وثّقت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) الهجمات الروسية بالقنابل "المحرّمة دولياً" على المناطق المدنية الخارجة عن سيطرة قوات النظام بمناطق شمال سورية، والتي ساهمت بشكل كبير بارتفاع عدد الضحايا المدنيين وتدمير البنى التحتية والخدمية.
وكشفت المنظمة، في تقرير أصدرته اليوم الثلاثاء، عن مقتل 70 شخصاً وإصابة 102 آخرين، نتيجة اختبار القوات الروسية الموجودة في سورية صواريخ من طراز "كراسنوبول"، وذلك بين 21 مارس/ آذار و31 ديسمبر/ كانون الأول عام 2021.
وبحسب تقرير المنظمة، فقد شكل الأطفال عدداً كبيراً من الضحايا، حيث قُتل 29 طفلاً وجرح 33 آخرون، إضافة إلى متطوعين من الخوذ البيضاء قُتلا خلال هجمتين منفصلتين.
تقرير يرصد استخدام قذائف #كراسنوبول آخر الأسلحة الروسية لقتل السوريين
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) May 17, 2022
يوثق التقرير الاستجابة لـ 63 هجوماً شمال غربي #سوريا خلال 2021 استهدف المدنيين والبنية التحتية والعمال الإنسانيين أدى لمقتل 70 شخصاً بينهم 29 طفلاً.
لقراءة التقرير: https://t.co/YFF8jYCV7I#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/8za4T7g0Ez
وبين فريق "الخوذ البيضاء" أن مليشيات النظام السوري وروسيا نفذت، منذ مارس/ آذار عام 2021، 63 هجوماً باستخدام قذائف "كراسنوبول" الموجّهة بالليزر (المحرّمة دولياً)، لاستهداف المرافق العامة، وعلى رأسها العمال الإنسانيون والمستشفيات ومنازل المدنيين في مناطق المعارضة في إدلب وريفي حماة وحلب.
وأوضح التقرير أن نسبة تلك الهجمات "تبلغ 4% فقط من الهجمات بمختلف أنواع الأسلحة، خلال الفترة التي يغطّيها التقرير والممتدة من توثيق أول هجوم في 21 مارس من عام 2021 حتى 31 ديسمبر من العام نفسه في شمال غرب سورية، إلا أنها أسفرت عن 20% من جميع الوفيات في صفوف المدنيين".
وبحسب التقرير، فقد طاولت الهجمات 43 منزلاً، و11 هجمة على الحقول الزراعية ومخيمات النازحين، وعلى نقاط طبية، أبرزها مستشفى الأتارب، غرب حلب، ونقطة مرعيان الطبية، جنوب إدلب، ومركز للخوذ البيضاء في بلدة قسطون في سهل الغاب.
كما لفت التقرير إلى أن روسيا جعلت منذ تدخلها في سورية عام 2015 من أجساد السوريين ومنازلهم حقل تجارب واقعي لتدريب قواتها واستعراض قدراتها وتطوير أسلحتها.
وكشف التقرير أن روسيا جرّبت أكثر 320 نوعاً من السلاح في سورية، مبرزاً أن "كراسنوبول" هي قذائف روسية الصنع شبه أوتوماتيكية موجهة بالليزر ومثبتة الزعانف، إضافة إلى كونها متفجرة، وتم تطويرها في الثمانينيات من القرن الماضي ويتم إنتاج القذائف من عيار 155 ملم و157 ملم، ليتم إطلاقها من مدافع الهاوتزر.
واعتمد الفريق في توثيقه على تقارير الاستجابة للهجمات التي وثّقها خلال استجابته، منذ بدء استخدام تلك القذائف الموجّهة بالليزر، و"من خلال توثيقات المتطوّعين من صور وفيديوهات وبقايا ذخائر، وبالاعتماد على بيانات من الشهود، بمن فيهم متطوّعو الخوذ البيضاء، إلى جانب البحوث المكتبية الإضافية".
وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال مدير الدفاع المدني رائد الصالح: "نطالب بإجراء تحقيق خاص من قبل لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية، التابعة للأمم المتحدة، حول استخدام النظام السوري وروسيا قذائف كراسنوبول - وغيرها من الأسلحة المتطورة - في قتل السوريين وتدمير مدنهم".
وشدّد الصالح على ضرورة إدانة هذه الهجمات وفرض عقوبات على أي طرف يبيعها لنظام بشار الأسد، واستغلال كافة القنوات المتاحة لمنع الإفلات من العقاب وتقديم مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سورية إلى العدالة، والسعي إلى حل ينهي مأساة السوريين، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254.
وأشار إلى أن الإفلات من العقاب على جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات النظام وروسيا واستخدام سورية كحقل تجارب لتطوير الأسلحة الروسية، لن تقتصر آثارها على السوريين، إذ يظهر هذا السلوك تجاهلاً صارخاً للحياة البشرية والالتزامات بالقانون الدولي الإنساني بضمان حماية المدنيين بعدما امتدت الهجمات لتشمل شعوباً أخرى.
وأضاف "يجب على المجتمع الدولي أن يقف ضد الإفلات من العقاب وأن يحمي المدنيين، والبشرية اليوم على المحك أكثر من أي وقت مضى لحماية قيمها وإنسانيتها".