بايدن يطلق حملته للانتخابات الرئاسية 2024 بهجوم قاسٍ على ترامب

05 يناير 2024
بايدن يتخلّف عن ترامب بهامش قليل في استطلاعات الرأي (Getty)
+ الخط -

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الجمعة، أن منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية 2024 دونالد ترامب "على استعداد للتضحية بالديمقراطية الأميركية من أجل السلطة".

وقال بايدن، خلال إطلاق حملته الانتخابية، إن "حملة دونالد ترامب مهووسة بالماضي، وليس المستقبل، وهي تدور حول شخصه وليس حول أميركا"، مضيفاً: "حملتنا مختلفة... حملتنا تدور حول أميركا، إنها تدور حولك، وتتعلق بكل الأعمار والخلفيات التي تشغل هذا البلد. إنها تتعلق بالمستقبل".

واتهم بايدن منافسه ترامب بـ"استخدام خطاب ألمانيا النازية وتوسل العنف السياسي"، مؤكداً أن "انتخابات 2024 تجري حول ما إذا كانت الديمقراطية لا تزال قضية بلادنا المقدسة". 

في المقابل، اتهم ترامب بايدن بـ"إثارة المخاوف" بعد أن قارن الرئيس الديمقراطي خطاب سلفه الجمهوري بخطاب "ألمانيا النازية".

وقال ترامب لأنصاره في أيوا إن "سجلّ بايدن هو عبارة عن سلسلة متواصلة من الضعف وعدم الكفاءة والفساد والفشل... لهذا السبب نظّم جو المحتال في بنسلفانيا اليوم حملة مثيرة للشفقة لإثارة المخاوف".

وجاء كلام بايدن (81 عاماً) خلال خطابه موافقاً لما أكدته وسائل إعلام أميركية، بأن الخطاب سيحذّر من خطر ترامب على الديمقراطية في الولايات المتحدة، بعد ثلاثة أعوام من الهجوم على الكابيتول.

وكان مقرراً أن يلقي الرئيس خطابه السبت قرب فالي فورج في ولاية بنسلفانيا، وهو موقع تاريخي في الولايات المتحدة، أي بعد ثلاث سنوات من الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021 الذي نفّذه أنصار لدونالد ترامب، في محاولة لمنع المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، لكنّه قُرِّب إلى الجمعة، بسبب توقعات بوصول عاصفة.

وغادر بايدن البيت الأبيض، الجمعة، في مروحية، الرئاسة الأميركية بدون أن يدلي بأي تصريحات للصحافيين.

وقالت رئيسة فريق حملة المرشح الديمقراطي جولي تشافيز رودريغيز إن خطاب جو بايدن الانتخابي قبل أربع سنوات، والذي كان يقود بموجبه "معركة من أجل روح أميركا"، أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وأوضحت في بيان أن "التهديد الذي شكّله دونالد ترامب في عام 2020 على الديمقراطية الأميركية تصاعد خلال السنوات اللاحقة".

وتُعدّ المواقع التي اختارها جو بايدن لخطاباته رمزية، بدءاً بفالي فورج، حيث حشد جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، القوات الأميركية التي قاتلت ضد الإمبراطورية البريطانية قبل حوالي 250 عاماً.

وقال كوينتين فولكس، نائب مدير الحملة: "اخترنا فالي فورج لأن جورج واشنطن وحّد المستعمرات هناك، ثم أصبح رئيساً ووضع الأساس للانتقال السلمي للسلطة، وهو ما رفض دونالد ترامب والجمهوريون القيام به".

وتتواصل الاثنين الجهود لتعزيز حملة بايدن الذي يصوّر على أنه مدافع عن الديمقراطية، بزيارة كنيسة في ولاية ساوث كارولاينا حيث قتل أحد العنصريين البيض تسعة أميركيين سود بالرصاص في العام 2015.

مشهد مروّع

وتأتي هذه الرغبة في تسريع حملة بايدن بعد انتقادات من بعض الديمقراطيين الذين يعتقدون أنها بدأت بشكل بطيء للغاية.

ويواجه الديمقراطي عقبات عدة. فهو لم يتمكّن من إقناع الناخبين بأن الاقتصاد يتحسن رغم الأرقام الإيجابية، إذ لا يزال العديد من الأميركيين يعانون ارتفاع تكاليف الغذاء والسكن.

كذلك، ما زالت الهجرة عبر الحدود المكسيكية مسألة شائكة مع انقسام في الآراء داخل حزبه بشأن دعمه الحرب التي تشنها إسرائيل على حماس، وفي وقت يعرقل الكونغرس محاولته إقرار حزم إضافية من المساعدات لأوكرانيا.

قد تكون نقطة ضعف بايدن الرئيسية هي سنّه باعتباره أكبر رئيس للولايات المتحدة

كما أن رفض بايدن التحدث عن القضايا الجنائية المختلفة التي يواجهها دونالد ترامب، حتى لا يعطي انطباعاً بأنه يؤثر على النظام القضائي، حرمه أيضاً من أحد أسلحته الرئيسية المحتملة ضد الملياردير الجمهوري.

لكن قد تكون نقطة ضعف بايدن الرئيسية هي سنّه. وباعتباره أكبر رئيس للولايات المتحدة، تعرّض بايدن لسلسلة من السقطات والأخطاء اللفظية.

ويتقدم ترامب على بايدن في العديد من استطلاعات الرأي الأخيرة، فيما حظي الديمقراطي في ديسمبر/كانون الأول بأسوأ نسبة تأييد لرئيس حالي قبل سنة انتخابات.

ووافقت المحكمة العليا الأميركية الجمعة على الاستماع إلى استئناف ترامب ضد القرار الصادر عن أعلى هيئة قضائية في كولورادو، والقاضي بمنعه من خوض الانتخابات التمهيدية للانتخابات الرئاسية في الولاية الغربية.

وقالت المحكمة العليا إنها ستستمع إلى المرافعات الشفهية في هذه القضية في 8 فبراير/ شباط.

وقال الخبير في معهد "بروكينغز إنستيتيوشن"، لوكالة فرانس برس، وليام غالستن: "إذا أجريت الانتخابات غداً، فإن الرئيس بايدن سيخسر".

ومع ذلك، يظهر خطاباً بنسلفانيا وساوث كارولاينا أن حملة بايدن ستصوّر السباق إلى البيت الأبيض الآن على أنه خيار واضح بينه وبين الرئيس السابق الذي حوكم مرتين أمام الكونغرس بقصد عزله من السلطة.

وتتعامل حملة بايدن مع ترامب باعتباره المنافس المفترض رغم حقيقة أن المعركة على ترشيح الحزب الجمهوري لن تبدأ حتى تفتتح ولاية أيوا في 15 يناير/كانون الثاني الانتخابات التمهيدية للحزب.

ويستهدف الديمقراطيون أيضاً ترامب بقضايا منها الحق في الإجهاض والرعاية الصحية.

في غضون ذلك، يحذّر أول إعلان تلفزيوني لبايدن هذا العام من التهديد "الشديد" للديمقراطية ويظهر مشاهد للهجوم على الكابيتول.

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار في مؤتمر صحافي الخميس "كان مشهداً مروعاً. سيواصل الرئيس التحدث عن ذلك وسيرفع الصوت بشأنه".

(فرانس برس)

المساهمون