صادقت المحكمة الإيرانية العليا، اليوم الأربعاء، على حكم الإعدام الصادر مسبقاً بحق المعارض الإيراني جمشيد شارمهد، الذي يمتلك الجنسية الألمانية أيضاً، وهو متهم بارتكاب "أنشطة إرهابية" وإدارة جمعية "تندر" المصنفة في إيران على أنها "إرهابية".
وأعلنت المحكمة العليا أنّ الطلب المقدّم إليها لإعادة النظر في حكم الإعدام، يفتقر إلى مستندات وأدلة تؤدي إلى نقض الحكم، وفقاً لما أوردته وكالة "تسنيم" الإيرانية.
من جهته، كشف المتحدث باسم السلطة القضائية، مسعود ستايشي، اليوم الأربعاء، عن أنه بعد مصادقة المحكمة العليا على حكم الإعدام بحق شارمهد، سيتم البدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ الحكم.
من جهتها، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، رفض برلين حكم الإعدام بحق شارمهد، قائلةً عبر حسابها في "تويتر"، إنّ المصادقة على حكم الإعدام بحق جمشيد شارمهد "أمر مرفوض"، داعية إيران إلى التراجع فوراً عن هذا الحكم الذي وصفته بأنه "تعسفي".
وأضافت بيريوك أنّ بلادها تبذل قصارها جهدها لمنع تنفيذ الحكم، مشيرةً إلى أنّ سفير ألمانيا قطع رحلة عمله وهو في طريق العودة إلى طهران للحديث بشأن الموضوع مع السلطات الإيرانية.
Die Bestätigung des Todesurteils gegen #JamshidSharmahd ist inakzeptabel. Jamshid Sharmahd hatte zu keinem Zeitpunkt den Ansatz eines fairen Prozesses. Wir fordern Iran auf, dieses willkürliche Urteil unverzüglich rückgängig zu machen. 1/2
— Außenministerin Annalena Baerbock (@ABaerbock) April 26, 2023
وفي فبراير/شباط الماضي، أصدرت محكمة الثورة في طهران، حكماً بالإعدام بحق جمشيد شارمهد بعد عدة جلسات محاكمة، وهو ما ردت عليه الحكومة الألمانية أواخر الشهر نفسه بطرد اثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين.
وردت الخارجية الإيرانية على الإجراء الألماني بخطوة مماثلة، حيث أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، مطلع مارس/آذار الماضي، أن بلاده قرّرت طرد دبلوماسيين ألمانيين رداً على "تدخلات" برلين في الشؤون الداخلية والقضائية الإيرانية، والتي وصفتها بأنها "غير مسؤولة".
وتتهم إيران شارمهد (67 عاماً) بأنه زعيم الجناح العسكري لجماعة تدعو إلى استعادة النظام الملكي الذي أطاحت به الثورة الإسلامية عام 1979، لكن عائلته أكدت أنه ليس سوى المتحدث باسم الجماعة المعارضة، ونفت تورطه في أي هجمات، متهمة الاستخبارات الإيرانية بخطفه في دبي عام 2020.
وخلال عام 2020، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية، أنها تمكنت من اعتقال المعارض الإيراني جمشيد شارمهد، زعيم "جمعية مملكة إيران" المعارضة، أو ما تعرف باسم "تندر"، والذي كان يقيم في الولايات المتحدة الأميركية. وجرى اعتقال شارمهد عبر استدراجه إلى الإمارات.
وشارمهد من مواليد عام 1955 في طهران، من عائلة إيرانية ألمانية. وهاجر في ثمانينيات القرن الماضي إلى ألمانيا، وأنهى دراساته الجامعية هناك، قبل أن ينتقل عام 2003 إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث تعرّف في مدينة لوس أنجليس على "جمعية مملكة إيران" المعارضة، وانضم إليها.