دعوات لاحتجاجات جديدة في العراق تنديداً بأحكام إعدام طاولت متظاهرين

10 مارس 2022
قضت محكمة عراقية بالإعدام بحق 4 متظاهرين (أسعد نيازي/فرانس برس)
+ الخط -

دعا ناشطون مدنيون في محافظة واسط، جنوبي العراق، اليوم الخميس، إلى تنظيم احتجاجات شعبية واسعة رافضة لأحكام إعدام صدرت بحق عدد من المتظاهرين أدينوا بالتورط بمقتل ضابط أمن خلال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت قبل أكثر من عامين بمدن جنوب ووسط البلاد والعاصمة بغداد.

وقضت محكمة الجنايات في محافظة واسط، 180 كيلومتراً جنوبي بغداد، اليوم الخميس، بالإعدام بحق 4 متظاهرين أدينوا بحادثة قتل أحد الضباط خلال الاحتجاجات التي اندلعت في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، وفقاً لما أوردته وسائل إعلام محلية عراقية.

وأصدر متظاهرو محافظة واسط بياناً نددوا فيه بالأحكام، داعين إلى التظاهر أمام مبنى مجلس القضاء الأعلى في بغداد، احتجاجاً على أحكام الإعدام. وتابع البيان أنه "نظراً لقرار القضاء بالحكم على المعتقلين بالإعدام، نطلب من جميع المحافظات أن تستعد لثورة أمام القضاء العراقي في بغداد يوم الأحد، عند الساعة العاشرة صباحاً، للطعن بالحكم"، على حدّ ما جاء في البيان.

وفي يونيو/ حزيران 2021، قُتل ضابط برتبة نقيب أثناء محاولة تفريق متظاهرين تجمعوا أمام محطة كهرباء العزيزية في واسط، لكن المتظاهرين يؤكدون ألا علاقة لهم بالحادث.

وقال أحمد الدلفي، وهو ناشط من محافظة واسط، إن الأحكام التي تصدر بحق المتظاهرين بين الحين والآخر تشير إلى وجود محاولات واضحة لتكميم الأفواه، موضحاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "استمرار هذا الوضع ينذر باحتمال تجدد الاحتجاجات، لا سيما بعدما ظهرت مؤشرات على تنامي الانتهاكات ضد المتظاهرين، وحادثة بابل خير دليل على ذلك"، بحسب قوله.

بدورها، طالبت الناشطة المدنية البارزة نور نافع، اليوم الخميس، بإعادة النظر بحكم إعدام 4 متظاهرين من واسط، وقالت، في تغريدة لها: "نطالب مجلس القضاء الأعلى بإعادة النظر بالحكم الصادر بحق 4 من متظاهري محافظة واسط".

وتشهد محافظة بابل، الواقعة على بعد 100 كيلومتر جنوب العاصمة العراقية بغداد، توتراً أمنياً منذ مساء أول من أمس الثلاثاء، على خلفية إطلاق نار استهدف الناشط المدني البارز ضرغام ماجد من قبل عناصر حماية يتبعون للنائبة في البرلمان عن "التيار الصدري" سهى السلطاني.

وقالت قيادة شرطة بابل، أمس الأربعاء، إنها فتحت تحقيقاً بشأن الاعتداء على 6 متظاهرين، مشيرة إلى اعتقال أحد المتورطين، وأشارت، في بيان، إلى أن التحقيق "يهدف لمعرفة ملابسات حادث اعتداء طاول 6 من المتظاهرين، ضمنهم الناشط ضرغام، تظاهروا مساء ليل الثلاثاء، جنوبي المحافظة"، لافتة إلى أن "التحقيقات الأولية تشير إلى أن "الاعتداء حدث برمي الحجارة واستخدام العصي وإطلاق الرصاص الحي".

وتابعت أن "الخسائر اقتصرت على إصابة 5 متظاهرين بجروح متفاوتة بالحجارة والعصي، والسادس أصيب بطلق ناري"، مؤكدة أن "الجميع نقلوا إلى أحد مستشفيات المحافظة لتلقي العلاج، وكانت إصابة الناشط ضرغام هي الأشد بينهم".

ولفتت إلى "اعتقال أحد أفراد الحماية المتورطين بالحادث، على خلفية صدور عدد من أوامر القبض من السلطة القضائية، شملت جميع المعتدين"، موضحة أن "الأجهزة الأمنية المختصة تلاحق بقية المتورطين الآن".

وشهد العراق في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 اندلاع احتجاجات شعبية واسعة أرغمت الحكومة السابقة برئاسة عادل عبد المهدي على الاستقالة بعد أقل من شهرين من اندلاعها.

وتعرض المشاركون في الاحتجاجات لقمع مفرط من السلطات العراقية وبعض الأحزاب والمليشيات، ما تسبّب بمقتل أكثر من 700 متظاهر، وإصابة آلاف آخرين.

المساهمون