دي ميستورا يلتقي لعمامرة قبل طرح تقرير لمجلس الأمن حول الصحراء

دي ميستورا يلتقي لعمامرة قبل طرح تقرير لمجلس الأمن حول الصحراء

05 سبتمبر 2022
دي ميستورا خلال لقائه لعمامرة (العربي الجديد)
+ الخط -

استقبل وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، اليوم الاثنين، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر، في إطار جولته للمنطقة، بهدف بعث مسار تسوية ملف الصحراء، وتحضيراته لصياغة تقرير يرتقب أن يقدمه إلى مجلس الأمن في جلسة تعقد خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وأفاد بيان لوزارة الخارجية الجزائرية أن لعمامرة ودي ميستورا ناقشا "بحضور مساعد وزير الخارجية المكلف بقضية الصحراء والمغرب العربي، عمار بلاني، آخر التطورات السياسية المتعلقة بملف الصحراء، وآفاق تعزيز الجهود الأممية لاستئناف المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع، بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين، يضمن تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير مصيره".

وتعد الجزائر، كما موريتانيا، طرفاً ملاحظاً في النزاع بالصحراء، وفي الموائد المستديرة التي كانت تنظمها الأمم المتحدة، لذلك تدرج ضمن جولات المبعوث الأممي، لكن الجزائر كانت قد أعلنت في فبراير الماضي عن تطوير موقفها بشأن رفضها المشاركة في أية موائد مستديرة تنظم في المستقبل حول النزاع في الصحراء.

وقال مساعد وزير الخارجية الجزائري المكلف بقضية الصحراء والمغرب العربي في تصريح صحافي سابق إن "الجزائر مثل موريتانيا لهما صفة واضحة هي أنهما بلدان جاران ملاحظان حسب منظمة الأمم المتحدة"، ومشاركة الجزائر في ما يسمى بالموائد المستديرة لم يعد مطروحاً على جدول الأعمال، وهذا الخيار عفى عليه الزمن الآن، بالنظر إلى استخدام الجانب المغربي لمشاركة الجزائر في موائد مستديرة سابقة لتقديم بلدنا بشكل خاطئ على أنه طرف في النزاع، بينما تحدد جميع قرارات مجلس الأمن بالاسم وصراحة طرفي النزاع وهما المغرب وجبهة بوليساريو".

ووصل دي ميستورا، إلى العاصمة الجزائرية، قادماً من مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف جنوبي الجزائر وبعض الأراضي الصحراوية التي تقع تحت سيطرة البوليساريو، إذ كان دي ميستورا قد وصل السبت إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين ضمن جولة ثانية له إلى المنطقة منذ تعيينه في أكتوبر الماضي، أجرى خلالها مباحثات مع عدد من قيادات جبهة البوليساريو، كما التقى زعيم الجبهة، إبراهيم غالي، في سياق الإعداد لصياغة تقرير سيقدم لمجلس الأمن في شهر أكتوبر القادم.

وقال رئيس الوفد الصحراوي المفاوض خطري أدوه في تصريح صحافي عقب لقاء ثانٍ مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إنَّ الأخير "ومن خلال هذه الجولة، ربما سيساعد في تقديراته عن البحث عن مخرج ودفع جديد للعملية السياسية على ضوء ما يحضر لمداولات مجلس الأمن شهر أكتوبر القادم". كما كان دي ميستورا قد قام بزيارة مماثلة إلى المغرب في شهر يوليو/تموز الماضي.

ويسعى المغرب لإيجاد حل سياسي لقضية الصحراء على أساس مبادرته للحكم الذاتي، وفي إطار مسلسل الموائد المستديرة، وبحضور الأطراف الأربعة المعنية بالقضية (المغرب، والجزائر، وموريتانيا، وجبهة البوليساريو). ويعتبر المغرب المبادرة التي كان قد قدمها في عام 2007 "فرصة حقيقية من شأنها أن تساعد على انطلاق مفاوضات، بهدف التوصل إلى حل نهائي لهذا الخلاف (...) على أساس إجراءات توافقية، تنسجم مع الأهداف والمبادئ التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة".
وتنص المبادرة المغربية، التي قوبلت برفض جبهة "البوليساريو" والجزائر، على نقل جزء من اختصاصات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية إلى "جهة الحكم الذاتي للصحراء"، ليدبر سكانها "شؤونهم بأنفسهم بشكل ديمقراطي"، بينما تحتفظ الرباط باختصاصاتها المركزية "في ميادين السيادة، ولا سيما الدفاع والعلاقات الخارجية"، وكذا ممارسة الملك لاختصاصاته الدينية والدستورية.

المساهمون