كريم خان: علينا القيام بعملنا مهما كانت الإدانة التي نتلقاها

26 مايو 2024
مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان في باريس، 7 فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، يدافع عن قراره بملاحقة بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت، مؤكدًا على أهمية القانون الدولي والعدالة للضحايا في ظل الاستقطاب العالمي.
- خان يشدد على ضرورة التمييز بين الدول القانونية والجماعات الإجرامية، معتبرًا تجربته الشخصية كأقلية مضطهدة دافعًا لتقديم العدالة للضحايا بغض النظر عن خلفياتهم.
- التهم الموجهة ضد نتنياهو وغالانت تشمل الإبادة واستهداف المدنيين، مع ردود فعل سلبية من حلفاء إسرائيل وتأكيد خان على مبدأ عدم تجاوز القانون ودعوة إسرائيل للطعن في الاتهامات.

كريم خان: كل ما كنت أحاول القيام به هو تطبيق القانون

أكد كريم خان أن على المحكمة أن تتعامل بنفس الطريقة مع كل الضحايا

قام كريم خان بعدة زيارات إلى إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة

رد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان خلال مقابلة صحافية أجرتها معه مجلة "تايم"، على الانتقادات التي وجهت إليه في ما يتعلق بإعلانه أنه يسعى لاستصدار أوامر اعتقال ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، قائلاً إنّ على المحكمة الجنائية الدولية القيام بعملها "سواء تم التصفيق لنا أو أدانتنا"، مضيفاً: "علينا أن نؤكد القيمة المتساوية لكل طفل، وكل امرأة، وكل مدني في عالم يتزايد فيه الاستقطاب، وإذا لم نفعل ذلك، فما الفائدة منا؟".

ومع إعلانه سعيه إلى إصدار مذكرات الاعتقال، سارعت الدول الحليفة للاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، إلى التنديد بإعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، حينها، إن قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية "غير مفيد". وأضاف المتحدث ذاته أن "هذا الإجراء لا يساعد في ما يتعلق بوقف القتال أو إخراج الرهائن أو إدخال المساعدات الإنسانية".

ورداً على هذه التصريحات، استعرض كريم خان مثالاً للصراع بين بريطانيا وجماعات حاولت الاستقلال في إيرلندا خلال الحرب العالمية الأولى، وقال إن بريطانيا لم تقم، حينها، بإسقاط قنبلة تزن 2000 رطل على المنطقة التي يوجدون فيها، مضيفاً: "يجب أن يكون للقانون غرض ما، وهذا ما يفصل بين الدول التي تحترم القانون والجماعات الإجرامية والإرهابيين (...) وهذا كل ما كنت أحاول القيام به، تطبيق القانون على أساس الحقائق، وهذا ما يجب أن نفعله مهما كانت الإدانة التي نتلقاها". وأكد أنه لم يفهم الصدمة التي أحدثها إعلانه، نظراً إلى فشل الجهود الرامية إلى عقد صفقة تبادل بين حركة حماس وإسرائيل.

ومع أن المحامي البريطاني كريم خان قد أدرك جيداً أنه يدخل في حقل ألغام سياسي عندما أعلن أنه يسعى لاستصدار أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل وحماس، إلا أن خلفيته باعتباره شخصاً جاء من أقلية مضطهدة جعلته يصر على أنه لم يكن لديه خيار آخر، بحسب ما نقلت عنه مجلة "تايم". وخلال المقابلة، أوضح كريم خان أنه يدرك "أن غزة تقع على خط الصدع في العلاقات الدولية، لكن هذا لا يمكن أن يكون ذريعة لعدم محاولة وضع حقوق الضحايا في المقام الأول في كل مكان. سواء كانت هذه حقوق الضحايا اليهود أم الفلسطينيين، سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين أم بعض النظر عن ديانتهم (...) يجب أن يكون لدينا الغضب الأخلاقي نفسه والحب والرعاية والاهتمام".

وقام كريم خان بعدة زيارات إلى إسرائيل منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهو الأمر الذي كان له، كما يقول، تأثير عميق عليه، مضيفاً: "الأهم مني ومن المحكمة الجنائية الدولية هو أن العالم ينظر إلى هذه الحرب باعتبارها نقطة تحول"، متسائلاً إذا ما كانت "الدول القوية صادقة عندما تقول إن هناك مجموعة من القوانين أم إن هذا النظام القائم على القواعد مجرد هراء؟ أم إنه مجرد أداة لحلف شمال الأطلسي وعالم ما بعد الاستعمار، مع عدم وجود نيّة حقيقية لتطبيق القانون على قدم المساواة؟".

وأوضح كريم خان أن "ما تقوله جميع وكالات الإغاثة الكبرى وما نراه من أطفال هزيلين يظهر تأثير هذه الحرب، حتى لو كنا لا نثق بالأطباء الفلسطينيين، فلدينا أطباء أميركيون وبريطانيون يتحدثون عن إجراء عمليات بتر بدون تخدير، وعن موت أطفال في الحاضنات بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وعن أشخاص يموتون بسبب عدم وجود الأنسولين (...) ليست هذه هي الطريقة التي يفترض أن تُشن بها الحرب (...) إذا كان هذا هو ما يبدو عليه الامتثال للقانون الإنساني الدولي، فإن اتفاقيات جنيف لا تخدم أي غرض".

وتُعتبر مذكرة الاعتقال بحق نتنياهو المرة الأولى التي تستهدف فيها المحكمة الجنائية الدولية الحليف الوثيق للولايات المتحدة الأميركية. وبحسب "سي أن أن"، فإن لجنة من قضاة المحكمة الجنائية الدولية ستنظر في طلب خان إصدار المذكرتين. وتشمل التّهم الموجهة إلى نتنياهو وغالانت "تسبّب الإبادة، تسبّب المجاعة وسيلةً من وسائل الحرب، بما في ذلك منع إمدادات الإغاثة الإنسانية، بالإضافة إلى استهداف المدنيين عمداً في النزاع".

واعتبر نتنياهو، في وقت سابق، أن أي أحكام تصدرها المحكمة الجنائية الدولية لن يكون لها تأثير على تصرفات إسرائيل، لكنها "ستشكل سابقة خطيرة". ورداً على تصريحات نتنياهو، شدد خان للشبكة الأميركية على أن "لا أحد فوق القانون"، قائلاً إنه إذا لم تتفق إسرائيل مع المحكمة الجنائية الدولية، "فهم أحرار (...) في رفع الطعن أمام قضاة المحكمة وهذا ما أنصحهم به".

أمّا التّهم الموجهة إلى قادة حركة حماس، فتشمل "الإبادة، والقتل، واحتجاز رهائن، والاغتصاب والاعتداء الجنسي أثناء الاحتجاز"، بحسب خان. وقال خان إن العالم صُدم في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، "عندما تمّ انتزاع الناس من غرف نومهم، ومن منازلهم، ومن الكيبوتسات المختلفة في إسرائيل"، وفق قوله.

المساهمون