زيلينسكي: أوكرانيا صدّت منذ عام "أكبر قوة معادية للإنسانية"
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، أن أوكرانيا صدّت منذ عام "أكبر قوة معادية للإنسانية"، في الذكرى الأولى للعثور على جثث مدنيين في مدينة بوتشا التي صارت رمزاً "لفظاعات" منسوبة للجيش الروسي.
وكتب زيلينسكي على تليغرام: "يا شعب أوكرانيا! لقد أوقفتم أكبر قوة معادية للإنسانية في عصرنا. أوقفتم القوة التي تحتقر كل ما يعطي معنى للإنسان وتسعى لتدميره"، مرفقاً منشوره بصور لاستعادة المنطقة قبل عام.
وأضاف "سنحرّر جميع أراضينا. سنعيد رفع العلم الأوكراني في جميع مدننا وبلداتنا"، في وقت لا تزال روسيا تسيطر على أكثر من 18% من الأراضي الأوكرانية.
من جهته، أكد القائد العام للجيش الأوكراني فاليري زالوجني، الأحد، على تلغرام أن أوكرانيا "ستواصل النضال من أجل استقلالها". واعتبر قائد القوات البرية الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، أن الانسحاب القسري للقوات الروسية من منطقة كييف قبل عام كان "نصراً استراتيجياً" للأوكرانيين "أسّس لعمليات جديدة كللت بالنجاح".
وبعد عام على استعادة بوتشا، قدرت كييف عدد المدنيين الذين قتلوا في هذه المنطقة خلال الاحتلال الروسي بـ"أكثر من 1400"، بينهم 637 في المدينة نفسها.
وفي 31 آذار/مارس 2022، انسحب الجيش الروسي من هذه المدينة وكل المنطقة الشمالية لكييف، بعد شهر على بدء الغزو بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين. وبعد يومين على الانسحاب، تكشفت معالم المذبحة.
ورأى مراسلو "فرانس برس" في بوتشا، في 2 نيسان/أبريل، سيارات متفحمة ومنازل مدمرة، وخصوصاً جثث عشرين رجلاً بملابس مدنية مبعثرة على مسافة مئات الأمتار، وكان أحدهم مقيد اليدين.
وخلال زيارته المدينة بعد يومين على اكتشاف ما حصل، دان زيلينسكي "جرائم الحرب" التي قال إن "العالم سيعترف بها على أنها إبادة جماعية"، ومذاك توقّف في بوتشا جميع القادة الأجانب تقريباً الذين زاروا أوكرانيا.
وصدمت هذه المشاهد العالم بأسره، ودانت كييف والغربيون الإعدامات التعسفية بحق مدنيين في ما وصفته بأنه جرائم حرب، ونفى الكرملين أي تورط له، مؤكداً أنها عملية مدبرة.
جبهة متجمّدة
وتأتي الذكرى الأولى لمجزرة بوتشا في وقت أصبحت فيه جبهة القتال الممتدة من شرق أوكرانيا إلى جنوبها متجمّدة منذ عدة أشهر.
ومنذ مطلع العام، تحدّثت القوات الروسية عن تحقيقها مكاسب هامشية حول مدينة باخموت بمنطقة دونباس أساساً، دون أن تتمكّن من خرق الدفاعات الأوكرانية التي تلقّت تعزيزات غربية، وفي ظلّ تسجيلها خسائر ثقيلة.
ويعمل الجيش الروسي المدعوم من مجموعة فاغنر المسلّحة، على الإعلان عن تحقيق انتصار في ساحة المعركة، بعد عدّة نكسات مذلّة بدءاً من الانسحاب من منطقة كييف قبل عام ثمّ الانسحاب القسري في الشمال الشرقي وفي الشرق، ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تعبئة مئات آلاف جنود الاحتياط.