محور فيلادلفيا: هل اقترب موعد العملية الإسرائيلية؟

30 يناير 2024
مهجرون فلسطينيون قبالة الحدود المصرية في رفح، 14 يناير (أحمد حسب الله/Getty)
+ الخط -

قالت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد"، إن "التقديرات الخاصة بالتعامل مع أي تحرك عسكري إسرائيلي محتمل باتجاه محور صلاح الدين، المعروف بمحور فيلادلفيا على الشريط الحدودي بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية، تؤكد على ضرورة التروي وعدم الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي".

وأوضحت المصادر أن "الترتيبات الأمنية المتفق عليها مع إسرائيل في الملحق الأمني لمعاهدة السلام المبرمة بين البلدين في 26 مارس/آذار 1979، لا تسمح لإسرائيل بالانتشار العسكري في هذه المنطقة، لأن رفع تعداد قوات الاحتلال في المنطقة (د) يستلزم تعديلاً في تلك الترتيبات، مثل الذي أعلن عنه بين مصر وإسرائيل في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2021، الذي سمح لمصر بتعزيز وجودها العسكري في منطقة رفح الشرقية الحدودية شمال جزيرة سيناء".

وأضافت المصادر أن "التقديرات الرسمية المصرية، تؤكد أن التحرك في هذا السياق يجب أن يكون مدروساً بدقة، حتى لا تنزلق الأوضاع إلى مزيد من التصعيد والتوتر الذي يهدد بانفجار الوضع في المنطقة وفي الإقليم بشكل عام، لا سيما أن المعلومات تشير إلى أن إسرائيل ستقوم بعمليات عسكرية خاصة في محور فيلادلفيا وبشكل مؤقت".


مختار الغباشي: مصر لا ترتضي التصور الإسرائيلي في آليات التعامل مع محور فيلادلفيا

مصر ومحور فيلادلفيا

في السياق، قال نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، مختار الغباشي، لـ"العربي الجديد"، إن "مصر لا ترتضي التصور الإسرائيلي في آليات التعامل مع محور فيلادلفيا وهي أيضاً ضد مسألة الحصار وضد تقييد إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".

وأشار إلى أن "حديث رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأن العلاقات المصرية الإسرائيلية جيدة ولكن لكل دولة مصالحها، تكشف عن تباين المواقف". وأمل الغباشي أن "تتعقل إسرائيل والولايات المتحدة ونصل إلى وقف إطلاق نار حقيقي، تبدأ بعده سلسلة من المفاوضات للإفراج عن الأسرى منعاً لانفجار منطقة الشرق الأوسط بأكملها".

من جهته، رأى السياسي الفلسطيني، النائب السابق في الكنيست، جمال زحالقة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "هناك توتراً حقيقياً وفعلياً بين مصر وإسرائيل، فالأخيرة تقوم بتحركات كثيرة تغضب مصر، وطبعاً فإن استمرار هذا العدوان على قطاع غزة والعدد الفظيع من الضحايا وأيضاً الخطط الإسرائيلية بالنسبة للترحيل أولاً ثم محور فيلادلفيا ثانياً، كلها أثارت توتراً بين مصر وإسرائيل".

واعتبر زحالقة أن "الوضع الراهن، يشير إلى أن إسرائيل بحاجة ماسة إلى مصر في عدد كبير من الملفات، ومنها: مرحلة ما بعد الحرب، ومحور صلاح الدين، وقضايا الرهائن والأسرى، وقضايا كثيرة أخرى، ولهذه الأسباب، هناك انتقادات شديدة توجه إلى نتنياهو بأنه أغضب مصر، وأن القيادة المصرية الآن ترفض الحديث معه، وباعتقادي فإن هذا التوتر سيزداد لاحقاً لأن إسرائيل تسلك اتجاهات خطيرة جداً لا أعتقد أن مصر ستقبل بها".

وشدّد زحالقة على أنه "يجب الانتباه إلى أن إسرائيل في حاجة إلى مصر، ولذلك آمل أن تستغل مصر هذه الفرصة لفرض شروطها على إسرائيل، لأن إسرائيل في كثير من الملفات لا تستطيع أن تتصرف من دون مصر، وهنا الفرصة في استغلال هذا الموقع لصالح الفلسطينيين ولصالح مصر".


عصام عبد الشافي: أية عملية عسكرية إسرائيلية في محور فيلادلفيا لن تتم إلا بتنسيق كامل مع مصر

بدوره، رأى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عصام عبد الشافي، أن أية عملية عسكرية إسرائيلية في محور فيلادلفيا لن تتم إلا بتنسيق كامل مع مصر. وقال في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "المحور شديد الأهمية لأنه يفصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية، والمفترض أنه يخضع لاتفاقية المعابر، والمفترض أن أي عمل عسكري فيه ينتهك الاتفاقيات. ولكن في المقابل لا أفترض أن تقوم إسرائيل بذلك إلا إذا كان هناك تنسيق مباشر بينها وبين مصر، في ظل التنسيق الكبير الذي تم خلال السنوات الماضية، على وقع ارتباط المصالح الاستراتيجية بين الطرفين، سواء في قطاع الغاز أو ما يتعلق بحركات المقاومة وباقي الملفات الأخرى".

وتابع عبد الشافي: "لذلك إذا قامت قوات الاحتلال بعمليات خاصة داخل هذا المحور تحديداً، فأعتقد أنه سيتم بتنسيق مباشر، وبالتالي لن يكون هناك تأثير على الأمن المصري من وجهة النظر الرسمية، إلا أن هذه العمليات إذا تمت فإنها انتهاك للسيادة المصرية واتفاق المعابر، واعتداء على ما تم ترتيبه في السنوات الماضية في ما يتعلق بسيطرة حماس على هذا المحور، وهي بمثابة اعتداء ووجود عسكري إسرائيلي مباشر على حدود الدولة المصرية بما يشكل تهديداً لأمنها القومي".

مصالح إسرائيل الأمنية

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، رئيس حزب "يسرائيل بيتنو"، أفيغدور ليبرمان، قد أشار في تغريدة عبر حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أول من أمس الأحد، إلى المعارضة المصرية لأي نشاط للجيش الإسرائيلي في رفح وفي محور فيلادلفيا.

وقال: "يجب على إسرائيل ضمان مصالحها الأمنية، وإن قررت مصر كسر القواعد، يجب على إسرائيل التصرف بخطوات تتناسب مع ذلك". وتطرق ليبرمان إلى ما قال إنها "مساعدة قدمتها إسرائيل إلى مصر، على مدار سنوات"، كاشفاً عن "تفاصيل جديدة عن نشاط عسكري إسرائيلي ضد تنظيم داعش في سيناء في إطار دعم الجيش المصري".

المساهمون