية المستخدمة على الجبهة، وخصت بالذكر الكلوربكرين. ورفضت موسكو الاتهامات الأميركية الموجهة إليها حول استخدام السلاح الكيميائي في أوكرانيا، ووصفتها بأنها عارية من الصحة. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي: "كالمعتاد، يتم توجيه مثل هذه الاتهامات من دون دعم بشيء. كانت روسيا وتظل منحازة لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي في المجال المذكور".

في غضون ذلك، قال سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة روبرت وود، الاثنين الماضي، إن تقييم الولايات المتحدة يشير إلى أن القوات الروسية استخدمت الأسلحة الكيميائية بما في ذلك الكلوروبكرين ومواد أخرى مخصصة لمكافحة الشغب كوسيلة حرب لطرد القوات الأوكرانية من المواقع المحصنة، مشيرًا إلى أن استخدام مثل هذه المواد الكيميائية ليس حادثة معزولة.

وقال مساعد المركز التحليلي لقوات الدعم في الجيش الأوكراني النقيب دميترو سيرهينكو، والذي يتولى مهام من ضمنها تحليل استخدام الأسلحة الكيميائية على الجبهة، إن فريقه سجل على الأغلب هجمات استخدمت فيها مواد مكافحة الشغب بما في ذلك الغاز المسيل للدموع في المواقع التي تتبعها، إلا أنه عثر على قنبلتين يدويتين تحتويان على الكلوربكرين في مواقع روسية مهجورة، مشيرًا إلى أن استخدام المواد الكيميائية السامة من قبل القوات الروسية بات واقعا يوميا.

أوكرانيا: 1891 هجومًا كيميائيًا حتى 3 مايو

ويتتبع الأوكرانيون استخدام الأسلحة الكيميائية على الجبهة منذ فبراير/شباط 2023، إذ أكدت قوات الدعم حدوث 1891 هجومًا من هذا النوع حتى الثالث من مايو/أيار، 444 منها في إبريل/نيسان، مشيرة إلى أن هذه الأرقام غير وافية نظرًا لصعوبة الوصول إلى المواقع التي استخدم فيها الغاز لجمع العينات أو مقابلة الجنود بسبب اشتداد القتال.

وقالت المحللة الروسية في معهد دراسات الحرب كاترينا ستيبانينكو، لصحيفة وول ستريت جورنال، إن الروس بدأوا في استخدام الهجمات الكيميائية بشكل منهجي في أوائل عام 2023، مشيرة إلى أن القوات الروسية كانت تجرب استراتيجيات مختلفة في ساحة المعركة لمعرفة أي من الأسلحة أكثر فعالية بما في ذلك استخدام طائرات مسيّرة متفجرة.

إلى ذلك، قال ستانيسلاف هوروجييف، وهو مسعف بالجيش الأوكراني، للصحيفة، إنه وآخرين تعرضوا لمثل هذا التكتيك في أغسطس/آب من العام الماضي أثناء تناوبهم في خندق خط المواجهة، قبل قصف الموقع وإطلاق قذيفة هاون غازية، مؤكدًا أن القذيفة لم تسقط مباشرة في الخندق لكنه ورفاقه شعروا بصعوبة في التنفس وحرق الجلد وغرق عيونهم بدموعهم، إلا أنهم نجحوا بالانسحاب من المخبأ، قبل أن تقتحم القوات الروسية موقعهم.