مجلس التعاون الخليجي قد يدعو الحوثيين لمشاورات في الرياض هذا الشهر

15 مارس 2022
تدخل الحرب في اليمن عامها الثامن (Getty)
+ الخط -

أكد مسؤولان خليجيان لـ"رويترز"، اليوم الثلاثاء، أنّ مجلس التعاون الخليجي يدرس إمكانية دعوة جماعة الحوثي وأطراف يمنية أخرى، إلى إجراء مشاورات في الرياض هذا الشهر، في إطار مبادرة ترمي إلى تعزيز مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال المسؤولان اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما، قبل صدور إعلان رسمي هذا الأسبوع، إنّ دعوات رسمية سترسل في غضون أيام، لإجراء محادثات تتناول الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية للحرب بين الحوثيين المتحالفين مع إيران والتحالف السعودي الإماراتي.

وأضافا: "إذا وافق الحوثيون على الحضور، ستُجرى المحادثات من 29 مارس/آذار إلى 7 إبريل/نيسان في الرياض".

وتدخل الحرب في اليمن عامها الثامن.

وتأتي هذه المبادرة في وقت يقاطع فيه الحوثيون مشاورات ثنائية مع الأحزاب والقوى السياسية اليمنية، يجريها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في العاصمة الأردنية عمّان، إذ وصفوا المشاورات بأنها تشبه فعاليات التنمية البشرية. ومن المتوقع أن تتواصل الاجتماعات التي انطلقت يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، حتى نهاية الشهر الجاري.

سلسلة مشاورات سرية وعلنية

ولم يتسنَّ الحصول على تعليق من كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام، حول العرض الخليجي، لكن مصادر مقربة من الجماعة أكدت لـ "العربي الجديد"، أن موافقة الحوثيين على زيارة الرياض لن تكون مفاجئة، حيث سبق لهم إجراء مشاورات سرية وعلنية مع الجانب السعودي، كانت تقود إلى خفض التصعيد، ثم سرعان ما ينفجر الوضع مجدداً.

وبحسب المصادر، شهد شهر فبراير/شباط 2016 أول مشاورات سرية مباشرة بين الحوثيين والسعودية في مدينة ظهران الجنوب بمنطقة عسير، قبل أن يُسرَّب الاتفاق إلى العلن مطلع مارس/آذار من العام نفسه.

وشمل الاتفاق الذي عُرف باسم "اتفاق ظهران الجنوب"، عدة نقاط لوقف إطلاق النار بين الجانبين، وخصوصاً محافظة صعدة، وتبادل أسرى، ونزع الألغام في مناطق الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية.

وأثار الاتفاق حينذاك حفيظة حزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي كان يتزعمه الرئيس السابق، نظراً للتكتم الحوثي، والذهاب إلى الأراضي السعودية للتوقيع بشكل منفرد، من دون التزام التحالف الصوري بينهما.

ورغم انطلاق مشاورات الكويت التي رعتها الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية والحوثيين أواخر إبريل/نيسان 2016 والتي استمرت لمدة 90 يوماً، إلا أن كبير المفاوضين الحوثيين كان ينفذ زيارات سرية للرياض، للقاء الجانب السعودي، وفقاً للمصادر.

وأكدت المصادر أن المشاورات تواصلت لمدة شهرين مطلع عام 2018، تلتها زيارات سرية أجراها نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً حسين العزي، لمدينة جدة السعودية، خلال العامين 2019 و2020.

وانتقلت المشاورات بين الجانبين إلى قنوات خلفية خلال العامين الماضيين، حيث شهدت مسقط زيارات مكثفة لمسؤولين سعوديين، من أجل التشاور مع كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام المقيم في العاصمة العمانية منذ أواخر عام 2016.

وتمحورت أغلب المشاورات الثنائية الأخيرة التي لم تكن الحكومة اليمنية على علم بها، حول خفض التصعيد في العاصمة صنعاء وصعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، وإقامة منطقة عازلة في الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية.

ودائماً ما يُظهر الحوثيون حرصاً على إجراء مشاورات مباشرة مع السعودية، أكثر من حرصهم على التفاوض مع حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دولياً، التي يعتبرونها لا تشكل نداً لهم.

وكانت السعودية قد طرحت، أواخر مارس/آذار من العام الماضي، مبادرة سلام جديدة لإنهاء الحرب في اليمن، نصّت على وقف إطلاق النار الشامل، ورفع مشروط للحظر الجوي والبحري عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، لكن جماعة الحوثيين رفضتها، واشترطت رفع الحصار عن المنافذ في المقام الأول قبل الخوض في أي نقاشات أخرى.

ويبدو أن السعودية ستقدم بعض التنازلات هذه المرة من أجل إغراء الحوثيين للقدوم إلى الرياض، رغم التوتر الحاصل بين الجانبين، على خلفية اتهامات حوثية للمملكة بإعدام أسيرين، وكذلك الوقوف خلف مخطط لهجمات انتحارية في صنعاء.

وسبق لدول مجلس التعاون الخليجي استضافة مشاورات سلام يمنية مطولة، ولكن برعاية الأمم المتحدة، حيث احتضنت الكويت في عام 2016 مفاوضات جادة استمرت لمدة 90 يوماً، وكادت أن تفضي إلى توقيع اتفاق سلام، لولا تراجع الحوثيين في اللحظات الأخيرة.

المساهمون