أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أنه سيتخلّى عن الجزء الأكثر إثارة للخلاف من خطته لتعديل النظام القضائي، ويتعلق الأمر بالبند الذي يمنح البرلمان صلاحية إلغاء قرارات المحكمة العليا.
وفي مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قال نتنياهو: "أنا منتبه لنبض الجمهور، وما أعتقد أنه سيمرّ"، مشيراً إلى أنه سيعيد أيضاً النظر في بند آخر مثير للخلاف، يتعلق بمنح الائتلاف الحاكم مزيداً من الصلاحيات في تعيين القضاة، لكنه أضاف أنه لا يدري بعد كيف سيكون شكل النسخة الجديدة من التعديلات.
وإذ أكد نتنياهو أنه سعى إلى إجماع واسع حول التعديلات القضائية، ربما في اتفاق رسمي مع المعارضة، تحدث عن ضغوط سياسية على المعارضة لدرجة أنها "عجزت عن التوافق على الحدّ الأدنى"، حسب تعبيره.
واضطر نتنياهو لتجميد التعديلات القضائية على وقع الاحتجاجات الشعبية التي بدأت مطلع العام 2023، والتي أسفرت عن تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتراجع قيمة العملة الإسرائيلية، وفرار الكثير من الاستثمارات الأجنبية، فضلاً عن أنها أفضت إلى تعاظم الدعوات للتوقف عن أداء الخدمة العسكرية.
وتسعى الحكومة لإدخال تعديلات من شأنها أن تحدّ من قدرة المحكمة العليا على إصدار أحكام ضد السلطتين التشريعية والتنفيذية، بينما تمنح نواب أحزاب الحكومة الائتلافية مزيداً من الصلاحيات في تعيين القضاة.
ويقول منتقدون إن التغييرات ستضعف المحاكم وتمنح الحكومة سلطة مطلقة، ما يعرض الحقوق والحريات الديمقراطية للخطر، وتكون له آثار كارثية على الاقتصاد والعلاقات مع الحلفاء الغربيين الذين عبّروا بالفعل عن قلقهم.
نتنياهو قلق من تنامي علاقات إيران وروسيا
وفي سياق آخر، تحدث نتنياهو عن العلاقات الإيرانية الروسية، وتأثيرها على العلاقات الإسرائيلية الروسية، مشيراً إلى أنها علاقات مقلقة للغاية، لأنها تمنح إيران الوسائل لتحقيق أهدافها ضدّ إسرائيل والدول العربية وغيرها، في وقت تزوّد فيه طهران موسكو بالأسلحة التي تستخدمها في الحرب الأوكرانية.
وأكد نتنياهو أن الجانب الإسرائيلي عبّر عن قلقه لنظيره الروسي، مشيراً في المقابل إلى أن إسرائيل تساعد الأوكرانيين في نظام الإنذار المدني الذي من شأنه أن يجنب أوكرانيا الحاجة إلى لجوء نصف البلاد إلى الملاجئ مقابل كلّ صاروخ يتم إطلاقه.
وعبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي عن مخاوفه من أن تقع الأنظمة التي يمكن أن تزوّد بها إسرائيل الأوكرانيين في يد الإيرانيين، و"أن نجد أنفسنا نواجه أنظمة إسرائيلية تُستخدم ضدّ إسرائيل".
نتنياهو: أرسلت الموساد إلى قلب طهران
وردّ نتنياهو على سؤال حول مدى صحة محاولة إيران إنتاج قنبلة نووية، مؤكداً أن هناك أكثر من مؤشر على ذلك، قائلاً: "لقد أرسلت الموساد إلى قلب طهران، وقد عاد بأرشيف إيران النووي السري"، لافتاً إلى أن المستند الافتتاحي لذلك الأرشيف أشار إلى أن هدف إيران في عام 2003 إنتاج قنابل خمسة كيلوطن، ما يوازي خمس قنابل من هيروشيما، مضيفاً: "هذا كان قبل 21 عاماً، لذلك يمكنك أن تفترض أنهم لم يتخلّوا عن هذه المدرسة".
وعن الاتفاق النووي مع إيران، وإمكانية إحيائه أو توقيع اتفاق جديد معها، شدّد نتنياهو على أن أي اتفاق نووي لا يعيق بنية إيران التحتية النووية ويفككها، غير مفيد.