شيّعت مليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، اليوم الأربعاء، العشرات من عناصرها الذين قضوا جراء القصف التركي الأخير على مواقع لها في المالكية بريف الحسكة، شمال شرقي سورية، فيما واصل الجيش التركي قصفه مواقع في قرى متفرقة شمالي سورية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ "قسد" أخرجت المدنيين، صباح اليوم، في مواكب تشييع نظمتها في مدن القامشلي والحسكة والمالكية، تزامناً مع إجبار السكان على إغلاق متاجرهم، حيث شيعت العشرات من العناصر الذين قتلوا جراء استهداف تركي، الأحد، طاول موقعاً للتدريب في ناحية المالكية بريف الحسكة.
وبحسب المصادر التي تفضل عدم ذكر اسمها، فقد شيعت "قسد" 30 عنصراً على الأقل من قياديين وجنود كانوا في مركز تدريب تابع لقوات الأمن (الأسايش). وقالت "قسد" في بيانات لها إنهم من "قوات مكافحة المخدرات".
من جانبها، نقلت وكالة أنباء "هاوار" المقربة من "قسد" أن ما يسمى "قوات تحرر عفرين" نفذت عمليات أدت إلى مقتل جندي تركي و3 من عناصر "الجيش الوطني السوري"، وإصابة 7 آخرين، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ونقلت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن الجيش التركي جدد، اليوم الثلاثاء، قصفه المدفعي والصاروخي على مواقع في قرى تخضع لـ"قسد" في محيط منطقة عفرين وتل رفعت بريف حلب الشمالي، ولم تتبين الخسائر الناجمة عنه.
8 سنوات على التأسيس
وذكرت المصادر التي تحدثت مع "العربي الجديد"، أن الاستهداف الأخير جاء في وقت تحتفل فيه "قسد" بالذكرى الـ8 على تأسيسها في إطار محاربة تنظيم "داعش"، بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، في حين تصنف أنقرة أكبر تشكيلاتها "وحدات حماية الشعب" من بين التنظيمات الإرهابية التي تشكل خطراً على أمنها القومي.
وكانت "قسد" قد تشكلت من تحالف فصائل مسلحة من إثنيات متعددة، كردية وعربية وآشورية وتركمانية وأرمينية، تقودها مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية المرتبطة بحزب "العمال الكردستاني"، وتأسست في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015، تحت شعار محاربة تنظيم "داعش".
وبدعم من التحالف الدولي ضد "داعش"، بسطت "قسد" سيطرتها على مساحات واسعة في شمالي وشرقي سورية، حيث امتدت على أربع محافظات هي الحسكة والرقة ودير الزور وحلب، إثر معارك ضارية مع تنظيم "داعش" وصمت من النظام السوري، وخسرت المليشيا مساحة من المناطق في حلب والرقة والحسكة عقب عمليتين تركيتين عسكريتين في عفرين بريف حلب، ورأس العين في الحسكة وتل أبيض في الرقة.
ومنذ انحسار تنظيم "داعش" في سورية وهزيمته العسكرية عام 2017، والتدخل التركي المباشر في سورية، يعد "الجيش الوطني السوري"، المدعوم من أنقرة، الخصم الرئيسي لـ"قسد"، وتشهد مناطق التماس بين الطرفين معارك وهجمات وقصفاً متبادلاً أدى لمقتل وجرح العشرات من الطرفين.
وتتمركز "قسد" إلى جانب قوات أميركية في مجموعة من القواعد العسكرية شرقي سورية في إطار محاربة تنظيم "داعش"، وتتلقى المليشيا بشكل مستمر الدعم العسكري واللوجستي من واشنطن انطلاقاً من القواعد الأميركية في العراق.