- النقاشات تتواصل حول مستقبل غزة، مع رفض إسرائيل لنقل السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية، وتكشف خطة إسرائيلية للقضاء على حماس وإقامة حكومة تكنوقراط فلسطينية، وسط خلافات عربية.
- قمة جامعة الدول العربية تركز على مستقبل غزة، مع تركيز على وقف إطلاق النار وتسهيل المساعدات، وضغط لدعم إقامة دولة فلسطينية، في ظل توقعات بأن يستمر الجمود حتى الانتخابات الأميركية المقبلة.
أجرى بلينكن محادثات عدة مع الدول العربية بشأن خطة ما بعد الحرب
إسرائيل تقول إنها تعتزم الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية الشاملة
سيتصدّر مستقبل قطاع غزة جدول أعمال قمة جامعة الدول العربية
رأى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل بحاجة إلى خطة واضحة وملموسة بشأن مستقبل قطاع غزة الفلسطيني، حيث تواجه احتمال حدوث فراغ في السلطة يمكن أن تملأه الفوضى. وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي في كييف: "لا ولن ندعم الاحتلال الإسرائيلي، وبالطبع أيضاً لا ندعم حكم حماس في غزة... لقد رأينا ما آلت إليه الأمور في كثير من الأحيان بالنسبة لشعب غزة وإسرائيل. ولا يمكن أيضاً حدوث فراغ في السلطة لأنه قد تملأه الفوضى".
وتابع بلينكن "من الضروري أن تقوم إسرائيل بما يلزم وتركز على المستقبل... ويجب أن تكون هناك خطة واضحة وملموسة، ونحن نتطلع إلى أن تتقدم إسرائيل بأفكارها". وأجرى بلينكن محادثات عدة مع الدول العربية بشأن خطة ما بعد الحرب في غزة، لكن إسرائيل تقول إنها تعتزم الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية الشاملة، ورفضت مقترحات تفيد بنقل السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية. وأكد مصدر فلسطيني مسؤول، الاثنين، أنه حتى الآن لم تجر صياغة أي مقترح حول ما يسمى "اليوم التالي" للحرب على غزة، بعدما رفضت الإدارة الأميركية ورقة أعدتها السعودية بعد أسابيع من العدوان، وقامت السلطة الفلسطينية بتعديلها، بما يضمن وجود وحدة جغرافية بين الضفة الغربية والقطاع، ووحدة قانون وإعمار، وصولاً إلى مسار سياسي أساسه حل الدولتين، ويُفضي لقيام دولة فلسطينية بحدود معروفة.
وكشف المصدر، طالباً عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن طرح إسرائيلي "يتحدث عن خطة يتطلب تطبيقها من ثلاث إلى خمس سنوات بحد أقصى، تقضي خلالها إسرائيل على حركة حماس على حد زعمها، وتسمح بتموضع لقوات عربية في قطاع غزة تكون من مهامها الأمن والإعمار، ولاحقاً تسلم هذه القوات العربية مهمة الأمن إلى حكومة تكنوقراط فلسطينية توافق عليها إسرائيل وتسميها الإدارة المدنية المحلية".
وقال المصدر إن "الخطة أعلاه عليها خلافات عربية عميقة، من حيث قيام بعض الدول العربية في السداسية (مجموعة الدول العربية الست: فلسطين، وقطر، ومصر، والأردن، والإمارات، والسعودية) بدور أمني في قطاع غزة، إضافة إلى خلاف آخر عميق حول دور حركة حماس في اليوم التالي"، موضحاً أن السعودية والإمارات ترفضان أي دور لحركة حماس في القطاع، بينما تتمسّك قطر بدور للحركة "لأن وجودها لن ينتهي بعد الحرب التي لم تُحسم بعد".
وأشار المصدر إلى أنه "لا يوجد الآن أي سيناريو حول اليوم التالي للحرب على طاولة المجموعة العربية السداسية من جهة، ولا بين الإدارة الأميركية والقيادة الفلسطينية من جهة أخرى". وقال: "أعتقد أننا دخلنا مرحلة الجمود مع الإدارة الأميركية الحالية، ومن الممكن أن يستمر هذا الأمر حتى الانتخابات الأميركية، في ظل مطالب واشنطن المتواصلة حول إصلاح جذري للسلطة وصلاحيات كاملة للحكومة، والتلويح بفزاعة الفساد، إلا إذا حدثت تطورات مفاجئة في المرحلة القادمة".
وسيتصدّر مستقبل قطاع غزة جدول أعمال قمة جامعة الدول العربية، التي تنعقد يوم غد الخميس في البحرين. وفي السياق، قال دبلوماسي عربي في الخليج، مطلع على اجتماعات وزراء خارجية المجموعة العربية، لوكالة فرانس برس، إنّ النقاش ينصبّ أولاً "على سبل الضغط من أجل وقف إطلاق النار، وتسهيل دخول مزيد من المساعدات"، لكن "سياسياً يتمحور حول الضغط على الولايات المتحدة من أجل أمرين: إقامة دولة فلسطينية، والاعتراف بها في الأمم المتحدة".
(رويترز، العربي الجديد)