توقعات سياسية بقرب عودة الاحتجاجات الشعبية في العراق: أسباب تفجرها لم تنته بعد

08 يناير 2021
من المتوقع خروج تظاهرات اليوم الجمعة (أحمد الرباعي/ فرانس برس)
+ الخط -

فتح تجدّد الاحتجاجات الشعبية في محافظة ذي قار جنوبي العراق، ليل أمس الخميس، وعودة المواجهات مع القوات الأمنية، للمرة الثانية في أقل من أسبوع واحد، باب التوقعات بعودة التظاهرات مرة أخرى في مناطق عدة من البلاد، حتى مع فضّ ساحات التظاهر ورفع خيم الاعتصام في تلك المدن من قبل القوات الحكومية، التي لا تزال تنفذ حملات اعتقال ومطاردة لعدد من الناشطين والمتظاهرين في مناطق ذي قار والديوانية وكربلاء والبصرة تحت حجج وذرائع مختلفة من بينها دعاوى قضائية رفعت ضدهم من قبل مليشيات مسلحة وأحزاب بتهمة حرق مقراتها ومكاتبها في الأشهر الأولى لتفجر الاحتجاجات، فضلاً عن استمرار عمليات الاستهداف من قبل تلك المليشيات نفسها.
واليوم الجمعة، حذّر سياسيون وبرلمانيون عراقيون من أن الاحتجاجات الشعبية في البلاد ستعود مجدداً مع استمرار أسباب خروجها الأول، رافضين استمرار الاعتقالات والتهديدات بحق الناشطين في التظاهرات من قبل قوى "اللا دولة". 

 

وكشف عضو البرلمان العراقي، باسم خشان، عن تحضيرات لتظاهرات جديدة في الفترة المقبلة ضد الحكومة والأحزاب الحاكمة.
وأوضح في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن التظاهرات التي يجرى الإعداد لها ستنطلق في بغداد وسترفع مطالب من بينها إصلاح القضاء، مبيناً أنها قد تمتد إلى محافظات أخرى. 
وبشأن الاعتقالات والتهديدات التي يتعرض لها الناشطون بالتظاهرات، قال خشان إن "الجهات التي تهدد المتظاهرين معروفة، ومن بينها تيارات قريبة من السلطة". 
القيادي في "الحزب الشيوعي العراقي"، جاسم الحلفي، أكد بدوره في تصريح لـ "العربي الجديد"، الحديث عن قرب تفجر التظاهرات مجدداً، مبيناً أن ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) ستشهد اليوم الجمعة تظاهرات واسعة. 
وتابع أن "الاحتجاجات لم تنته، ولن تنتهي، ما لم تتحقق جميع مطالبها"، مبيناً أن الأسباب التي دفعت الناس للتظاهر في السابق لا تزال موجودة، والمتعلقة بالوضع المعيشي، والبطالة، والبطاقة التموينية، والفقر، والتعليم، والخدمات. 
ولفت الحلفي إلى أن رفع خيم الاعتصام لا يعني انتهاء الحركة الاحتجاجية، لأن أسباب التظاهر باقية، رافضاً تهديد قوى "اللا دولة" بتنفيذ اعتقالات ضد المتظاهرين. 
ويطلق العراقيون مصطلح "اللا دولة" على المليشيات والقوى المسلحة النافذة في البلاد والتي باتت تهدد قرارات الحكومة والقانون وتفرض وجودها بشكل واضح.
وأشار الحلفي إلى أن القوى التي لا يروق لها التغيير، ويمكن أن تخسر مصالحها، والمستفيدة من الوضع الحالي غير المستقر في العراق، هي التي تقوم بالتضييق على المتظاهرين، مؤكداً أن قوى التغيير والإصلاح لديها موقف إيجابي من الاحتجاجات. 

تقارير عربية
التحديثات الحية

 

وتجددت، ليل أمس الخميس، الاحتجاجات في مدينة الناصرية، على خلفية قيام القوات العراقية باعتقال أحد الناشطين في تظاهرات المحافظة، إذ انتشر متظاهرون ليلاً في عدد من مناطق الناصرية وقاموا بقطع طرق وحرق إطارات السيارات فيها، مطالبين بإطلاق سراح الناشط إحسان الهلالي الذي اعتقلته قوات أمنية في ذي قار. 
كما أصدر متظاهرو الناصرية، بياناً، دعوا فيه القوات العراقية إلى التوقف عن حملة الاعتقالات التي تنفذها ضد الناشطين في التظاهرات، وإسقاط جميع التهم الكيدية عنهم، موضحين أن حملة الاعتقالات مستمرة وطاولت أخيراً الناشط إحسان الهلالي. 
وطالب المتظاهرون المرجعية الدينية في النجف، والعشائر، ووجهاء الناصرية، بالتدخل حقناً للدماء، مشيرين إلى أن "هذا النداء يمثل الفرصة الأخيرة للجهات المعنية قبل التوجه نحو التصعيد الذي لا تحمد عقباه"، بحسب البيان. 
وتساءل رجل الدين الداعم لاحتجاجات ذي قار، أسعد الناصري، عن سبب استمرار الاعتقالات ضد متظاهري المحافظة، قائلاً في تغريدة على موقع "تويتر": "لماذا هذا الاستفزاز المستمر لشباب الناصرية؟ إلى متى هذه الاعتقالات وترويع الآمنين بكل وقاحة؟ إلى أين تريد أن تصل الأحزاب الفاسدة والأجهزة الأمنية التي تعمل لخدمتها بهذا الاستخفاف بكرامة المواطن؟ من المسؤول فيما لو تم التصعيد وخرجت الأمور عن السيطرة؟". 

المساهمون