تأكيد مغربي على عمق العلاقات مع إسبانيا رغم الخلاف حول سبتة ومليلية

تأكيد مغربي على متانة العلاقات مع إسبانيا رغم الخلاف حول سبتة ومليلية

01 يونيو 2023
رئيس الحكومة الإسبانبة بيدرو سانشيز ونظيره المغربي عزيز أخنوش (ديفيد زوراكينو/Getty)
+ الخط -

قال الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى بايتاس، اليوم الخميس، إن علاقات بلاده بإسبانيا "عنوانها الثقة والتنسيق المشترك والاحترام المتبادل"، وذلك في أول رد فعل رسمي على الجدل بشأن مغربية مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.

ووصف  بايتاس، خلال مؤتمر صحافي عقده الخميس عقب انعقاد المجلس الحكومي، تصريحات نائب رئيس المفوضية الأوروبية المكلف بالهجرة، مارغريتيس شيناس، بـ"الانزلاق"، وقال رداً على سؤال حول رسالة المغرب الاحتجاجية على شيناس، ومذكرة مدريد التي احتجت على رسالة الرباط "كان لا بد من الوقوف على الانزلاق الذي وقع"، مؤكداً في ذات الوقت أن المغرب في "شراكة حقيقية وكبيرة جداً مع الجارة إسبانيا مبنية على الثقة".

وكانت الخارجية المغربية وجهت، في 17 مايو/أيار الماضي، مذكرة احتجاجية إلى سفارة الاتحاد الأوروبي في الرباط، أكدت فيها رفضها القاطع لتصريحات شيناس خلال مشاركته في منتدى أوروبي حول الأمن والدفاع، الأسبوع الماضي، في بروكسل، اتهم فيها المغرب باللجوء إلى "تهديدات متنوعة" واستخدام المهاجرين "كسلاح" ضد الاتحاد الأوروبي.

وأرفقت الرباط المذكرة بملحق فصلت فيه "التصريحات العدائية الرئيسية لشيناس حول المملكة ومدينتي سبتة ومليلية المغربيتين منذ مايو 2021″، وبحسب وسائل إعلام إسبانية، أشارت الرباط في رسالتها الاحتجاجية إلى سبتة ومليلية على أنهما "مغربيتان" بينما اعتبرهما شيناس "حدود الاتحاد الأوروبي".

وتأتي تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية بعد كشف "وكالة أوروبا بريس" أن الحكومة الإسبانية أرسلت مذكرة شفهية للمغرب تتضمن احتجاجاً على اعتبار الخارجية المغربية مدينتي سبتة ومليلية مدينتين مغربيتين.

وقالت الوكالة، استناداً إلى مصادر دبلوماسية، أن الحكومة الإسبانية أرسلت مذكرة شفوية إلى المغرب ترفض "بشكل قاطع" اللغة المستخدمة للإشارة إلى "المدن الإسبانية"، معتبرة أن الحدود الإسبانية، بما في ذلك سبتة ومليلية، معترف بها دولياً.

وهذه ليست المرة الأولى التي تؤكد فيها الرباط من خلال وثائق رسمية مغربية المدينتين، من بينها رسالة وجّهتها وزارة الداخلية في سبتمبر/أيلول الماضي إلى الأمم المتحدة تؤكد فيها أن "المغرب ليس له حدود برية مع إسبانيا"، رداً على طلب من مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بشأن الملابسات المحيطة بوفاة العديد من المهاجرين في 26 مايو/أيار 2022 عند محاولتهم اقتحام مليلية.

وتبقى قضية مدينتي سبتة ومليلية من الملفات الشائكة والأكثر حساسية في علاقات البلدين، إذ في الوقت الذي لا يعترف فيه المغرب بأي حدود برية بينه وبين إسبانيا، تتمسك مدريد بإسبانية المدينتين.

ورغم الأزمات المتتالية التي مرت بها العلاقات خلال السنوات الماضية في سياق ما يسمى بـ"الجوار الصعب" إلا أنها تتميز بالتطور على أكثر من صعيد، حيث تعتبر إسبانيا الشريك التجاري الأول للمملكة منذ 2012، كما استطاع البلدان على الصعيد الأمني بناء جسور الثقة لمواجهة الإرهاب العابر للحدود جعلت "أمن مدريد يمر عبر الرباط".

وبدا لافتاً تحول كبير في علاقات الرباط ومدريد بدخولها مرحلة جديدة وغير مسبوقة عقب المباحثات التي جمعت العاهل المغربي الملك محمد السادس برئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في إبريل/نيسان 2022، وهي المحادثات التي رسمت تفاصيل "خريطة طريق" أنهت القطيعة الدبلوماسية التي حدثت على خلفية استقبال إسبانيا زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إبراهيم غالي، في إبريل 2021.

وبدأ المنحى الجديد الذي اتخذته العلاقات بين البلدين من خلال تأكيد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، أن المغرب يتعامل مع إسبانيا "كشريك وحليف موثوق"، مبرزاً أن "البلدين سيشتغلان بروح إيجابية وطموح، حتى تكون هذه العلاقات الثنائية مشهودا لها بالقوة".

وفي 2 فبراير/شباط الماضي تُوج التقارب بتوقيع سانشيز مع نظيره المغربي عزيز أخنوش 19 اتفاقية للتعاون بين البلدين في مجالات مختلفة خلال اجتماع وزاري رفيع المستوى في الرباط من أجل تعزيز "شراكتهما الاستراتيجية".

وبالتزامن مع ذلك، بدا ملفتاً للانتباه أن الرباط ومدريد يجنيان ثمار إيجابية جراء الدينامية التي أطلقت من خلال مؤشرات عدة، أبرزها مشروع الربط البحري المغربي الاسباني، وتقديم مشروع التنظيم الثلاثي المغربي الإسباني البرتغالي لمونديال 2030.

المساهمون