بن غفير يقود اقتحام المستوطنين حي الشيخ جراح و"احتفالات" صاخبة بعيد الشعلة

26 مايو 2024
جانب من اقتحام المستوطنين لحي الشيخ جراح، 25/5/2024 (سعيد قاق/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير حي الشيخ جراح في القدس، مشاركًا في احتفالات "عيد الشعلة" اليهودي مع آلاف المستوطنين، مما زاد من إجراءات الحصار والتدابير الأمنية.
- تشكيك الباحثين في الرواية الإسرائيلية حول قبر شمعون الصديق، معتبرين أن الموقع يعود للشيخ صديق بن عبيد الله السعدي، وهو ما ينسف الادعاءات الإسرائيلية حول الملكية والتاريخ.
- تحولت المغارة التي تضم القبر المزعوم لشمعون الصديق إلى مركز لمراسم يهودية وبؤرة استيطانية كبيرة في حي الشيخ جراح، مما يعكس استمرار التوتر والصراع حول الهوية والملكية في القدس.

اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير ظهر اليوم الأحد حي الشيخ جراح الواقع الى الشمال من البلدة القديمة في القدس، وتجول فيه بحراسة مشددة لينضم الى عشرات آلاف المستوطنين والمتشددين اليهود الذين بدأوا منذ الليلة الماضية احتفالات صاخبة جداً بما يسمى "عيد الشعلة" اليهودي استمرت حتى ساعات الصباح الأولى من اليوم على وقع حصار مستمر لليوم الثاني على التوالي تعيشه مدينة القدس.

وضاعف اقتحام بن غفير للحي من إجراءات الحصار وتدابير الاحتلال الأمنية ما ضاعف معاناة أهالي الشيخ جراح الذين أرغموا على لزوم منازلهم وإبعاد مركباتهم من الحي بعيدا عن موقع الاحتفال الرئيس، حيث أوقد كبار الحاخامات شعلة العيد المسمى "لاغ عومر"، ويأتي عيد الشعلة هذا بعد عيد الفصح العبري (البيسح) بـ33 يوما حيث توقد في ليلته شعلات نار تقليدية إحياءً لما يسمونها (ثورة باركوخبا)، التي قام بها اليهود ضد الرومان، وقد تمت مراسم إيقاد الشعلة المركزية هذا العام في باحة ما يدّعون أنه قبر شمعون الصديق في الشيخ جراح، وكذلك في قرية ميرون المهجرة غرب مدينة صفد.

ويشكك الباحثون ومن بينهم المختص في شؤون القدس، محمد هاشم غوشة، في رواية الاحتلال في ما يتعلق بهذا المقام الذي يطلق عليه اليهود قبر الصديق شمعون. وفي تصريح لـ"العربي الجديد" قال غوشه إن "الحديث يدور عن قبر للشيخ صديق بن عبيد الله السعدي أحد أجداد العائلة السعدية في القدس التي خرجت منها عائلات عدة منها حجازي وعبد ربه ومنى وغيرهم، وكان لصديق السعدي ابنتان خديجة وصديقة وكانتا تقرآن القرآن عند قبره في المغارة".

وأضاف: "دفن السعدي هناك في القرن الثامن عشر بجوار قطعة أرض امتلكها لاحقا عبد القادر العماري وبنى عليها بيتا عُرف بقصر العماري. وهذا الرأي ذهب إليه المؤرخ والباحث كليرمونت غانو والذي شكك في أن القبر يعود لصديق شمعون". وأكد غوشه أن "هناك خرائط عديدة تحدد أماكن مختلفة لقبر صديق شمعون ما ينسف الرواية الإسرائيلية بأكملها"، مشيراً إلى أن "المواطن المقدسي سليمان حجازي حصل قبل سنوات على قرار من المحكمة المركزية بخصوص ملكية الأرض".

ويقام في المغارة التي تحوي القبر أيضا مراسم حفل "تشلاكا" الذي يُقص خلاله شعر الطفل اليهودي حين يبلغ 3 سنوات. وتحتوي المغارة الواقعة شرقي الحي أسفل الشارع عدة غرف وقبر يدعون أنه لرئيس الكهنة في عهد "الهيكل الثاني" المزعوم. وبدأ اليهود بالتوافد على المغارة والقبر أواخر عهد الدولة العثمانية، وأقاموا حولها بؤرا استيطانية عُرفت بـ"نحلات شمعون" (إرث شمعون)، التي تعد اليوم أضخم الوحدات الاستيطانية في حي الشيخ جراح.

المساهمون