مقتل 17 جندياً بهجوم في النيجر قبيل اجتماع عسكري لدول غرب أفريقيا

17 اغسطس 2023
الهجوم الأكبر منذ الانقلاب العسكري الشهر الماضي (Getty)
+ الخط -

قُتل 17 جندياً نيجرياً في كمين نصبه متطرفون في جنوب غرب البلاد، وفق ما أعلنت الحكومة، وهو الهجوم الأكثر حصدا للقتلى منذ انقلاب العسكريين الشهر الماضي، في تطوّر يسلّط الضوء على عمق الأزمة التي يتخبط فيها البلد الأفريقي في حين تتهيّأ دول الجوار لعقد اجتماع للبحث في كيفية وضع حد للانقلاب.

وأعلنت وزارة الدفاع النيجرية، في بيان، أنّ وحدة من الجيش وقعت "ضحية كمين إرهابي عند أطراف بلدة كوتوغو" في منطقة تيلابيري القريبة من بوركينا فاسو الثلاثاء.

وأضافت أنّ 20 جنديا أصيبوا، جروح ستة منهم بليغة، في هجوم هو الأكثر فداحة من حيث حصيلة القتلى منذ انقلاب السادس والعشرين من يوليو/تموز.

وأفاد الجيش بأنه تم "تحييد" أكثر من مائة مهاجم كانوا على متن درّاجات نارية أثناء انسحابهم.

وتشهد منطقة الساحل في أفريقيا تمرّدا لمتطرفين من "القاعدة" و"داعش" منذ أكثر من عقد بدأ في شمال مالي عام 2012، قبل أن يمتدّ في 2015 إلى النيجر وبوركينا فاسو المجاورتين.

وأسفرت الاضطرابات عن مقتل آلاف الجنود وعناصر الشرطة والمدنيين ودفعت الملايين للفرار من منازلهم.

ولعب الغضب حيال أعمال العنف دورا في حدوث انقلابات عسكرية في الدول الثلاث منذ 2020، لتكون النيجر الأخيرة التي تشهد انقلابا عندما أُطيح برئيسها المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو/تموز.

وهددت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي شعرت بالقلق حيال الانقلابات، بتدخّل عسكري محتمل لإعادة بازوم إلى السلطة، بعدما اعتُقل في المجمّع الرئاسي في نيامي.

ومن المقرر أن يجتمع القادة العسكريون للدول المنضوية في إيكواس في غانا الخميس والجمعة، لمتابعة قرار زعماء دولهم الأسبوع الماضي بشأن نشر "قوة احتياط لإعادة النظام الدستوري" في النيجر.

سفيرة أميركية تصل قريبا

ويؤكد محلّلون أنّ أيّ تدخّل سينطوي على مخاطر عسكرية وسياسية، فيما أعلن التكتل أنّه يفضّل الخيار الدبلوماسي.

والثلاثاء، أصدرت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أقريقيا بياناً دانت فيه "بشدّة" الهجمات الأخيرة.

وحضّ بيان "إكواس" الجيش على "إعادة إرساء النظام الدستوري في النيجر بما يتيح له صبّ تركيزه على الأمن... الذي أصبح أكثر هشاشة بعد محاولة الانقلاب".

لكنّ العسكريين الذين استولوا على السلطة ويحتجزون بازوم، يشدّدون على أنّ الانقلاب هو نتيجة "تدهور الوضع الأمني".

وجرت محادثات هذا الأسبوع في أديس أبابا، حيث اجتمع ممثلون عن إكواس وانقلابيي النيجر تحت مظلة الاتحاد الأفريقي.

والثلاثاء، أجرى رئيس الوزراء المدني المُعيّن من الجيش النيجري علي محمد الأمين زين زيارة غير معلنة إلى تشاد المجاورة، وهي دولة مهمة في منطقة الساحل غير المستقرة وليست عضواً في "إيكواس".

والتقى الرئيس محمد إدريس ديبي إتنو وسلّمه ما وصفه بأنها رسالة "حسن جوار وأخوّة" من قائد النظام النيجري.

وقال زين: "نحن في مرحلة انتقالية. ناقشنا التفاصيل وشددنا على استعدادنا للبقاء منفتحين والتحاور مع كافة الأطراف، لكننا نشدد على استقلال دولتنا".

والأربعاء، غادر زين تشاد عائداً إلى نيامي، وفق ما أعلنت السلطات التشادية.

وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنّ سفيرة جديدة للولايات المتحدة ستتوجّه قريبا إلى النيجر في إطار جهود دبلوماسية لوضع حدّ للانقلاب.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، إنّ واشنطن تتطلّع إلى وصول السفيرة كاثلين فيتسغيبون إلى نيامي، مشدّداً على أنّ توجّهها إلى النيجر ليس قبولاً باستيلاء العسكريين على السلطة في البلاد.

وفيتسغيبون دبلوماسية متمرّسة ذات خبرة واسعة في شؤون أفريقيا وكان مجلس الشيوخ قد صادق على تعيينها في 27 يوليو/تموز، أي غداة الانقلاب.

(فرانس برس)
 

المساهمون